رئيس «غلف كرافت»: الكويت ثاني أكبر سوق خليجي لليخوت

منذ انطلاقة معرض الكويت لليخوت والقوارب، بدأت الأنظار تتجه بشدة نحو السوق الكويتي.

ولفت ذلك أنظار الشركات العالمية التي تسعى الى التواجد في المنطقة، غير أن صناعة اليخوت الفاخرة والكبيرة لم تعد تنحصر فقط في الشركات العالمية، وذلك بعد أن احتلت شركة غلف كرافت، أكبر مصنع في الخليج للقوارب واليخوت، المرتبة التاسعة في قائمة أكبر مصنعي اليخوت الكبيرة أو السوبر يخت، وفق منظمة مجموعة اليخوت الدولية، أكبر مصنف لصناعة اليخوت عالمياً.

الشركة التي بدأت أعمالها منذ ما يزيد على 30 عاماً كأول مصنع لليخوت في الامارات والخليج يحكي لــ القبس تفاصيل نشأتها وأهم التحديات التي تواجهها وتواجه صناعة اليخوت عامة رئيس مجلس إدارتها محمد حسين الشالي في السطور الآتية:

* كيف تجدون السوق الكويتي لصناعة اليخوت؟
- السوق الكويتي يعد من أكبر أسواقنا في المنطقة، ولذلك نشارك دائما في أي معارض لليخوت والقوارب تقام هنا، على الأقل خلال العشرين عاما الماضية، وعقدنا في عدة مرات معارضنا الخاصة.

والسوق الكويتي هو أحد أهم وأكبر أسواقنا في المنطقة ومن الأسواق الرئيسية، لذلك شاركنا في معرض اليخوت في الكويت الذي يقام للمرة الثانية بأكبر يخت يشارك في المعرض، ولأول مرة عرضنا يختاً بهذا الحجم في الكويت، وهو يخت ماجيستي بطول 21 قدما وقيمته مليونان ونصف المليون دينار تقريباً.

وقد حققنا نحو 7 صفقات بعد المعرض في نسخته الأولى ببيع 4 قوارب و3 يخوت، والمعرض هذا العام شهد إقبالاً أكبر، سواء من العارضين أو الجمهور، وأقيم على مساحة أكبر، وهذه مؤشرات على نمو صناعة القوارب واليخوت في الكويت، ونشكر عملاءنا على ثقتهم فينا طوال هذه الأعوام والنظر إلى منتجاتنا على أنها استثمار.

تحديات الصناعة

* ما التحديات التي تواجهها صناعة اليخوت في المنطقة؟
- الصناعة تواجه تحديات كبيرة، وأهم تحد هو أن الحكومات لا تؤمن بهذه الصناعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن مجتمعاتنا غير صناعية، لأن الصناعة عملية انتاجية متكاملة، تحتاج الى روافد عديدة ومكملات، أى عدة مصنعين لإنتاج أدوات منتج معين، ومع الأسف هذا الشيء غير موجود.

كما يوجد نقص في اليد العاملة المدربة على الرغم من وجود بطالة كبيرة في المنطقة، لعدم وجود معاهد تدريب صناعية أو خطط للتدريب إلى آخره. والشيء الآخر هو نقص المواد الأولوية للصناعة وكلها يتم استيرادها.

وهناك تحد مهم وهو العقلية الخليجية التي تنظر إلى مشروعات قصيرة المدى، مثل العقار، والمشاريع ذات العائد السريع، وهذه الصناعة إذا حققت عائداً فسيكون على المدى الطويل.

ومن خلال الخبرة العملية في هذا المجال وجدنا أنه يجب أن يكون لديك صبر طويل، واستعداد للتضحية، والتعلم من خلال الأخطاء، لكن في النهاية إذا توافر الإصرار فيمكن التغلب على هذه التحديات وتحقيق إنجاز.

والدليل بعد مرور 30 عاما على هذه التجربة، أصبحنا ننافس الشركات العالمية العملاقة التي سبقتنا بمئات السنين، ومن ضمن أقوى عشر شركات في العالم لتصنيع السوبر يخت، وأصبحنا نضرب مثلا على أن الصناعة هي الطريق، وأن الصناعة ممكنة وناجحة، ويمكن أن تنافس بقوة إذا كان هناك تفكير وتخطيط ونظرة بعيدة المدى فيها.

وبالنسبة لي شخصيا الأمر هو إذا نجحت الشركة الوطنية فهذا يعني أن الدولة نجحت، ولن تنجح إذا لم تكن الصناعة هي القاعدة الأساسية، لأن كل الإسهامات الأخرى‍ في الاقتصاد هي قصيرة المدى ولا يمكن أن يبنى عليها نمو مستمر وحقيقي.

ولدينا في الخليج أمثلة كثيرة ناجحة للصناعة، ونعتبر «غلف كرافت» أحد هذه الأمثلة لمشاريع ناجحة لمستقبل المنطقة.

* هل أثرت الأزمة المالية في أعمال الشركة والصناعة؟
- بالتأكيد الأزمة المالية أثرت على القطاعات، خصوصا تلك التي تبيع سلعة رفاهية مثل اليخوت والقوارب، لكن من حسن الحظ اننا كشركة كنا من الأساس نتبع سياسة محافظة ماليا ولا تعتمد على التمويل الخارجي، لأن أكثر من تضرر هو الشركات التي اعتمدت على البنوك والتمويل. وبالتالي تمكنا من تقليص أعمالنا وتعاملنا مع السوق من دون أن نتضرر، بل العكس استطاعنا أن نحقق مكانة عالمية، وهذا دليل على قوة الشركة وإلى أين وصلنا.

* أين تشهد منتجاتكم طلباً أكبر؟
- نحن نبيع حول العالم ولدينا نحو 45 موزعاً بين استراليا وأميركا وروسيا وأفريقيا والصين، وعملاؤنا من طبقات مختلفة، بداية من العائلات المالكة ورجال الأعمال إلى الطبقات المتوسطة، لأننا نصنع قوارب متوسطة وكبيرة ويخوتا فاخرة ومعتدلة الثمن، بالإضافة إلى بعض الحكومات التي نصنع لها القوارب السريعة لخفر السواحل وبعض يخوت الضيافة.

والسوق الإماراتي هو أكبر سوق لنا، وهو منقسم إلى نوعين: سوق داخلي يشتري الزبائن للاستهلاك محليا وسوق خارجي، أي يشتري الزبون للتصدير. ويليه السوق الكويتي والسوق السعودي والعماني والقطري الذي شهد انتعاشا اخيرا. ولاحظنا في عدة مرات وجود منتاجتنا في دول لا نبيع لها.

العميل الكويتي

* ما الذي يميز الزبون الكويتي عن البقية في الخليج؟
- الكويتي نسميه «راعي بحر»، لأنه يهوى الإبحار، وذلك لأن الكويتيين يعدون الأكثر ارتباطا بالبحر، وبحكم اكتشاف النفط كانت الكويت من أولى الدول التي تتمتع بالرفاه الاجتماعي فأصبحت الطبقة المتوسطة حتى لديها القدرة على شراء اليخوت والقوارب.

والزبون الكويتي بسبب هذه العوامل لديه وعي بالسوق وهذه ميزة لأن الزبون الجاهل متعب لنا والتعامل معه يحتاج جهدا، وبحسب إحصائية لنا نحو 70 - 80 في المائة من القوارب واليخوت في الكويت من صناعة غلف كرافت.

وقبل الأزمة المالية كانت تمثل الكويت من مبيعاتنا نحو 20 في المائة، أما الآن فقد وصلت إلى 15 في المائة، والأكثر مبيعا لنا في الكويت هو القوارب المتوسطة والصغيرة واليخوت الصغيرة الحجم بسبب مشكلة نقص المراسي.

طرز جديدة

* ما مجموعة الطرز الحديثة التي أطلقتها غلف كرافت في 2013 وما الجديد لعام 2014؟
- في 2013 طرحنا مجموعة من اليخوت من ضمنها كان يخت بطول 75 قدما وبتصميم مختلف وأخذنا في الاعتبار أن يكون التصميم مريحا وقريبا من أجواء المنزل من حيث المساحة وسهولة الحركة وقللنا من عدد الغرف ولكن وفرنا مساحات داخلية أكبر للترفيه.

أيضا طرحنا يختا بطول 27 قدما وعرضنا أكبر يخت بطول 135 قدما في معرض دبي لليخوت والقوارب الذي يعد المنصة الرئيسية لعرض منتجاتنا بحكم أننا شركة إماراتية.

وفي عام 2014 ستكون لدينا مجموعات جديدة بما فيها يخت بطول 48 قدما و105 اقدام و135 قدما ويخت جديد كنقل فاخر مثل الليموزين ولكنه بحري سيطلق في معرض دبي المقبل.

* ما المنتج الذي جعلكم ضمن قائمة أفضل عشر شركات في صناعات اليخوت عالميا؟
- قطاع السوبر يخت أي اليخوت التي تتعدى المائة قدم، وهو قطاع يشهد منافسة شديدة وينظر فيه إلى النوعية والخبرة والتأثيت وإلخ، وعدد الشركات التي تصنع هذه النوعية محدود، ولكن كلها شركات كبرى وهو القطاع الأكثر حضورا على مستوى اليخوت عالميا عامة.

أغرب الطلبات

* ما أغرب طلبات التصميم الخاصة التي طلبت منكم؟
- اليخوت الكبيرة والفاخرة تشهد تنوعا أكبر في الطلبات وتختلف حسب الذوق الشخصي للعميل، ولكن هناك حدودا لما يمكن تلبيته من طلباتهم مثل الألوان والخامات والأقمشة وتغيير في الغرف ومواقعها وفق الضوابط الفنية التي يجب الالتزام بها.

وأغرب طلب أتذكره هو عدم رغبة أحد الزبائن في طاولة الطعام لأنها تأخذ حيزا ويستخدمها مرات قليلة ويبحث عن حل يجعلها متوافرة وقت حاجته لها، وقمنا بتصنيع طاولة طعام تختفي في السقف ولم يكن الأمر سهلا لأنها تحتاج إلى نظام هيدروليك في السقف ولقواعدها في الأرض لتكوين طاولة وكلفة كبيرة، وقمنا بتحويل القواعد في ما بعد إلى طاولات قهوة.

* ما التحديات التي واجهتك في بداية حياتك العملية؟
- أول شيء واجهته في بداية حياتي العملية هو تثبيط الهمم، فالناس اعتادوا القول لأي شخص يبدأ فكرة جديدة انها فكرة فاشلة وكأن الجميع اتفق على انك فاشل. وذلك كان أكبر تحد لأي شخص يبدأ شيئا جديدا.

وواجهنا تحديات كثيرة، فنحن بدأنا الشركة في عام 1982 ولم يكن أي شيء متوافرا، لا رأسمال ولا مواد ولا خبرات أو يد عاملة أو حتى زبائن، كنا مجموعة شباب لا نملك غير الحماس وهواية الإبحار وصناعة القوارب تنحصر فقط على قوارب الصيد وكنا موظفين حكوميين وندفع من رواتبنا رواتب العمال.

وتحدينا الصعوبات ودخلنا تجارب فاشلة وصعبة كثيرا، إلا أن الإيمان بفكرة حلمنا هو ما جعلنا نكمل، وأصعب شيء في الحياة أن تبدأ شيئا وتشعر بالفشل. ثم استقدمنا خبراء لتدريب العمال وبدأنا نتعلم بأنفسنا هذه الصناعة. فالعمل في صناعة لا تعرف أسرارها هو الفشل بحد ذاته.

واستطعنا التغلب على هذه التصعوبات لأننا جيل محظوظ، جيل ما قبل النفط نعرف المصاعب، خاصة أننا في دول الخليج العمل الخاص يواجه تحديات ولا يجد دعما حكوميا.

وأحيانا تجد الحكومة تنافسك ولكن ما جعلنا نستمر هو قرارنا بعدم الحاجة إلى الدعم أو الحماية الحكومية لأننا إذا اعتمدنا على ذلك فلن نواصل المنافسة وبالتالي لن نصل إلى العالمية وهذا هو سر قوة الشركة.

%18 نمو متوقع لمبيعاتنا في 2014

يقول محمد الشالي ان نسبة نمو مبيعات شركة غلف كرافت اصبحت بطيئة منذ الأزمة المالية، وعادت إلى التوازن في عام 2011 وبدأ الانتعاش في 2012، واستطعنا تحقيق النمو في 2013 بنسبة 15 في المائة.

ونتوقع في 2014 أن يصل النمو بنسبة 18 في المائة.

واضاف: عاد في 2013 سوق اليخوت المتوسطة إلى الطلب لأنه منذ 2009 لم يكن هناك طلب إلا على اليخوت الكبيرة وذلك بسبب أن الأغنياء لم يخسروا أموالهم، بينما الطبقات المتوسطة هي التي كانت أكثر تضررا.

وتابع الشالي قائلا: أضر بصناعة اليخوت وقت الأزمة أن هناك بعض المصانع كانت تعمل بطاقة 150 في المائة مما خلف عددا هائلا من اليخوت والقوارب في السوق، ومارست ضغطا شديدا على أي إنتاج جديد، خصوصا من ناحية الأسعار، وخلال السنوات الثلاث الماضية استطاع السوق استيعاب هذه الإضافة وأصبح الآن في حاجة إلى عودة الإنتاج الجديد.

عن «غلف كرافت»

● شركة إماراتية تأسست عام 1982.

● التاسعة عالمياً كأكبر مصنعي اليخوت.

● 45 موزعاً في أستراليا وأميركا وروسيا وأفريقيا والصين.

● عملاؤنا من العائلات المالكة ورجال الأعمال والطبقة المتوسطة.

● نصنع لحكومات المنطقة قوارب خفر السواحل.

● مجموعة يخوت جديدة نطلقها في 2014.