تكافح الآن الكثير من شركات الطيران من أجل البقاء تزامنًا مع استمرار أزمة فيروس كورونا الجديد الذي ظهر في الصين قبل أن يخرج منها ويتحول إلى وباء عالمي. وكانت صناعة الطيران من أوائل الصناعات التي تأثرت من الأزمة المالية المصاحبة للفيروس.
منذ أن حظر الرئيس الأمريكي السفر عبر القارات في الأسبوع الماضي، بات الأمر واضحاً أن آثار تلك الأزمة ستكون كارثية لشركات الطيران.
تقلص الطلب
انخفض الطلب بعد أن قام المسافرون بتأجيل عطلاتهم، بمراسيم حكومية وإجراءات إلزامية من جهات الصحة العامة.
إن التصعيد السريع للأزمة والذي طال الوجهات الرئيسية مثل مدريد ومن قبلها روما وجعلها جهات "غير ضرورية" للسفر، يشير إلى أنه من المستحيل التنبؤ هل ما يحدث الآن هو مجرد "فجوة" أم أن الإجراءات المتخذة بصفة مؤقتة سيطول العمل بها.
قام "أليكس كروز" رئيس شركة الخطوط الجوية البريطانية بإخبار موظفيه يوم الجمعة، أن هذا الوباء تأثيره أكبر من وباء "سارس" وأكبر كذلك من الحادي عشر من سبتمبر ومن الأزمة المالية العالمية الأخيرة.
لا يتم تطبيق القواعد العادية خلال الأوقات غير العادية، فتسريحات العمالة يمكن أن تكون مؤقتة أو دائمة.
وباتت احتمالية إلغاء الرحلات الدولية المجدولة بالفعل (حتى لو لفترة قصيرة) قوية، خاصة مع اقتراب أوروبا من مرحلة الإغلاق الكامل والذي يحدث حالياً في إيطاليا فقط. كما أن فكرة نقل أعداد كبيرة من البشر بين الدول "خاصة تلك المصابة" أصبحت متهورة.
ولكن وسائل النقل العام ما زالت تعمل في إيطاليا، فالناس بحاجة للخدمات والطعام والسلع. وتم الترحيب بحرارة بالطائرة التي حملت الطاقم الطبي الصيني والإمدادات إلى روما يوم الجمعة. وكانت تلك الرحلة تذكرة لماذا صناعة الطيران ما زالت مهمة في عالمنا.
خلال الأسبوع الماضي تم إلغاء المباريات الرياضية الدولية، وهي رافد مهم من روافد حركة الطيران. وقبل التصعيد الأخير كانت الطائرات تحلق وهي تكاد تكون فارغة تماماً من المسافرين، حيث يقرر بعض المسافرين ببساطة عدم الحضور، الأمر الذي يوضح مدى خضوع الرحلات الجوية لتقديرات المواطنين.
الصدمات الاقتصادية الصغيرة أدت لتوقف شركات الطيران الضعيفة، ولكن الشركات الكبرى أيضاً أصبحت الآن على المحك.
قبل ظهور كورونا ظهرت الحمائية في التجارة، وزادت الرغبة السياسية في وضع حدود مع دول الجوار، ففي الوقت الذي يحتاج فيه العالم إلى قواعد معولمة أكثر من أي وقت مضى، نجد أن نفس العالم على استعداد تام لغلق الأبواب الدولية.
وشركات الطيران، والتي تعد بمثابة الطائر الذي يحمل "مناجم الفحم" للاقتصادات المختلفة قد لا تتمكن من التحليق عالياً مرة أخرى.
المصدر: الجارديان
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}