كان عام 2017 ثريًا بالتغيرات التي حركت أسواق الطاقة العالمية، بداية من تحركات "أوبك" التي أظهرت إحكام منظمة البلدان المصدرة لقبضتها على سوق النفط، مرورًا بسياسات أمريكا والصين بشأن أعمال الفحم.
أثمرت هذه التغيرات نتائج متباينة في أسواق الطاقة العالمية، فبعضها قدم أداءً مميزًا والبعض الآخر خيب الآمال، لكن على أي حال كان لكل منها دروس مستفادة يجب أن تعيها الأسواق جيدًا، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".
"أوبك" تحتفظ بنفوذها
- اعتقد الكثيرون أن "أوبك" قد شاخت وتحولت لمجرد منبر إعلامي فقط، لكنها على مدار هذا العام ومع تفعيل اتفاق خفض الإنتاج في بدايته، أثبتت المنظمة احتفاظها بقدرتها على التأثير في السوق ولو لفترة محدودة.
- في الواقع، تحليق خام "برنت" أعلى 60 دولارًا في الوقت الذي يزداد فيه الإنتاج الصخري في الولايات المتحدة ومع توقعات ارتفاع مخزونات النفط، يعكس نفوذ "أوبك" الدائم المستمد جزئيًا من تحالفها مع منتجين مستقلين.
- واحد من أكبر مكاسب هذا العام وأبرز أسباب نجاح خطة "أوبك" هو التحالف السعودي الروسي الذي بدا جليًا في تفاهم وتقارب وجهات نظر وزيري الطاقة في البلدين "خالد الفالح" و"ألكسندر نوفاك".
- من المتوقع تعرض هذه العلاقات (بين أوبك وحلفائها) لضغوط خلال 2018، حيث يتوق الروس لزيادة الإنتاج، وتتجه الإمدادات الأمريكية لمواصلة ارتفاعها صوب مستويات قياسية، لكن على أي حال ستظل 2017 إحدى أفضل سنوات السوق.
تعافي أعمال الفحم في أمريكا ليس سهلًا
- خلال الحملة الانتخابية قبل عام، كان "إعادة الفحم" أحد البنود الرئيسية في البرنامج الانتخابي للرئيس "دونالد ترامب"، حيث استغله في الهجوم على "باراك أوباما" و"هيلاري كلينتون" وكرمز اقتصادي وطني يسعى لإحيائه.
- روج "ترامب" إلى شن "أوباما" حربًا على أعمال الفحم في الولايات المتحدة بدعوى تصديه لتهديدات التغير المناخي، قائلًا إن تراجع واشنطن عن سياساتها الخاطئة ستعود بمناجم الفحم للحياة مرة أخرى.
- في الأساس لم تدخل سياسات "أوباما" إلى حيز التنفيذ بعد، ومن ناحية أخرى خلصت وزارة الطاقة خلال الصيف إلى أن انكماش أعمال الفحم عاد بالنفع على الغاز الطبيعي باعتباره وقودا رخيصا وأكثر نظافة.
- سيؤدي إلغاء هذه القواعد كما يعتزم "ترامب" إلى إبطاء تخلي محطات الطاقة عن الفحم لكنه لن يعيد الوظائف المفقودة، وبذلك سيجد أن عليه فرض لوائح تلزم أسواق الكهرباء باستخدام الفحم لإحداث فارق حقيقي.
صعوبة تخلي الصين عن الفحم
- انتعش استهلاك الفحم في الصين بعد ثلاث سنوات متتالية من التراجع في وقت سابق من هذا العام، ما أثار شكوكًا حيال نوايا الحكومة الحد من الانبعاثات الملوثة للهواء والمسببة للاحتباس الحراري.
- في الأشهر القليلة الماضية كذبت الحكومة الصينية هذه الشكوك، وأعلنت عزمها تحول المنازل في المناطق الأكثر تلوثًا للاعتماد على الغاز الطبيعي بدلًا من الفحم في عمليات التدفئة.
- غير أن صعوبات واجهت هذه المبادرة الطموحة نتيجة سنوات من اعتماد البلاد على الفحم، ونقص إمدادات الغاز اللازمة لعدد من الصناعات وتزامنًا مع موجة برد قارس في المناطق الشمالية.
- كانت الرسالة الصينية للعالم بشأن الحد من الانبعاثات متباينة، فالحكومة تبدو مصممة على معالجة المشكلة، لكن تحدي التغيير بدا صعبًا.
القطاع الخاص يقود مسيرة الطاقة النظيفة
- رغم الجهود الحكومية في هذا الشأن، يواصل القطاع الخاص اتخاذه خطوات أكثر فاعلية في سبيل تغيير عالم الطاقة، ويكتسب زخمًا متزايدًا من ارتفاع عدد المستثمرين الداعمين للحد من الانبعاثات.
- بفضل انخفاض تكاليفها، باتت الطاقة المتجددة خيارًا تنافسيًا للحصول على الكهرباء دون دعم في مناطق عدة من العالم، واستثمرت شركات من خارج القطاع مثل "آبل" و"وول مارت" في المصادر المتجددة ووسائل التخزين وتحسين الكفاءة.
- ناقش منتجو الوقود الأحفوري، ومن بينهم "إكسون موبيل" و"بي إتش بي بيليتون" ضرورة التصدي للتغيرات المناخية، من ناحية أخرى قدمت "تسلا" أفكارًا طموحة للسيارات الكهربائية النظيفة وقدرتها على استبدال النماذج الملوثة التقليدية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}