طارق السيد: أعمال لم تتأثر بتراجع أسعار النفط

حققت شركة أعمال أداء ونتائج مالية قوية خلال الربع الأول من العام الجاري بنسبة نمو في الأرباح تفوق 33% في الوقت الذي تراجع فيه أرباح معظم الشركات ببورصة قطر بسبب الظروف.. الراية الاقتصادية أجرت حوارا مع طارق السيد العضو المنتدب للشركة للحديث عن أسباب النمو والمشاريع الحالية للشركة والخطط المستقبلية حيث أكد على حرص مجلس الإدارة على تحقيق أفضل النتائج بما يتماشى مع استراتيجية النمو.
 

وقال إن الأداء القوي لشركة أعمال يعود لعوامل عدة أهمها استراتيجية التنوع التي تنتهجها الشركة لتنويع مصادر الدخل بالإضافة إلى اتباعنا سياسة واضحة فيما يتعلق بترشيد الاستهلاك وتقليل التكاليف ورفع الكفاءة.. مشيرا إلى أن هذه السياسة نطبقها منذ زمن وليس بعد تراجع أسعار النفط.

وقال إن أعمال لم تتأثر بتراجع أسعار النفط.. مشيرا إلى أنه لم يتم إلغاء أو تأجيل لأي من العقود التي حازت بها سواء من القطاع العام أو الخاص، كما تمكنت جميع قطاعات الشركة من تحقيق نمو بالأرباح والإيرادات.
 

ونوه بسعي الشركة لبناء قاعدة صناعية صلبة..كاشفا بأن لدينا عددا من المشاريع قيد الدراسة وسنقوم بالإفصاح عنها فور إثبات جدواها والحصول على الموافقات اللازمة من الجهات المختصة.
 

كما كشف طارق السيد في حواره لـ"الراية" الاقتصادية أنه بدأ العمل بالمرحلة الثانية لتطوير مجمع سيتي سنتر بنهاية عام 2015.. مشيرا إلى أن التكلفة الإجمالية للمرحلة الثانية من إعادة التطوير تبلغ 300 مليون ريال وسيتم إكمالها على ثلاث مراحل، ليتم الانتهاء منها في نهاية 2018.
 

وأضاف بأنه سيتم من خلالها إعادة توزيع المساحات التجارية بطريقة أفضل وبالتالي زيادة الكفاءة التشغيلية للمجمع عند الانتهاء.
 

وأكد على الخطوات التي قامت بها الحكومة لمواجهة تداعيات تراجع أسعار النفط..واصفا الإجراءات التي يجري تنفيذها بأنها تتم بثقة وشفافية. وأضاف بأن ترشيد الإنفاق الحكومي ضرورة تفرضها الظروف الحالية.. لكنه أكد في الوقت ذاته بأن المشاريع التنموية لم تتأثر نهائيا ويجري تنفيذها وفقا للجداول الزمنية الموضوعة لها.
 

هنا تفاصيل الحوار:

* كيف ترى نتائج الربع الأول من العام الجاري.. وهل هناك فرص للاستمرار على نفس النمو خلال الفترة المتبقية من العام؟
- الحمد لله تمكنت شركة أعمال في الربع الأول من 2016 من مواصلة أدائها القوي التي حققته خلال عام 2015 حيث شهدت نتائج الربع الأول ارتفاعا في صافي الأرباح بنسبة 33.7٪ لتبلغ 153.7 مليون ريال قطري وارتفاع إجمالي الإيرادات بنسبة 7%.
 

شركة أعمال هي شركة متجددة ودائما تبحث عن فرص استثمارية مميزة لتقديم مشاريع مبتكرة تتماشى مع متطلبات السوق والتي هي في تطور مستمر.

نحن نعمل جاهدين لتحقيق أفضل النتائج بما يتماشى مع استراتيجية النمو، وإن شاء الله سنتمكن من تحقيق نتائج مميزة ترضي جميع الأطراف.
 

أسباب النمو

* ما هي أسباب النمو القوي في أرباح الشركة (حوالي 33%) في الربع الأول رغم الظروف الاقتصادية المتأثرة بتراجع أسعار النفط؟
- يعود الأداء القوي لشركة أعمال لعوامل عدة أهمها استراتيجية التنوع التي تنتهجها الشركة لتنويع مصادر الدخل والتي أيضا تعطينا المجال للاستثمار في عدد من القطاعات الاقتصادية التي تشهد تطوراً جذرياً، بالإضافة إلى الاستفادة من الفرص المتاحة.
 

هذا بالإضافة إلى اتباعنا سياسة واضحة فيما يتعلق بترشيد الاستهلاك وتقليل التكاليف ورفع الكفاءة وهذه السياسة نطبقها منذ زمن وليس بعد تراجع أسعار النفط.
 

بالنسبة إلى أسعار النفط، الحمد لله، لم نتأثر من هبوط أسعار النفط وهذا واضح من نتائج الشركة في الأعوام السابقة ونتائجنا في الربع الأول من هذا العام. كما قلت سابقا، شركة أعمال شركة متنوعة النشاطات وهذا التنوع يوفر الحماية في ظل التغيرات الاقتصادية ويعطينا المجال للاستفادة من الفرص المتاحة عبر القطاعات المختلفة.
 

مشاريع الصناعة

* الصناعة هي فرس الرهان لتنويع الاقتصاد القطري.. ما هو دور هذا القطاع في شركة أعمال.. وهل هناك خطط بمشاريع جديدة في هذا الجانب؟
- بالطبع، إن مدى تطور القطاع الصناعي يعد مقياسا للاقتصادات المتطورة، ودولة قطر تسعى لبناء اقتصاد قوي مبني على المعرفة حيث تتمتع الدولة بإمكانيات كبيرة تؤهلها من تطوير دور قطاع الإنتاج الصناعي والاستفادة من الثروات الغنية التي تمتلكها.
 

منذ بداية شركة أعمال وهي ذات توجه صناعي، وتسعى لبناء قاعدة صناعية صلبة. وقد تمكنت خلال مسيرتها من تأسيس عدد من الشركات الصناعية البارزة والتي لها مركز ريادي في السوق لقدرتها على تلبية احتياجات مشاريع البنية التحتية المختلفة وغيرها.

لدينا عدد من المشاريع قيد الدراسة وسنقوم بالإفصاح عنها فور إثبات جدواها والحصول على الموافقات اللازمة من الجهات المختصة.

مجالات جديدة

* ماذا عن مجالات العمل الجديدة التي تخطط شركة أعمال للدخول لها خلال الفترة المقبلة؟
- نحن نبحث باستمرار عن فرص استثمارية مميزة ونحاول من خلال مشاريعنا الاستثمارية أن نقدم خدمات أو منتجات غير متواجدة بالسوق بعد ولكن هنالك حاجة لها.

لا مانع لدينا من الدخول في مجالات عمل جديدة على أن تكون متجانسة ومكملة لأنشطتنا التي نعمل بها وبالطبع تخدم نمونا وتطورنا، سواء كان ذلك من خلال تأسيس نشاطات جديدة أو تطوير نشاطاتنا القائمة.

بلا شك يعتبر القطاع الصناعي هو محور اهتمامنا وبرأينا أن السوق المحلي يوفر فرصا كبيرة في هذا المجال والدليل على ذلك أداء قطاع الإنتاج الصناعي في شركة أعمال.
 

النقل البحري

* قامت الشركة بشراء ناقلة مؤخرا.. لماذا اتجهت الشركة إلى هذا القطاع؟ ..وألا تخشون من المنافسة خاصة في ظل وجود شركات قطرية قوية لها خبرة طويلة في عمليات النقل البحري؟
- نحن نقوم بدراسة وافية قبل الشروع بأي نشاط ووجدنا أن هنالك فرصا جيدة في هذا المجال وقد شهدت شركة أعمال لخدمات النقل لبحري طلبا قويا منذ دخولها السوق مما شجعنا على توسيع أسطول الشركة وأصبح الآن لدينا باخرتان والحمد لله حققت الشركة نتائج جيدة منذ بدء نشاطها التجاري ونتوقع أن تشهد بالمستقبل مزيدا من النمو.
 

القطاع العقاري

* ماذا عن تطور الاستثمارات في القطاع العقاري بالنسبة للشركة.. وإلى أين وصلت مرحلة تطوير السيتي سنتر.. وما هي الإضافة المتوقعة في هذا الجانب؟
- إن مشروع تطوير السيتي سنتر يأتي ضمن مرحلتين الأولى تم الانتهاء منها عام 2013 ونتج عنها زيادة في المساحات التأجيرية بما يقارب 15000 متر مربع بالإضافة إلى زيادة في مواقف السيارات.

بالنسبة إلى المرحلة الثانية لتطوير المجمع، والتي باشرنا العمل فيها بنهاية عام 2015، سيتم من خلالها إعادة توزيع للمساحات التجارية بطريقة أفضل وبالتالي زيادة الكفاءة التشغيلية للمجمع عند الانتهاء.

حيث إن إعادة توزيع المساحات المتاحة للتأجير سوف تمكننا من استقطاب علامات تجارية جديدة وبالتالي تقديم تجربة تسوق مميزة لزوار مجمع السيتي سنتر الدوحة.
 

ويعكس هذا القرار حرص الإدارة على مواكبة التطورات التي يشهدها هذا القطاع وليحافظ مجمع سيتي سنتر على مكانته الرائدة في السوق.
 

وتبلغ التكلفة الإجمالية للمرحلة الثانية من إعادة التطوير 300 مليون ريال قطري (ثلاثمائة مليون ريال قطري) وسيتم إكمالها على ثلاث مراحل، ليتم الانتهاء منها في نهاية 2018.
 

الظروف الاقتصادية

* كيف تقيم الاستثمار في القطاع العقاري خلال الفترة الحالية وفي ظل الظروف الاقتصادية الحالية؟
- بشكل عام يشهد القطاع العقاري استقرارا ومازالت المشاريع العقارية سواء التجارية أو السكنية قائمة والامتداد العمراني في تزايد، وهذا دليل على مرونة الاقتصاد القطري في مواجهة التحديات الاقتصادية ووجود ثقة من قبل المستثمرين والمستهلكين على حد سواء.

أضيف إلى ذلك أن قرب الانتهاء من أعمال تطوير الطرق التي تقوم بها الدولة من شأنها أن تعود بالنفع على تنشيط سوق العقارات.
 

تراجع النفط

* هل تأثرت شركة أعمال بظروف تراجع أسعار النفط ..وأدى ذلك إلى تأجيل مشاريع جديدة كانت الشركة تنوي تنفيذها؟
- لم يكن هنالك أي تأثير على نشاط الشركة واستمرت الفروع والشركات التابعة لدينا بتقديم خدماتها ومنتجاتها للسوق المحلي ولم يكن هنالك إلغاء أو تأجيل لأي من العقود التي حازت بها سواء من القطاع العام أو الخاص.

فقد تمكنت جميع قطاعات الشركة (الإنتاج الصناعي - العقاري - التجارة والتوزيع - إدارة الخدمات) من تحقيق نمو بالأرباح والإيرادات.
 

نشاط التجارة

* نشاط التجارة من القطاعات الحيوية بالدولة.. ماذا عن نشاط هذا القطاع خلال الربع الأول من العام الجاري؟
- يشكل قطاع التجارة والتوزيع جزءا هاما في شركة أعمال وبالواقع إن الشركات المنضوية تحت هذا القطاع هي متواجدة في السوق القطري منذ السبعينيات، مثل شركة ابن سينا الطبية وأعمال للتجارة والتوزيع، وتتمتع بمركز ريادي في السوق حيث أثبتت قدرتها في الاستمرار وتحقيق النمو من خلال مواكبة التطور الذي تشهده البلاد.
 

إن قوة أداء هذا القطاع خلال السنوات الماضية ساهم في نمو شركة أعمال وتوسعها في القطاعات الأخرى وبالأخص قطاع الإنتاج الصناعي، وقد واصل أداءه المتميز خلال الربع الأول من هذا العام ونأمل أن يستمر هذا الأداء القوي لنهاية العام.
 

توجهات الحكومة

* كيف ترى تعامل الدولة مع ظروف تراجع أسعار النفط العالمية.. وانعكاسات ذلك على الاقتصاد القطري؟
- لقد تم التعامل مع هذه التحديات بمنتهى الهدوء والثقة والشفافية وتم اتخاذ الإجراءات المناسبة لاستيعاب تداعيات هذه الظروف الأمر الذي انعكس إيجابيا على أداء الاقتصاد وعزز مستويات الثقة بأدائه.

والجدير بالذكر أن دولة قطر تعتمد على إنتاج الغاز أكثر من النفط والذي حافظ على سعر مستقر بالإضافة إلى وجود مصادر دخل جديدة للاقتصاد القطري بعيدة عن الصناعات الهيدروكربونية بما يتماشى مع توجه الدولة إلى تنويع مصادر الدخل.
 

يعتبر المناخ الاستثماري في قطر جيد وهنالك العديد من الفرص الاستثمارية كما أن سياسة الترشيد التي تنتهجها الحكومة ضرورية في الوقت الحالي لضبط الإنفاق وليس لها تأثير سلبي على سير المشاريع وبالأخص بما يتعلق بتطوير البنية التحتية.

أعمال تشارك في مشاريع مونديال 2022
 

ردا على سؤال حول دور الشركة لتنفيذ المشاريع المرتبطة بمونديال كرة القدم العالمي 2022 في قطر قال طارق السيد: إن شركة أعمال تشارك في العديد من المشاريع المتعلقة بتطوير البنية التحتية اللازمة لاستضافة المونديال من خلال الفروع والشركات التابعة لنا والتي بدورها تقوم بتوريد منتجاتها المختلفة إلى عدد من هذه المشاريع.

توسيع نشاط القطاع الطبي بالفرص المناسبة
 

وردا على سؤال حول غياب الصناعة الطبية في قطر وخطط شركة أعمال في هذا الجانب أشار طارق السيد إلى أنه في الوقت الحالي يقتصر نشاطنا في هذا المجال على استيراد وتوزيع الأدوية والأجهزة الطبية ولكن لا مانع لدينا من توسيع نشاطنا في هذا المجال في حال وجود فرص مناسبة.
 

سياسة متوازنة في توزيع الأرباح للمساهمين
 

ردا على سؤال حول التدفقات النقدية للشركة وسياسة توزيع الأرباح السنوية على المساهمين أوضح طارق السيد بأن أعمال تتمتع بمركز مالي قوي ولديها تدفقات نقدية إيجابية وجميع المؤشرات المالية ممتازة مما يسهم في تحقيق النمو المتوازن.
 

بالنسبة لتوزيع الأرباح، فقد وافقت الجمعية العامة للشركة هذا العام على تدوير الأرباح تماشيا مع توصيات مجلس الإدارة.

كما أن سياسة توزيع الأرباح لدينا لا تقتصر على توزيع أسهم منحة فقط، وإنما نقوم بتوزيع أرباح نقدية أيضا كما تم فعلا بعد نتائج 2014 وهذا الموضوع يعتمد على رؤية مجلس الإدارة وخطط الشركة المستقبلية.
 

القطاع الخاص شريك أساسي في التنمية
 

ردا على سؤال حول مساهمة الشركات الوطنية في تحقيق الاستراتيجية الوطنية بتنويع مصادر الدخل اعتبر طارق السيد القطاع الخاص شريكا أساسيا في تحقيق الاستراتيجية الوطنية ويشكل الركيزة الأساسية للاقتصاد في أي بلد، فالدولة لا تستطيع تحقيق كل شيء للمجتمع ولابد أن تساعدها المؤسسات الخاصة لتحريك عجلة التنمية الاقتصادية.
 

إن القطاع الخاص القطري يمتلك مقومات كبيرة ليكون شريكا رئيسيا وتقوم الحكومة بتوفير الدعم اللازم لإيجاد بيئة استثمارية جاذبة من خلال وضع القوانين والإجراءات وتقديم الحوافز لتشجيع القطاع الخاص للدخول في مشاريع مختلفة والمساهمة بفعالية بكل ما يخدم نمو وازدهار الوطن.