هل هذا هو السبب الحقيقي وراء تذبذب أسعار النفط صعودا وهبوطا؟

يرى محللون ومستثمرون في أسواق الطاقة بأن النفط يتعرض لتذبذبات صعودا وهبوطا هذا العام بسبب ما وصفوه بالمضاربات الحسابية، ففي الستة أشهر الأولى من 2017، ورغم تراجع المعروض العالمي، هبطت أسعار الخام.
 

ويقول مستثمرون في سوق النفط الذين يعتمدون على بيانات مثل الإنتاج والطلب إن هذين المحركين لم يعدا السبب وراء توجهات الأسعار، فالمضاربات وأنماط التداول تشوه السوق وتتسبب في تذبذبات، وفقا لتقرير نشرته "وول ستريت جورنال".

تداولات مبرمجة
 

- ربما يكون مثال الخامس والعشرين من مايو/أيار الماضي دليلا على التذبذبات في السوق عندما قررت "اوبك" ومنتجون من خارجها تمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية الربع الأول من 2018، وفي ردة فعل على ذلك، هبط النفط 5% تقريبا.

- أفاد محللون بأن السبب هو التوقع بخفض أكبر للإنتاج – وهو ما لم يحدث – ولكن آخرين يرون بأن هذا نموذج لنمط تداولات حسابية وفنية تؤثر في تحركات السلع بشكل غير مسبوق.

- تمثل بيانات المخزون الأمريكي الأسبوعية عاملا هاما في تحركات سوق النفط، ولكن تذبذب الأسعار قد زاد بفعل التداولات المبرمجة، وفي الثامن والتاسع من مايو/أيار، بدا ذلك جليا بعد ارتفاع قوي في مخزونات الخام الأمريكية مما دفع الأسعار أدنى 50 دولارًا لأول مرة هذا العام.

- زادت التحليلات والتكهنات في سوق النفط وزادت معها التعقيدات الحسابية والفنية مما عزز بدوره التذبذبات في الأسعار، فالخبراء يميلون لتتبع قواعد بعينها عند الشراء والبيع ويستخدمون إشارات مثل المتوسطات المتحركة والتذبذبات لمعرفة الاتجاه.

الحواسب الآلية
 

- تمزج التداولات بين نماذج حسابية وتكهنات بشرية في توقع أسعار النفط واتخاذ قرار الشراء والبيع، ويتزايد الاعتماد على الحواسب الآلية في التداولات، وهو ما يعكس تأثيرها القوي في التذبذبات والسوق بوجه عام.

- لم يقتصر الأمر على النفط، بل دخلت التداولات الحالية عن طريق الحواسب في أسواق السلع الأخرى حيث ارتفعت في قطاع الزراعة بنسبة 49% في عامين حتى نهاية 2016 وإلى 54% في المعادن خلال نفس الفترة.

- بالنسبة للنفط، فإنه يتعرض لتقلبات قوية هذا العام وسط تكهنات بشأن خفض أكبر للإنتاج من جانب "أوبك" بالتزامن مع وفرة المعروض العالمي.

- يتم ضخ أموال في استراتيجيات حسابية في الأسواق، وفي 2016، تم ضخ 25.5 مليار دولار من أجل مستشاري التداولات على السلع لتتبع تحركاتها.

- يرى محللون "جولدمان ساكس" أن صناديق وشركات الاستشارات والاستراتيجيات الحسابية يمكنها توفير فرص أفضل لدفع السوق بعيدا عن البيانات الأساسية مثل المخزونات وغيرها.