نبض أرقام
11:45 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23

وسط تحول العالم نحو العمل عن بُعد .. ما الدول التي تقاوم هذا الاتجاه؟

2022/05/18 أرقام

منذ سنوات مضت ومع تفشي جائحة كورونا، اتجهت دول العالم إلى العمل عن بُعد، ورغم تخلي العديد من الدول عن إجراءات الإغلاق، لا يزال العديد من الموظفين يعملون من المنزل، وفي أماكن مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أصبح العمل عن بُعد هو الاتجاه السائد والمستقبل الجديد.
 

وأظهرت دراسة حديثة أن عدد قوائم الوظائف العالمية التي تذكر "العمل عن بُعد" قد تضاعف ثلاث مرات تقريبًا منذ بداية الوباء، من 2.5% فقط في يناير 2020 إلى 7.5% تقريبًا في سبتمبر 2021، وشهدت دول مثل أيرلندا وإسبانيا والمملكة المتحدة أكبر الزيادات.
 

ومع ذلك ، ليس هذا هو الحال في جميع دول العالم، ففي بعض الأماكن، لا يتم قبول ثقافة العمل عن بُعد من قبل المجتمع بسبب الحواجز التكنولوجية أو اللوجيستية.
 

لذلك، في حين أن العديد من البلدان تتجه نحو ثقافة العمل من أي مكان، فإن بعض الدول بما في ذلك فرنسا أو اليابان غالبًا ما يعودون إلى المكتب بدوام كامل، رافضين فكرة العمل من المنزل.
 

فرنسا تتردد في التغيير وتُفضل العمل من المكتب

 

 

- وفقًا لدراسة لمركز الأبحاث الفرنسي، فإن 29% فقط من القوى العاملة في فرنسا تعمل عن بُعد "مرة واحدة على الأقل في الأسبوع"، وذلك بالمقارنة مع 51% من الألمان، و50% من الإيطاليين، و42% من البريطانيين، و36% من الإسبان، وحتى العاملين عن بُعد في فرنسا، يفعلون ذلك بمعدل أقل كثيرًا عن جيرانهم الأوروبيين.

 

- يعكس تجنب الفرنسيين للعمل عن بُعد صورة نمطية تشير إلى ترددهم في معظم الأوقات في التغيير، إذ يظل الموظفون مرتبطين بالعمل في المكتب الفعلي باعتباره علامة على الهوية والانتماء إلى المنظمة.

 

- قد يكون الإحجام عن العمل عن بُعد مرتبطًا بالتفاعلات الاجتماعية التي تعد أداة رئيسية لاتخاذ القرار في المكتب الفرنسي، ونظرًا لأنها تحدث تقليديًا بشكل غير رسمي تمامًا، كان من الصعب تكرارها على شاشة الكمبيوتر، خاصة وأن المديرين الفرنسيين يثمنون التواصل والتفاعل غير المخطط له في مكان العمل.

 

- في الوقت الراهن، تتجه فرنسا إلى نظام هجين من العمل الجزئي من المكتب والعمل من المنزل، ولكن الانتقال إلى نظام العمل عن بُعد بشكل مستدام قد يحتاج إلى وقت أكبر لتغيير الثقافة الفرنسية.

اليابان تختار العودة إلى المكتب في أسرع وقت ممكن

 

 

- اليابان هي مكان آخر جعلها هيكل العمل الاجتماعي مرشحًا ضعيفًا للعمل عن بُعد، كما يتضح من دراسة "إنديد"، التي أظهرت عدم وجود زيادة تقريبًا في الوظائف عن بُعد بين يناير 2020 وسبتمبر 2021.

 

- من الأفضل دائمًا في اليابان عقد اجتماع شخصي بدلاً من كتابة بريد إلكتروني، لأن الاتصال غير اللفظي يلعب دورًا مهمًا للغاية في الثقافة اليابانية، كما يعد الحوار ضروريًا لصنع القرار، إذ يعمل الموظفون بشكل مترابط في فرق، ويقومون بإجراء التقييمات كمجموعة، وهذا يجعل من الصعب تقسيم العمليات وتوزيع المهام في حالة العمل عن بُعد، مما يؤدي إلى تصورات أقل للإنتاجية خارج المكتب.

 

- ترى "باريسا هاجيريان" أستاذة الإدارة الدولية في جامعة صوفيا بطوكيو أن في مكاتب العمل اليابانية الجميع يفعل كل شيء معًا، هذا النوع من التفاعل في شركة يابانية غالبًا ما يكون مربكًا للغريب، لأنك لا تعرف أبدًا من المسؤول حقًا أو من يفعل ماذا.

 

- يمثل الحضور في المكتب أيضًا مشكلة ابتليت بها اليابان منذ فترة طويلة، حيث يخشى العديد من العمال تأخر التقدم الوظيفي إذا لم يكدحوا لساعات طويلة في المكتب، وغالبًا ما يتم تكليف الأعضاء الكبار بالتدريس المنتظم لأقرانهم الأصغر سنًا ومراقبتهم في مكان العمل - وهو أمر لم يحدث بكفاءة في بيئة بعيدة.

 

- ومع ذلك، على الرغم من بعض التغييرات التي اتجهت لها العديد من الشركات اليابانية ومحاولة نشر ثقافة العمل عن بُعد، يتردد العديد من العمال اليابانيين في الجمع بين حياتهم المنزلية وحياة المكتب، حيث يفضلون أن يكون لكل منهم أدوار وحدود واضحة (المكتب للعمل، والمنزل للتعافي).
 

العالم لا يزال في حاجة إلى المكاتب



 

- ينمو اقتصاد المعرفة بشكل هائل، لكن التفضيلات الثقافية ومستويات المعيشة النموذجية لا تتغير إلى هذا الحد الكبير، وتأكد ذلك بعد عودة الموظفين في كثير من بلدان الجنوب إلى أماكن العمل، عقب تجارب فاترة في العمل عن بُعد أعاقها ضعف البنية التحتية التكنولوجية، لذا على الصعيد العالمي، لا يزال معظم الناس بحاجة إلى مكاتب.

 

- مع ذلك، هناك تحول عالمي لا يمكن إنكاره في القدرة على إنجاز العمل خارج حدود المكتب التقليدي، خاصة بعد تعلم كيفية القيام بذلك خلال ذروة جائحة كورونا، وفي الوقت الراهن، تقوم الشركات في جميع أنحاء العالم الآن بالتنقل بين إيجابيات وسلبيات كل نموذج (العمل من المكتب، والعمل من المنزل)، واختيار الجوانب التي تتلاءم مع ثقافاتهم.

 

- ورغم أن معظم الدول قد لا تكون حريصة على العمل عن بُعد مثل الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، إلا أن الاتجاهات الهجينة التي تجمع بين مزايا النموذجين قد يكون لها مستقبل على مستوى العالم.

 

المصدر: بي بي سي

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.