بعد مرور ما يقرب من عقدين من إنقاذه شركة السيارات "نيسان" قبيل انهيارها ماليًا، يسعى الرئيس التنفيذي "كارلوس غصن" لخوض عملية تصحيح مسار أخرى في اليابان، لكن هذه المرة عبر شركة "ميتسوبيشي موتورز".
وخلال مقابلة مع "بيزنس إنسايدر" قال "غصن" إنه بصدد تكريس بعض من وقته ومجهوده لوضع "ميتسوبيشي" على مسار التطور الطبيعي ودعم فريق إدارتها، وهو ما قلل من المخاوف إزاء الحالة المزرية للعلامة التجارية اليابانية.
ومثلما تدخل عام 1999 لإنقاذ "نيسان" التي سجلت خسائر على مدار سبعة أعوام خلال الثمانية أعوام السابقة لهذا التاريخ، يسعى الرجل لانتشال "ميتسوبيشي" في عام 2017 من براثن الاضطراب المالي.
الأزمات تعصف بميتسوبيشي
- في عام 2016 سجلت "ميتسوبيشي" خسائر بقيمة 1.4 مليار دولار جنبًا إلى جنب مع انخفاض حاد في المبيعات تزامنًا مع تسجيل أسواق أمريكا الشمالية والصين لمستويات قياسية من مبيعات السيارات بشكل عام.
- كان ظهور الشركة في الولايات المتحدة باهتًا، مقتصرًا على مجموعة من النماذج التي بالكاد مكنت "ميتسوبيشي" من السيطرة على حصة سوقية أقل من 1%.
- يضاف إلى ذلك أن الشركة وجدت نفسها غارقة في أزمة قاصمة بعد تكشف فضيحة تلاعبها في بيانات استهلاك الوقود في العديد من الموديلات التي أصدرتها.
- خلال نهاية الشهر الماضي أعلن "غصن" نيته التخلي عن منصب الرئيس التنفيذي لـ"نيسان" بداية من مطلع أبريل/ نيسان المقبل، بهدف إعادة "ميتسوبيشي" إلى الطريق القويم.
خطوات غصن الاستثنائية
- استحوذت "نيسان" على حصة نسبتها 34% من "ميتسوبيشي" في صفقة بلغت قيمتها 2.3 مليار دولار خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وهو ما منح الأخيرة فرصة للانضمام إلى تحالف "رينو-نيسان" بقيادة "كارلوس غصن".
- قال "غصن": عندما سنحت الفرصة لانضمام "ميتسوبيشي" للتحالف كنا على قناعة بأنها خطوة ستكون مناسبة، ونظرًا لوجود سابق تعاون وافقنا بسرعة ونحن واثقون من تحقيق تضافر كبير للجهود.
- في أيامه الأولى داخل "نيسان" أغلق "غصن" خمسة مصانع وسرح آلاف العمال وخفض نفقات الشركة على المكونات بنسبة 20% عبر تبسيط عملية الشراء، ورفض الموافقة على إصدار نماذج جديدة لعدم قدرتها على تحقيق مكاسب.
- بفضل خطواته مع "نيسان" حاز رجل الأعمال الفرنسي- برازيلي المولد لبناني الأصل على لقب "قاتل النفقات"، ورغم صعوبة الإجراءات إلا أنها نجحت بإزالة ديون قيمتها 17 مليار دولار عن كاهل الشركة ووضعها على مسار النمو.
عقبات وحلول
- يبحث "غضن" عن سبيل لتغيير مسار " ميتسوبيشي" التي كانت مفخرة لصناعة السيارات من قبل، لكنها غدت تعاني الآن من عدم النمو واستقرت مبيعاتها قرب مليون سيارة سنويًا لعدة أعوام.
- أحد أسباب ركود مبيعات "ميتسوبيشي" أنها ببساطة لم تملك الموارد اللازمة لتطوير مجموعة كبيرة من المنتجات، لكن مع تحالف "رينو-نيسان" فهي تحظى بمجموعة واسعة من المنصات والتقنيات لخلق جيل جديد من النماذج الخاصة بها.
- سيساعد التحالف "ميتشوبيشي" على تطوير خط الإنتاج ليصبح أكثر سهولة وفعالية من حيث التكلفة وإنجاز المهام المطلوبة في فترة زمنية أقصر مما كانت تستغرقه دون الموارد اللازمة.
ميتسوبيشي على الطريق الصحيح
- هذه الخطط تعني أيضًا أن "ميتسوبيشي" ستتمكن من سد أي ثغرات مالية، على الأقل في المستقبل القريب وذلك باستخدام نموذجي عمل "نيسان" و"رينو" كأساس لها.
- مع ذلك، حذر "غصن" من أن معظم الأعمال المرتبطة بعمليات التحول والإصلاح في الشركة، ينبغي أن تتم داخلها.
- عن طريق الوصول إلى تقنيات التحالف ومنصاته والتعرف على أفضل الممارسات التي يتبعها ستكون "ميتسوبيشي" قادرة على تقديم ما هو أكثر من إنتاج مجموعة متنوعة وكبيرة من الموديلات.
- يرى "غصن" أنه بدعم التحالف ستتمكن "ميتسوبيشي" من تقديم منتج أكثر تنافسية إلى جانب المحافظة على النكهة واللمسة الخاصة بالشركة وعلامتها التجارية وتصاميمها التي تختلف كثيرًا عن "نيسان" و"رينو".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}