نبض أرقام
07:06 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

كيف أصبحت القاعدة الصناعية في هذا البلد الصغير محطة انطلاق نحو العالمية؟

2018/05/05 أرقام

عند الحديث عن تمركز الشركات الصناعية العملاقة في المملكة المتحدة، فإن مجموعة كبيرة منها مثل "إيرباص" و"جنرال إلكتريك آفيشين" و"أستون مارتن" تتخذ من "ويلز" مقرًا لها، بجانب عدد من الشركات المحلية الناجحة مثل "تيني ريبل" و"نوم نوم تشوكلات" و"هيوت دنيم" والتي بدأت تتجاوز حدود البلاد.

 

ويرجع الفضل في ذلك إلى الثقافة المميزة للبلاد، والتي شكلت مناخًا جاذبًا للمواهب ومشجعًا على الابتكار، وبطبيعة الحال عززت هذه العقلية الرائدة والطفرة في الإبداع والتحول، الاقتصاد الويلزي، بحسب تقرير لـ"التلغراف".

 

وتعتبر ويلز منطقة لا نظير لها داخل المملكة المتحدة في ما يتعلق باندماج مدنها النابضة بالحياة مع المقومات الأخرى من مناطق ذات جمال طبيعي أخاذ وحتى المتنزهات، وبالنسبة لأصحاب الأعمال والمواهب فإن الجمع بين الثقافة والبيئة هو ما شجعهم على الاستقرار في هذا البلد.

 

وأحد أبرز أمثلة نجاح بيئة العمل في البلاد هو الشيف الويلزي "بريان ويليامز" الذي افتتح مطعمًا على شاطئ البحر في خليج كولين لتقديم المأكولات البحرية المحلية وفقًا لأعلى المعايير، بعدما صنع اسمه الخاص في لندن.


 

العمل الجاد والهادئ
 

- يدير "ليام بيرجس" عمليات "نوم نوم" من مصنع قديم في أطراف قرية لانبويدي، والذي ينتج من خلاله شوكولاتة ذات جودة عالية تتميز بلمسة ويلزية خاصة ونكهات غريبة ومبتكرة.
 

- في عمر الثالثة والعشرين فقط، أصبح "بيرجس" أحد صغار رواد الأعمال في البلاد، واستمد إلهامه من النمو بجوار مصنع "كادبوري" في بورنفيل قبل التحول إلى مصنع لانبويدي، الذي أعاد بناءه مستفيدًا من مفهوم التمويل الجماعي الجديد.



 

- تحقق شركة "نوم نوم" مبيعات بنحو نصف مليون جنيه إسترليني سنويًا، لكن "بيرجس" لا يخطط للانتقال إلى موقع آخر أكثر عالمية.
 

- يقول "بيرجس": الموقع الحالي يخلق تحديًا للإبداع ويمنحنا الحرية الكاملة، هناك إرادة كبيرة داخل الحكومة الويلزية لدعم الأفكار الجديدة، ومن حيث بيئة العمل لا يوجد مكان أفضل في العالم الآن.

 

المسؤولية المجتمعية
 

- الشعور بأن الصناعة الويلزية يمكن أن تولد من جديد هو ما تؤمن به "هيوت دنيم" التي أعادت تطوير المجتمع في كارديجان.
 

- في هذه البلدة التي يقطنها 4 آلاف ساكن، كان يوجد 400 عامل يعملون على تصنيع 35 ألف زوج من جينز "ديوريدست" أسبوعيًا، لكن العمل توقف بشكل مفاجئ عام 2002، ونقل النشاط إلى المغرب.



 

- كان مؤسس "هيوت" "ديفيد هيوت" قد باع لتوه شركة "دنيم" إلى "تيمبرلاند" عندما وجد الفرصة سانحة للاستفادة من المهارات المتوافرة في مجتمع كارديجان لتقديم منتج فريد وعالي الجودة ينتسب للبلدة.
 

- يرتدي الكثيرون منتجات "هيوت" الآن ومنهم مشاهير مثل الفرقة الموسيقية "القردة القطبية" والشيف الشهير "رينيه ردزيبي"، ويتم تصدير 25% من إنتاج الشركة إلى بلدان العالم.
 

- مع ذلك فإن "هيوت" لا تركز على الإنتاج الضخم، وتنتج 120 زوجًا من الجينز أسبوعيًا، منها 18 زوجًا فقط تصنع بأيدي الخبراء أنفسهم.
 

- تم اختيار كارديجان كأحد أفضل الأماكن للعيش في ويلز عام 2017، ويستشهد "هيوت" بالنطاق العالمي الذي يوفره التسويق عبر الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعي، كسبب للبقاء داخل وطنه ودعم المهارات المحلية التي يرى أنها لا تضاهى.

 

استقطاب الشركات الكبرى

- بفضل الاستثمارات الحكومية، جذبت "ويلز" المؤسسات الاستثمارية والتجارية الدولية التي لم يكن لها تاريخ في البلاد من قبل.
 

- بينما تتمتع شركة الغذاء اليابانية "كالبي إنك" بشعبية كبيرة في أمريكا الشمالية وآسيا، فإنها كانت غير معروفة تقريبًا في بريطانيا قبل افتتاح منشأة بتكلفة 6.5 مليون إسترليني في فلينتشير شمالي ويلز عام 2015، مستفيدة من الدعم الحكومي.



 

- بدأت الشركة التي تبلغ قيمتها 1.2 مليار إسترليني العمل في اليابان عام 1949، واستهدفت بشكل أساسي مكافحة سوء التغذية في مجتمعات ما بعد الحرب من خلال وجبات الطعام التي تحتوي على البازلاء، وجاء اسم "كالبي" مشتقًا من "كالسيوم" وفيتامين "بي".
 

- حتى الآن، يعمل المصنع بنسبة 25% فقط من قدرته الإنتاجية، مع خطط طموحة لتبلغ قيمة عملياته 72 مليون إسترليني بحلول عام 2020، علاوة على احتمال إضافة المزيد من فرص العمل المحلية، ما يعكس إيمان الشركة بالقيم المجتمعية.
 

- بالنسبة للعديد من الشركات الصغيرة، فإن الشعور بروح المجتمع أصبح نقطة دعم رئيسية للبيع، الأمر الذي يدعم حفاظ ويلز على هويتها الخاصة في الوقت الذي يرتفع فيه نجمها في سماء الأعمال.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.