نبض أرقام
04:22 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

هل يقترب الذهب من سوق صعودي جديد يمتد لسنوات؟

2020/01/15 أرقام

في حين بدا الأسبوع الأول من عام 2020 كارثيًا على الاستقرار العالمي مع تصاعد حاد ومفاجئ للمخاوف الجيوسياسية عقب الصدام المباشر والنادر بين واشنطن وطهران، كانت هذه الأنباء سببًا كافيًا لدفع أسعار الذهب إلى مستويات طال انتظارها.

 

 

مع ذلك، فإن مكاسب الذهب من التوترات الجيوسياسية والتي دفعته فوق المستوى المسجل في الحادي عشر من أبريل عام 2013، أعادت للأذهان ما حدث في وقت لاحق من نفس الشهر، عندما انهارت الأسعار بشكل مفاجئ ومثير، مسجلة انخفاضًا قدره 13.5% خلال جلستين.

 

على أي حال، يعتقد مستثمرو الذهب المراهنون على صعود المعدن النفيس، أنه سيتفوق على سوق الأسهم، بعدما بلغت مكاسبه 4% خلال السبعة أيام الأولى من عام 2020، وهي الفترة التي سيطرت فيها على الأسواق مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين واشنطن وطهرن.

 

ويعتقد أربعة من كل خمسة مشترين للذهب أن مكاسب المعدن النفيس قد تستمر، ويتوقعون تحقيقه مكاسب تتجاوز 10% هذا العام، لكن بحسب محللين معارضين لوجهة النظر تلك، فإن أسواق الأسهم ستتفوق على هذه النسبة بكل سهولة.

 

بم تخبرنا تجربة 2013؟

 

- قبل انخفاض الذهب في أبريل 2013، كانت أسعاره ترتفع اعتقادًا بأن الفائدة المخفضة بهدف مكافحة الأزمة المالية ستعزز التضخم، وعندما بدأ الهبوط الحاد انتشرت الكثير من نظريات المؤامرة في أرجاء الأسواق لتفسير الانهيار الأسوأ في 3 عقود.

 

- بعد فترة وجيزة، أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "بن برنانكي" إلى استعداده التوقف عن دعم سوق السندات، الذي أقر بدوره بأن الأزمة خفضت مخاطر التضخم في الاقتصاد، وبحلول خريف عام 2013 (بعد 5 سنوات من الأزمة) كان هناك اعتراف واسع النطاق بأن التضخم لن يرتفع.

 

 

- في أول جلسة تداول بعد قتل واشنطن لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني" في الثالث من يناير، تراجعت العائدات الحقيقية على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى النطاق السالب لفترة وجيزة، وذلك لأول مرة منذ أغسطس الماضي.

 

- بالنظر إلى تجربة 2013، يتبين أن العائدات الحقيقية وسعر الذهب يميلان إلى تتبع بعضهما البعض، حيث يتحرك الذهب عمومًا قبل أسابيع من العائدات الحقيقية، ما يعني أنه ربما يكون هناك المزيد من التراجع في العائدات الحقيقية.

 

- إذا كانت هذه النظرية صحيحة، سيعني ذلك أن التضخم أخيرًا سيعود للارتفاع بعد العديد من الإنذارات الخاطئة، كما أن الذهب سيسلك مسارًا صعوديًا خلال المرحلة المقبلة.

 

آفاق تدعم كافة السيناريوهات

 

- في الوقت الراهن، يتلقى الذهب دعمًا من الطلب على الملاذات الآمنة، إلى جانب الاهتمام الموسمي به كمصدر رئيسي للحلي، خاصة مع اقتراب العام القمري الجديد في الصين، وبالتأكيد تستفيد أسعار المعدن النفيس من أسعار الفائدة المنخفضة حول العالم.

 

- على جانب العرض، تواصل شركات تعدين الذهب عمليات الاندماج، ما يخلق أملًا بأن السوق سيتجنب تخمة الإمداد في المستقبل القريب، وهو ما يساعد (حال تزامن مع انخفاض العائدات الحقيقية بالفعل وارتفاع التضخم) على خلق سوق صاعد مماثل للسوق الممتد بين عامي 2005 و2011.

 

 

- تبدو التحليلات منطقية إلى أن تظهر تحليلات أو وجهات نظر أخرى مخالفة لها، وفي حين يبدو معقولًا اتجاه أسعار الذهب للارتفاع هذا العام، يرى محللون أن آفاق المعدن النفيس ليست وردية لهذه الدرجة، وأنه في حال ارتفاعه فلن يتفوق على الأسهم.

 

- يقول رئيس شركة "جي دي آي إم" البريطانية لإدارة الثروات "توم سبارك": الخلفية الاقتصادية لعام 2020 تبدو جيدة، والحرب التجارية أقل حدة، ويستبشر المستثمرون خيرًا بآفاق النمو في أمريكا وآسيا وحتى أوروبا.

 

- لذا يرى المحللون أنه من غير المرجح أن يقدم الذهب هذا العام أداءً قويًا مماثلًا لما قدمه في 2019، حتى مع تزايد الفوضى السياسية، ويرجحون أن تكون السندات الحكومية هي الملاذ الآمن الأقرب للمستثمرين كونها توفر دخلًا ثابتًا.

 

سيناريو 2019 لن يتكرر بالضرورة

 

- في الواقع، يُعتقد أن مكاسب الذهب البالغة 18% في 2019، جاءت مدفوعة بانخفاض عائدات السندات الحكومية، ما دفع المستثمرين للتحول إلى الذهب كلما بدت الأمور أكثر اضطرابًا، وهو سيناريو يستبعد محللون تكراره في 2020.

 

- يقول "سولومان نيفينز" مدير الاستثمار لدى شركة إدارة الأصول "أركيتاس": بدلًا من النظر إلى سيناريو العام الماضي، ينبغي الالتفات إلى الدلائل المتزايدة على أن خفض البنوك المركزية للفائدة سيدعم النمو الاقتصادي في 2020، ما من شأنه وقف انخفاض العائدات، وبالتالي الحد من جاذبية الذهب.

 

 

- في الوقت نفسه، يرى "نيفينز" أن قيمة الذهب الحالية مكتسبة جزئيًا من نشاط المضاربين، ويقول إن هذه الممارسة بلغت مستوى تاريخيا مرتفعا، ويعني ذلك أن المستثمرين يقامرون على السعر بدلًا من الاستثمار طويل الأجل.

 

- المشكلة هنا، أن ارتفاع حجم المضاربات على المعدن النفيس يعني أنه قد تكون هناك عمليات بيعية عنيفة في أي وقت، ما لم تكن هناك صدمة عنيفة أو تباطؤ اقتصادي يدفع المستثمرين للتمسك بالذهب.

 

المصادر: بلومبيرغ، التلغراف

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.