نظرة سريعة على تحرك محتوى الفيديو على الإنترنت في المنطقة

ترصد "أرقام" أين يقف محتوى الفيديو في المنطقة خصوصا السعودية وتحركه مستقبلا، حيث أشارت أحدث التقارير الصادرة عن شركة "Ooyala"، التي توفر خدمات ومنتجات الفيديو عبر الإنترنت، أن 46% من المقاطع التي تمت مشاهدتها في الربع الرابع من 2015 كانت على أجهزة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وقد نمت مشاهدة الفيديو عبر هذه الأجهزة بنسبة 35% العام الماضي، ونمت بنسبة 170% منذ عام 2013.

ومنذ عام 2011، نما تشغيل الفيديو عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية نموًا سنويًا مركبًا بلغت نسبته أكثر من 116%، مما جعل مشاهدة الفيديو عبر الأجهزة النقالة تتضاعف بنسبة 2084% خلال الخمس سنوات الماضية.

ويفترض مسوقو الفيديوهات أن أجهزة الهواتف تقود الاتجاهات في مجال تسويق الفيديوهات الرقمية، إلا أن جيل الألفية الذي يستخدم هذه الأجهزة هو الذي يقود مجال الفيديوهات الرقمية بقوة.

كيف أثر ذلك على الأعمال التجارية وقطاع الإعلانات؟

انعكس ذلك مباشرة على الأعمال التجارية وقطاع الإعلانات، إذ صار لدى المعلنين الآن العديد من الخيارات ومنصات التواصل الاجتماعي. ويُمثل الفيديو الآن أولوية كبيرة لكثير من الشبكات الاجتماعية، فيُمكن مشاهدة مقاطع الفيديو الدعائية عبر خدمة" “Canvas التي أطلقتها "فيسبوك"، كما يقدم موقع "بينتريست" إعلانات الفيديو أيضًا، وسمح "إنستجرام" للمستخدمين بوضع مقاطع فيديو يصل طولها إلى 60 ثانية.

وبات الفيديو بجانب التسويق التقليدي طريقة مهمة في إيصال قصة العلامة التجارية، وشرح القيمة الافتراضية، وبناء علاقات مع الزبائن، حيث أظهرت الإحصاءات مدى فاعليته في نشر الدعاية والإعلانات.

ويوضح الإنفوجرافيك التالي نسبة معدل التحويل- أي تحويل زوار الموقع إلى زبائن- حسب الوسيلة المستخدمة، إذ يؤدي تضمين الفيديو في البريد الإلكتروني إلى زيادة معدل التحويل بنسبة تتراوح بين 200 إلى 300%، بينما تضمين الفيديو في صفحة بعينها على الويب Landing Page يؤدي إلى زيادة معدل التحويل بنسبة 80%، في حين تؤدي مشاهدة مقاطع الفيديو على اليوتيوب إلى زيادة معدل التحويل بنسبة 100% سنويًا.

وبعد مشاهدة الفيديو، من المحتمل أن يقوم 64% من المستخدمين بشراء المنتج عبر الإنترنت، وتتلقى قوائم العقارات التي تتضمن مقاطع فيديو استفسارات بنسبة أكثر من 403% من التي لا تتضمن مقاطع فيديو. كما يبحث 50% من المديرين التنفيذيين عن المزيد من المعلومات حين يرون منتجًا أو خدمة في فيديو، ويزور 65% من المديرين التنفيذين مواقع التسويق على الإنترنت بعد مشاهدة الفيديوهات، و39% منهم يقومون بالاتصال بالبائعين عقب ذلك.

محتوى الفيديو في السعودية

يتميز السوق السعودي نفسه عن بقية الأسواق العربية من حيث نسب مشاهدة مستخدميه مقاطع الفيديو خصوصا على الهواتف الذكية بشكل أكبر، نظرًا لانتشار الهواتف بمعدل مرتفع يصل إلى 70%.

ووفقًا لإحصاءات "جوجل" يستخدم 44% من السعوديين "يوتيوب" لمشاهدة مقاطع الفيديو يوميًا، ومن بين الشركات الناشئة السعودية المتخصصة في إنتاج المحتوى الرقمي السمعي البصري والتي حققت شعبية على نطاق واسع شركتا " Telfaz11" و"UTURN"، وتتلقى مقاطع الفيديو التي تنتج "UTURN" أعدادًا كبيرة من المشاهدات تصل إلى نحو 785,3 ألف مشاهدة يوميًا.

وبلغت إيرادات "الفيديو حسب الطلب" في السعودية هذا العام 48 مليون دولار، ومن المتوقع أن تشهد الإيرادات معدل نمو سنوي 20.5%، مما يؤدي إلى وصول حجم السوق إلى 122 مليون دولار بحلول عام 2021.

في حين بلغت نسبة دخول المستخدمين على مقاطع الفيديو 4.5% هذا العام، ومن المتوقع وصول هذه النسبة إلى 8.2% بحلول عام 2021، وبلغ متوسط الإيرادات عن كل مستخدم نحو 47.5 دولار.

هل تنمو صناعة الفيديو المدفوع؟

وتشهد صناعة الفيديو المدفوع نموًا ملحوظًا في المنطقة، فيما نجحت بعض المنصات العربية لنشر محتوى الفيديو حصريًا في استقطاب المشاهد وجذب الإعلانات، والتغلب على التحديات المرتبطة بالقطاع والمتمثلة في عدم الاستقرار في خدمة الإنترنت، وحقوق الملكية على المصنفات الرقمية في البلاد العربية.

ومن أبرز تلك التجارب منصة "شاهد دوت نت"  التي تقوم بإعادة نشر المحتوى التليفزيوني المقدم على قنوات "إم بي سي"، والتي أطلقَت أيضاً نسخة "شاهد بلس".

كما تعددت نماذج المحتوى المرئي المدفوع في المنطقة، لتشمل شبكة التليفزيون المدفوع، والشبكات الأخرى التي تبث مباريات وبرامج حصرية على الشبكة، ومن هذه الشبكات "أو إس إن"، وشبكة قنوات "bein" المدفوعة التي أعلنت مؤخراً اعتزامها إطلاق قناة جديدة للأفلام بعدما احترفت بث الرياضة.

إضافة إلى إعلان شركة "نتفليكس" Netflix لخدمات مشاهدة الفيديو حسب الطلب على الإنترنت، عن توفير خدمتها الترفيهية في عددٍ من الدول العربية باستثناء سوريا، بعدما كانت متوفرةً فقط في الولايات المتحدة وعدد من دول أمريكا الشمالية.

 والآن باتت "نتفليكس" متوفرة باللغة العربية، ويتراوح سعر الخدمة بين 8 و12 دولارًا شهريًا، وتنافسها في ذلك شركة "ستارز" التي تتيح خدماتها المدفوعة الآن في 17 دولة عربية باسم "ستارز بلاي أرابيا".