نبض أرقام
00:20
توقيت مكة المكرمة

2024/05/20

مع انكماش عدد السكان والقوى العاملة .. هل انتهت معجزة اقتصاد الصين للأبد؟

2024/01/22 أرقام - خاص

أثار تراجع عدد سكان الصين للعام الثاني على التوالي المخاوف بشأن استمرار ضعف آفاق ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

 

ويهدد انخفاض عدد السكان وتراجع عدد الأشخاص في سن العمل بضعف الاستهلاك والضغط على نظام التقاعد وإبطاء النمو الاقتصادي.

 

 

انخفاض مستمر لعدد السكان

 

- كشفت بيانات حكومية أن إجمالي عدد سكان الصين تراجع بنحو 2.08 مليون شخص ليصل إلى 1.409 مليار نسمة بنهاية العام الماضي.

 

- يعتبر هذا الهبوط في عدد سكان الصين هو الثاني على التوالي، بعد التراجع المسجل في عام 2022 بنحو 850 ألف نسمة.

 

- كان الهبوط في عدد سكان الصين خلال عام 2022 هو الأول منذ حوالي 60 عامًا.

 

 

تطور التغير في عدد سكان الصين

 

- جاء تراجع عدد سكان الصين في العام الماضي مع تجاوز الوفيات لوتيرة المواليد الجدد.

 

- ارتفع عدد الوفيات في الصين بنسبة 6.6% ليصل إلى 11.1 مليون شخص، مع صعود معدل الوفيات لأعلى مستوى منذ عام 1974، إبان ذروة العنف السياسي خلال الثورة الثقافية.

 

- تزامن ارتفاع عدد الوفيات في الصين مع رفع القيود المرتبطة بالوباء، بعد عمليات إغلاق دامت لنحو 3 سنوات ضمن سياسة "صفر كوفيد".

 

- أشارت دراسة أمريكية إلى أن الصين سجلت نحو مليوني حالة وفاة زائدة في بداية عام 2023، بعد الرفع المفاجئ للقيود الخاصة بالوباء، ما تسبب في إصابة ملايين الأشخاص بالفيروس للمرة الأولى.

 

- على الجانب الآخر، تراجع عدد المواليد الجدد بنحو 5.7% ليسجل 9.02 مليون شخص في عام 2023، وهو أقل عدد مسجل منذ بدء رصد البيانات في عام 1949.

 

- انخفض معدل المواليد لمستوى قياسي متدن عند 6.39 حالة ولادة لكل 1000 شخص، من 6.77 حالة في عام 2022.

 

 

تطور عدد المواليد الجدد في الصين

 

- تشمل البيانات السكانية الرسمية في الصين 31 مقاطعة ومنطقة وبلدية، لكنها لا تشمل الأجانب.

 

- فقدت الصين صدارة قائمة أكثر بلدان العالم من حيث عدد السكان لصالح الهند في عام 2022.

 

الشيخوخة وانكماش القوى العاملة

 

- لم يقتصر التحول الديموغرافي في الصين على تراجع عدد السكان فحسب، لكنه تضمن ارتفاع أعداد كبار السن بشكل كبير.

 

- أظهرت بيانات رسمية أن نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا في الصين بلغت 15.4% في العام الماضي، وهو ما يتوافق مع تعريف الأمم المتحدة لـ"المجتمع المسن".

 

- هناك نحو 297 مليون شخص في الصين تتجاوز أعمارهم 60 عامًا، ما يعادل حوالي 21.1% من إجمالي السكان، مقابل 280 مليون نسمة في عام 2022.

 

- على جانب مواز، انكمش عدد السكان في سن العمل الذي يتراوح بين 16 و59 عامًا بأكثر من 10 ملايين شخص ليصل إلى 61.3% من السكان في عام 2023 من 62% في العام السابق له.

 

 

- يعني تراجع معدل السكان في سن العمل أن عدد أقل من الأشخاص ملزمون بدعم النسبة الأكبر من المواطنين.

 

- قال محللون في بنك "يو بي إس" في الشهر الماضي إن عدد السكان في سن العمل في الصين انخفض بعد أن وصل إلى ذروته في عام 2011.

 

- أشار المحللون إلى أن تراجع عدد السكان في سن العمل بجانب التحولات الهيكلية في ديناميكيات الطلب والعرض للعمالة يؤدي إلى تسريع الاعتماد على الأتمتة والروبوتات والذكاء الاصطناعي والرقمنة في تلبية احتياجات العمالة وزيادة الإنتاجية مع خفض التكاليف.

 

- مع استمرار تراجع الرغبة في إنجاب الأطفال في الصين خلال العام الماضي، بلغت البطالة بين الشباب مستويات قياسية، مع انخفاض أجور كثير من الإداريين، وتفاقم الأزمة في قطاع العقارات، مع إدخار أكثر من ثلثي ثروات الأسر.

 

- بلغ معدل البطالة للأشخاص بين 16 و24 عامًا نحو 14.9% بنهاية ديسمبر الماضي، بعد أن توقفت السلطات في الصيف الماضي عن إعلان البيانات بعد وصول البطالة لمستوى قياسي مرتفع يتجاوز 20%.

 

سياسات قديمة ومحاولات للتعديل

 

- في حين أن شيخوخة السكان وتباطؤ نمو القوى العاملة يمثلان اتجاهاً في كثير من الاقتصادات الكبرى، فإن التحول الديموغرافي في الصين يعكس السياسات الحكومية السابقة والاهتمام القوي بالأتمتة.

 

- أقرت الحكومة الصينية في الفترة بين 1980 و2015 سياسة الطفل الواحد، والتي استهدفت دفع معظم الأسر إلى الامتناع عن إنجاب أكثر من طفل.

 

 

 - تسببت سياسة الطفل الواحد في هبوط معدل الإنجاب في الصين بوتيرة أسرع من مناطق أخرى حول العالم، بحسب تقرير عن مركز بحوث التنظيم التابع لمجلس الدولة الصيني.

 

- استغرق الأمر 20 عامًا فحسب ليتراجع معدل الخصوبة في الصين من 5.5 إلى 2.1، مقارنة بنحو 30 عامًا في المتوسط لدول شرق آسيا.

 

- لكن في السنوات الأخيرة، اتجهت الحكومة الصينية لتعديل سياساتها لتستهدف زيادة معدل المواليد وتخفيف قيود الإنجاب.

 

- تسمح الصين حالياً للأزواج بإنجاب ما يصل إلى ثلاثة أطفال، مع تقديم الحكومات المحلية إعفاءات ضريبية وإعانات رعاية للأطفال وغيرها من الحوافز لإنجاب الأطفال.

 

- قال الرئيس الصيني "شي جين بينغ" إن بلاده تحتاج إلى تنمية ثقافة جديدة للزواج والإنجاب، مشددًا على أن المرأة لها دور حاسم في تأسيس اتجاه جديد للأسرة.

 

- لكن تقارير أشارت إلى أن الشباب أصبحوا يفضلون الإحجام عن تكوين أسر بدعوى الافتقار إلى التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وارتفاع تكاليف المعيشة.

 

- انخفض معدل الزواج في الصين لأدنى مستوى على الإطلاق، مع ارتفاع تكلفة تربية الأطفال والسعي إلى نمط الحياة الفردية، بالإضافة إلى الضغوط الاقتصادية المتزايدة في البلاد.

 

مخاطر اقتصادية ضخمة

 

- تزامن إعلان تراجع عدد سكان الصين مع بيانات أظهرت نمو اقتصاد الصين بنسبة 5.2% في العام الماضي، وهو ما يتجاوز قليلاً المستهدف الحكومي لكنه يظل أقل من معدلات النمو قبل وباء "كورونا".

 

- تعاني الصين من عدة أزمات اقتصادية متزامنة، ما يشمل أزمة سوق العقارات وضعف ثقة المستثمرين وانخفاض الطلب الخارجي.

 

- يتسبب تراجع عدد السكان في سن العمل في إضعاف الاستهلاك المحلي وتقليص القوى العاملة وإبطاء النمو الاقتصادي.

 

 

- بالفعل، شهدت الصين انكماشًا في أسعار المستهلكين خلال العام الماضي، مع ضعف الطلب المحلي.

 

- استفادت الصين طويلاً من الفوائد الديموغرافية، والتي تمثلت في قوة رأس المال البشري في سن العمل.

 

- لكن باحثين حذروا من أن بكين سيتعين عليها الآن مواجهة تحديات طويلة المدى، ما يشمل ضعف القوة الشرائية، واضطراب نظام الضمان الاجتماعي.

 

- قال "شيوجيان بينغ" زميل الأبحاث في مركز دراسات السياسات بجامعة فيكتوريا في ملبورن إن تغير الهيكل العمري في الصين سيؤدي إلى إبطاء النمو الاقتصادي.

 

- ذكرت "لين كايي" نائب رئيس معهد أبحاث منتدى كبار الاقتصاديين الصينيين أن انخفاض معدل المواليد يعني التراجع المستمر في القوى العاملة، ما سيؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد.

 

- كما أشارت "كايي" إلى أن الاقتصاد الصيني سيعاني من ضغوط صعودية على نفقات التأمين الاجتماعي، مع تقدم السكان في العمر.

 

- من المتوقع أن تشهد الصين في السنوات العشر المقبلة خروج نحو 300 مليون شخص تتراوح أعمارهم حالياً بين 50 و60 عامًا من القوى العاملة.

 

- تتوقع الأكاديمية الصينية للعلوم أن يشهد نظام التقاعد نفاد الأموال بحلول عام 2035، مع معاناة حوالي ثلث الولايات في البلاد من عجز في الميزانية التقاعدية.

 

هل يستمر هذا التحول؟

 

- على المدى الطويل، يتوقع خبراء الأمم المتحدة انكماش عدد سكان الصين بنحو 109 ملايين نسمة بحلول عام 2050، ما يعتبر أكثر بنحو ثلاثة أمثال من تقديراتهم السابقة الصادرة في 2019.

 

- يرى "بنغ شي تشه" الأستاذ في مركز دراسات سياسات السكان والتنمية في جامعة فودان أنه من المتوقع أن يشهد عدد سكان الصين تراجعًا حادًا في السنوات المقبلة، مع تجاوز عدد الوفيات لوتيرة المواليد الجدد.

 

- يعتقد "تشه" أن عدد المواليد الجدد قد ينتعش قليلاً لكنه من غير المرجح أن يتجاوز 10 ملايين نسمة سنوياً، بينما سيؤدي تقدم السكان في العمر إلى زيادة وتيرة الوفيات السنوية لتتجاوز 10 ملايين شخص.

 

 

- يرى عالم الديموغرافيا في جامعة ميشيغان "تشو يون" أنه لوحظ تاريخياً من تجارب البلدان الأخرى ذات الخصوبة المنخفضة أن هذا الاتجاه غالباً من يكون من الصعب للغاية أن ينعكس.

 

- أثارت البيانات الاقتصادية الأخيرة في الصين المخاوف بشأن استمرار الاتجاه الهابط للاقتصاد، بسبب انخفاض عدد العمال والمستهلكين، مع ضغوط على الحكومات المحلية المثقلة بالديون نتيجة ارتفاع تكاليف رعاية كبار السن واستحقاقات التقاعد.

 

- لكن على جانب آخر، قد تستفيد الصين من التطوير القوي للروبوتات، حيث أشارت "هوافو سيكوريتيز" إلى أن استبدال البشر بواسطة الروبوتات يظهر فوائده الاقتصادية وسط نقص العمالة وارتفاع تكاليف العمال.

 

- قامت الصين بتدشين نصف الروبوتات الصناعية في العالم خلال 2022، لتحتل المرتبة الخامسة عالمياً بعد كوريا الجنوبية وسنغافورة وألمانيا واليابان من حيث كثافة الروبوتات في قطاع التصنيع.

 

- استثمرت الصين بقوة في الأتمتة طوال سنوات، ما أدى إلى ارتفاع معدل الروبوتات إلى 392 روبوتاً لكل 10 آلاف موظف، رغم القوة العاملة الضخمة في قطاع التصنيع والبالغة 38 مليون شخص.

 

المصادر: أرقام – آر إف إيه - ساوث تشاينا مورنينج بوست – إن بي سي نيوز – الإيكونوميست - رويترز

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة