نبض أرقام
22:52
توقيت مكة المكرمة

2024/06/02

كيف يمكن فهم مستقبل "تسلا" بالنظر إلى تاريخ "جنرال موتورز"؟

2018/05/05 أرقام

ينظر الكثير من المحللين لمستقبل شركة "تسلا" للسيارات الكهربائية التي أسهها المهندس والمخترع والملياردير إيلون ماسك، ويتساءلون عما ينتظرها في المستقبل.
 

ومن أجل وضع التوقعات حول مستقبل "تسلا" ينبغي النظر أولاً لتاريخ شركة "جنرال موتورز"، وذلك وفقًا لتقرير نشرته مجلة "هارفارد بيزنس ريفيو".



 

ألفريد سلون والشركة الحديثة
 

- أصبح الأمريكي "ألفريد سلون" أشهر رجل أعمال في العالم بحلول منتصف القرن العشرين، حيث اشتهر بكونه مؤسس فكرة الشركات الحديثة.

- تولى "سلون" منصب رئاسة "جنرال موتورز" في الفترة بين 1923 و1956.

- آنذاك، كانت صناعة السيارات الأمريكية تشهد نموًا خلال هذه الفترة، وكانت واحدة من أهم القوى المحركة للاقتصاد الأمريكي.

- يعد "سلون" أول من عمل على تنظيم شركة كبيرة بشكل منهجي.

- فحين تولى "سلون" منصبه في "جنرال موتورز"، أرسى قواعد التخطيط والقياس والاستراتجيات ومبادئ اللامركزية.

- وعندما بدأ "سلون" العمل في الشركة عام 1920، أدرك أن هياكل الإدارة المركزية التقليدية في المبيعات والتصنيع والتوزيع، غير مناسبة لإدارة خطوط إنتاج الشركة المتنوعة.

- أدى سوء التخطيط إلى إفلاس الشركة تقريبًا في هذا العام، حيث تراكمت السيارات غير المباعة لدى التجار، ونفدت أموال الشركة.

- لإنقاذ الشركة، قام "سلون" بالاستعانة بتجربة شركة دوبونت " DuPont" التنظيمية.

- قسم "سلون" الشركة إلى أقسام حيث يكون لكل قسم مدير مسؤول عن الأرباح والخسائر والعمليات اليومية.

- وضع "سلون" نظام المحاسبة الإدارية الذي أخذه عن شركة "دوبونت" أيضًا، والذي سمح لـ"جنرال موتورز" للمرة الأولى بما يلي:

 

- إعداد توقعات للخطة التشغيلية السنوية، والتي تقارن توقعات كل قسم من حيث (الإيرادات، التكاليف، متطلبات رأس المال، والعائد على الاستثمار) بالأهداف المالية للشركة.

- تزويد إدارة الشركة بالتقارير الخاصة بالمبيعات والميزانية في الوقت الفعلي، مما يساعدها على تحديد الوقت الذي تنحرف فيه المبيعات والميزانية عن الخطة الموضوعة.

- تحديد الموارد والمكافآت والرواتب بناءً على مجموعة من معايير الأداء على مستوى الشركة.



 

التسويق للشركة الحديثة
 

- عندما تولى "سلون" رئاسة "جنرال موتورز"، كانت "فورد" هي الشركة المهيمنة على سوق السيارات الأمريكي.

-  كانت حصة "فورد" السوقية تبلغ 60%، بينما كانت حصة "جنرال موتورز" 20% فقط.

- كان ثمن سيارة فورد موديل تي 260 دولارًا فقط (ما يعادل 3700 دولار الآن)، وأدرك سلون أنه لن يستطيع منافسة فورد في أسعارها.

- اتجه "سلون" لتصنيع مجموعة من العلامات التجارية المتعددة، لكل منها هويته الخاصة التي تستهدف شريحة اقتصادية معينة من العملاء الأمريكيين.

- حددت الشركة أسعار كل علامة من الأقل للأعلى (شيفروليه، بونتياك، أولدزموديل، بويك، وكاديلاك).

- تحت كل علامة كانت هناك موديلات متعددة للسيارات بأسعار مختلفة.

- كانت الفكرة من وراء ذلك الحفاظ على عودة العملاء كل حين لتغيير سياراتهم وتبديلها بطرازات أحدث وأغلى، عندما تصبح لديهم مقدرة مالية لذلك.

- أنشأت "جنرال موتورز" بذلك مفهوم الطلب الدائم من خلال تقديم منتجات جديدة كل عام، وهو ما تقوم به شركة "آبل" الآن، من خلال إصدار هواتف "آيفون" جديدة سنويًا.

- بحلول عام 1931 بلغت الحصة السوقية لـ"جنرال موتورز" 43% مقارنة بالحصة السوقية لـ "فورد" التي بلغت 20%.

- يرجع ذلك إلى تحويل "سلون" الإدارة إلى مهنة حقيقية تعتمد على التنفيذ المستمر لنماذج الأعمال.



 

ما الذي يجب أن تفعله "جنرال موتورز" أمام تحدي "تسلا"؟
 

- لم يكن "سلون" مؤسس "جنرال موتورز"، فقد كان رئيس شركة صغيرة استحوذت عليها "جنرال موتورز" عام 1918.

- يرجع تأسيس الشركة إلى عام 1904 على يد "وليام ديورانت" الذي كان واحدًا من أكبر صانعي العربات التي تجرها الخيول.

- كان "ديورانت" يصنع 150 ألف سيارة سنويًا، حتى رأى سيارة عام 1904 في مدينة فلينت بولاية ميشيغان.

- أخذ "ديورانت" الأموال من شركته واشترى شركة ناشئة للسيارات تسمى "بويك".

- بحلول 1909 جعل "ديورانت" بويك السيارة الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة.

- كان "ديورانت" يرى أهمية أن تقدم شركة السيارات علامات تجارية متنوعة.

- لذلك اشترى 3 شركات سيارات صغيرة أخرى هي كاديلاك، أولدزموديل، وبونتياك وضمها إلى بويك وأعاد تسمية جميع هذه الشركات باسم"جنرال موتورز".

- رأى "ديورانت" أهمية التكامل الرأسي، مما جعله يجمع الموردين ومصنعي قطع الغيار تحت شركته.

- إلا أن التكامل بين الشركات والموردين كان صعبًا، وتسبب ذلك في ركود الشركة وتجاوز ديونها 20 مليون دولار.

- أوشكت الشركة على الإفلاس، مما أدى إلى طرد "ديورانت" من الشركة التي أسسها بقرار من مجلس الإدارة والمصرفيين.

- في العام التالي، أسس "ديورانت" شركة سيارات أخرى مع لويس شيفروليه، والتي أصبحت شركة منافسة لـ"جنرال موتورز" على مدار 5 سنوات.

- وفي عام 1916، استحوذت شيفروليه على "جنرال موتورز"، وطرد "ديورانت" من أقالوه من منصبه قبل 6 سنوات، آنذاك.

- ظل "ديورانت" في منصب رئاسة "جنرال موتورز" 4 سنوات أخرى.

- وبحلول 1920 تركت الحرب العالمية الأولى آثارها على الصناعة، وتراجعت مبيعات السيارات، وظل مخزون السيارات يتراكم وسعر سهمها ينهار.

- أوشكت سيولة الشركة على النفاد، مما اضطر "ديورانت" للحصول على قروض بقيمة 80 مليون دولار من البنوك.

- رغم ذلك انهار سعر سهم الشركة في النهاية، وقام مجلس إدارة الشركة بشراء أسهم "ديورانت" وإقالته مرة أخرى.

- منذ إقالة ديورانت عام 1920 وحتى نصف القرن التالي، سار مديرو الشركات على نمط "سلون" في الإدارة وفقًا لنموذج الأعمال.

- رغم ذلك، عادت روح "ديورانت" مرة أخرى على يد "إيلون ماسك" الذي يرى أن مستقبل وسائل النقل للسيارات الكهربائية.

- أيضًا كان "ديورانت" يؤمن أن مستقبل النقل يكمن في محركات الاحتراق الداخلي.



 

مستقبل تسلا
 

- جمع "إيلون ماسك" مليارات الدولارات لتنفيذ رؤيته الخاصة بمستقبل السيارات الكهربائية، إلا أن أحد التحديات التي تواجه إيلون ماسك تتمثل في التركيز على هدف واحد.

- مثلما كان "ديورانت" يركز في عدة اتجاهات، فإن "ماسك" أيضًا لا يركز في اتجاه واحد.

- "ماسك" هو المدير التنفيذي لشركة "تسلا" و"سبيس إكس" ومؤسس "Boring" وأحد مؤسسي "OpenAI".

- أدى تشتت "ماسك" إلى عدة أخطاء مثل موديل إكس الذي خرج بالكثير من العيوب بسبب التعقيدات الشديدة في نظام التشغيل.

- أثر ذلك على ثقة المستهلكين في منتجات الشركة، ويرجع ذلك إلى تمسك "ماسك" برأيه في التصميم.

- لدى "تسلا" الآن مجموعة من المنتجات التي تم الإعلان عنها مؤخرًا.

- يشمل ذلك سيارة "رودستار" وسيارة كروس أوفر موديل "Y"، وتحتاج هذه المنتجات إلى تنفيذ على نطاق واسع وليس مجرد رؤية "ماسك".

- على عكس "ديورانت"، نجح "ماسك" خلال فترة رئاسة الشركة، وحصل هذا العام على خطة تعويضات بقيمة 2.6 مليار دولار، لترتفع بذلك القيمة السوقية للشركة إلى 650 مليار دولار.

- أشار مجلس إدارة "تسلا" إلى أنه سيستمر في تحفيز "ماسك" ليقود الشركة على المدى الطويل، خاصة في ضوء اهتماماته التجارية الأخرى.

 

- وبينما يكافح "ماسك" للانتقال من مجرد رائد صاحب رؤية لمنتج سيارات موثوق به، قد يُطرح تساؤل حول ما إذا كان من الأفضل دفع 2.6 مليار دولار للعثور على شخص مثل "ألفريد سلون" ليتولى رئاسة "تسلا".

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة