في الأسابيع الأخيرة، ارتفعت وتيرة البحث عن فيلم سينمائي أنتج عام 2011 وكان يتناول انتشار فيروس قاتل بشكل وبائي حول العالم وأدى إلى وفاة 26 مليون شخص، وفي الجزء الأخير من الفيلم، وبعد جهود مضنية، ينجح علماء في تطوير لقاح مضاد للفيروس والقضاء عليه بعد 133 يوماً من ظهوره.
في العالم الحقيقي، يستغرق تطوير لقاحات مضادة عدة سنوات، وأخذ البعض منها أكثر من عقد، والبعض الآخر مثل مرض "الإيدز" لا يزال يعجز العلماء عن تطوير لقاح له حتى يومنا هذا، ولكن التكنولوجيا الحديثة، جعلت تلك الفترات أقل كثيرًا، وهو ما دفع العديد من الشركات في صناعة الأدوية العالمية للتسابق من أجل تطوير لقاح لفيروس "كورونا".
على كافة الأصعدة
- أعلنت الصين مؤخراً ارتفاع أعداد الوفيات بفيروس "كورونا" إلى أكثر من 1360 شخصاً مع إصابة ما يقرب من ستين ألفاً آخرين، كما أكدت اليابان وفاة حالة مصابة وظهرت حالات إصابة في دول أخرى.
- بنهاية يناير، بدأت العديد من الجهات من مختلف دول العالم في العمل على لقاح لعلاج "كورونا"، ومن المتوقع بدء اختباره بحلول أبريل القادم، ولو سارت الأمور على ما يرام، ربما يكون جاهزاً بشكل فعال خلال عام.
- عقدت منظمة الصحة العالمية سلسلة من اللقاءات مع الباحثين والمسؤولين من أجل وضع قواعد وبروتوكولات لتطوير اللقاح والاختبارات، وفي نفس الوقت، تتسابق شركات الأدوية والمراكز البحثية والأكاديمية والطبية من أجل تطوير علاج قبل الآخرين.
- بالمثل، تسابق الكثيرون لتطوير لقاح لفيروس "إيبولا" القاتل، ومن خلال التعاون بين شركات أدوية ومؤسسات طبية ومراكز بحثية ومنظمات خيرية وشركات أدوية في كل من أمريكا وأوروبا، تم تطوير لقاح أسهم كثيراً في احتواء الفيروس في دول غرب إفريقيا.
- تشكلت تحالفات بحثية عام 2017 للاستفادة من تجربة "إيبولا"، وتعمل هذه التحالفات الآن على تطوير لقاح لفيروس "كورونا" ومحاولة احتوائه.
- يختبر العلماء والأطباء من مختلف الدول طرقا متنوعة من الأدوية سواء الكيميائية أو الجينية أو الحيوية أو التقنية، وسوف تلعب التكنولوجيا دوراً مهمًا في الإسراع من التجارب والتطوير والخروج بنتائج أفضل.
بيزنس "كورونا"
- أعلنت الصين قبل أيام اكتشاف عقارين لعلاج فيروس "كورونا"، لكن بعض الجهات الطبية شككت في مدى فاعليته نظرا لأن الأمر يحتاج المزيد من الوقت والبحث والتطوير.
- يرى باحثون أن انتشار فيروس "كورونا" يعد بمثابة اختبار للتعاون بين دول العالم والتنافس أيضاً فيما بينهم، فكل دولة وكل مركز بحثي أو جامعة أو مؤسسة أو شركة أدوية تريد أن تكون هي من اكتشفت دواء لـ"كورونا" إضافة إلى التربح من وراء ذلك على الصعيد المادي أو العلمي أو تحقيق مجد شخصي.
- لو نجحت شركة ما في صناعة دواء فعال للفيروس الصيني، فسوف تجني من وراء ذلك أرباحا خيالية وشهرة ذائعة، وهو ما يدفع الكثيرين حول العالم للتسابق من أجل تطوير لقاح أولاً قبل الآخرين حتى أصبح الأمر مجرد محاولة لتحقيق أمجاد مالية وبيزنس رابح وليس علاج المصابين.
- تدخلت شركات من خارج صناعة الأدوية في هذا الأمر، حيث أعلنت "علي بابا جروب" التبرع لشراء مستلزمات طبية والمساهمة في جهود احتوء الفيروس والسيطرة عليه.
- من ناحية أخرى، أعلن الممثل السينمائي الصيني الشهير "جاكي شان" رصد مكافأة مالية سخية لمن يأتي بعلاج لفيروس كورونا.
- في نفس الوقت، يشبه الأمر تحدياً بين صناعات الأدوية في الدول الكبرى على رأسها الولايات المتحدة والصين وأوروبا والتي تريد إثبات نفسها والتفوق على المنافسين في هذا المعترك.
- حتى الآن، لا يوجد أي علاج لفيروس "كورونا" الذي ظهر في أكثر من عشرين دولة وأدى إلى وفاة المئات في الصين والأعداد مرشحة للزيادة.
- يبقى أن تركز شركات الأدوية والحكومات والمراكز البحثية والطبية على اكتشاف وتطوير لقاح لعلاج المصابين إنقاذهم من الوفاة واحتواء المرض والحيلولة دون تفشيه في المزيد من المناطق بدلاً من السباق لتسجيل براءات اختراع لادوية لم تثبت فاعليتها بعد.
المصادر: إيكونوميست، ميركوري نيوز
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}