رفضت الأغلبية الساحقة من السويسريين في الخامس من يونيه/ حزيران الجاري ومن خلال التصويت المباشر مبادرة لتعديل الدستور تمنح الحكومة بمقتضاها دخلاً أساسياً غير مشروط لكافة المواطنين يصل إلى 2500 دولار شهرياً.
ووفقًا لـ "الإيكونوميست"، حازت المبادرة على تأييد شخصيات من مختلف التوجهات والانتماءات الفكرية، ومنهم على سبيل المثال "تشارلز موراي" وهو باحث ليبرالي بجانب "واندي ستيرن" وهو قيادي عمالي، كما أظهر المجتمع التكنولوجي اهتماما بالغا بالأمر.
ولم تكن فكرة الحصول على دخل أساسي لكافة المواطنين جديدة، حيث سبق وسوق لها "توماس باين" السياسي والمفكر الإنجليزي في مقال نشر عام 1797، حيث أكد ضرورة دفع الحكومات لمبلغ 15 إسترلينيا سنوياً لكل مواطن.
وقوبلت الفكرة بالرفض تارة والقبول تارة أخرى من السياسيين خلال الثورة الصناعية ولكن دون تطبيق فعلي، ولكن بشكل عام تم تأسيس نظام للتكافل الاجتماعي بالتوازي مع برامج للتأمين لغير القادرين على العمل.
الأسباب وراء المطالبة بها الآن
- تزايد الاهتمام بفكرة الدخل الأساسي خلال العقد الماضي، في ظل التخوف من أن معدلات الزيادة بأجور العاملين لا تجري بشكل كاف -وفي بعض الحالات لا تزيد الأجور أساسا- لمواكبة متطلبات الحياة الرئيسية.
- جاء نمو الأجور مخيباً لآمال العمال في العديد من البلدان منذ عام 2000 وانخفضت حصتهم من إجمالي الدخل الذي حصلوا عليه.
- يقلق مؤيدو فكرة توفير الدخل الأساسي للمواطنين من قوة وذكاء التقنيات والآليات الحديثة والتي تجعل مستقبل العمال أصعب.
مزايا وعيوب وصعوبة في التطبيق
- هي فكرة ليس من السهل تطبيقها، فأن تدفع دولة بحجم أمريكا لكل فرد دخل سنوي يصل إلى 10 آلاف دولار، يتطلب رفع مشاركة الضرائب بالناتج القومي بنحو 10% وإيقاف برامج الإنفاق غير الصحي أو الاجتماعي.
- بالطبع سيكون هناك منافع في حال تطبيق الفكرة حيث يضمن زيادة دخول العمال الأكثر فقراً والأمهات، وقد يستغل الكثيرون هذا الدخل في الاستثمار بالتعليم والتدريب.
- بما أن برنامج الدخل يمثل عامل أمان للعمال فإن ذلك يزيدهم قوة في مفاوضاتهم مع أرباب العمل، كما يدفع الشركات للعمل بقوة للإبقاء على العمالة وزيادة الاستثمارات.
- أما عن السلبيات فقد يتسبب منح الدخل الأساسي دون شرط في دفع الكثيرين للاستغناء عن العمل نهائيا، ويخلق توترات اجتماعية ويصعب من مواقف الدول تجاه الهجرة.
فنلندا وهولندا تسعيان لخوض التجربة بعد سويسرا
- عارضت الحكومة السويسرية هذا الطرح بشدة قبل الاستفتاء، حيث أكدت أن تقديم دخل أساسي للمواطنين سيكون مكلفاً بالنسبة لها ويضع المالية العامة للدولة في موقف لا يمكن تحمله.
- مع ذلك يوجد بلاد أخرى تمضي قدماً في هذا الاتجاه منها فنلندا وهولندا، إذ تخطط الدولتان لخوض تجربة الدخل الأساسي على طريقتهما الخاصة.
- فيما قد يعد الدخل الأساسي للجميع جزءًا أساسياً من رفاهية المواطن مستقبلاً، سيتطلب الأمر جمع أدلة أكثر تثبت أن الروبوتات تسرق الوظائف وتزيد من معاناة العمال في إقناع الناس بتبني هذه الخطوة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}