يملك الملياردير "ما أه موك" الملقب بـ"ملك الحافلات الصغيرة في هونج كونج" استراتيجيته الخاصة البسيطة للنجاح في مجال الأعمال، فهو يبحث باستمرار عن فرص الاستثمار المثيرة التي من شأنها تحقيق عائدات طويلة الأجل، حتى أنه ينوي تمرير هذه الاستثمارات لأبنائه وأحفاده على طريقة عائلة "روكفلر" بحسب تقرير لـ"ساوث تشاينا مورنينج بوست".
إنه تكتيك خدم الرجل البالغ من العمر 87 عامًا على أحسن وجه، ويؤكد "ما" الذي يتحكم في أسطول الحافلات الصغيرة في المدينة أنه لم يفقد أي أموال في جميع محاولاته الاستثمارية، والتي كان آخرها وأبرزها شراء 13 طابقًا من برج "ذا سنتر" وهو أغلى عقار مكتبي في العالم.
وكان "ما" ضمن مجموعة مستثمرين دفعت 40.2 مليار دولار هونج كونج (5.15 مليار دولار أمريكي) للاستحواذ على "ذا سنتر" العام الماضي، في ما قد تكون أغلى صفقة عقارية في العالم.
ويمتلك "ما" حصة نسبتها 27.37% من البرج المؤلف من 73 طابقًا، ويقول إنه اتخذ قرار الانضمام للصفقة في غضون دقائق معدودة، استنادًا إلى المنطق البسيط المتمثل في وجود إمكانية لارتفاع كبير بالإيجارات في هذا المبنى الشهير الذي يقع في الحي المالي بالمدينة.
يوضح "ما" تفاصيل الاتفاق على الصفقة قائلًا: إنه يقع في وسط المدينة، لقد وافقت على الفور عندما تم الاتصال بي للتفاوض بشأنه، ليس هناك الكثير من المباني للبيع في هذه المنطقة، وقولت لنفسي إني لن أبيع حصتي لاحقًا، ولن أشتريها للمضاربة، لكن للإيجار على المدى الطويل.
ويصل سعر الإيجار حاليًا في البرج الذي يعد خامس أطول بناء في المدينة، إلى 90 دولار هونج كونج للقدم المربعة، وهو سعر منخفض نسبيًا، ويبلغ العائد على الإيجار 3% تقريبًا، ويخطط "ما" لزيادة هذا العائد لأكثر من 3% نهاية هذا العام وإلى 4% في غضون عامين.
أظهر "ما" نفس الثقة في اتخاذ القرار وعدم التردد قبل خمسين سنة عندما قرر المغامرة والدخول إلى أعمال الحافلات الصغيرة، وهي الخطوة التي أكسبته وعائلته معظم ثروتهم في مستهل مشوارهم الاستثماري، والتي تقدر حاليًا بنحو30 مليار دولار هونج كونج (3.8 مليار دولار أمريكي).
في البداية، جاء رجل الأعمال الصيني إلى المدينة عام 1948 وهو في سن الـ17، وعمل لبضع سنوات كنادل في المطاعم، وأدخر ثروة متواضعة لأول مرة بعد عمله كمدير لمتجر بقالة صغير -وصفه ابنه بـ"الحجرة"- كان يبيع الأرز بشكل أساسي.
وعندما بدأت المكاسب من متجر البقالة تتراكم، استهل "ما" شراء تراخيص الحافلات الصغيرة في أواخر الستينيات، بعدما عرف أن بإمكانه تأجير رخصة واحدة قيمتها ألفا دولار هونج كونج مقابل 100 دولار هونج كونج في اليوم.
وكانت هذه الخطوة حجر أساس لـ"كوون وينج موتورز" التي دشنها "ما" عام 1970 وأصبحت الآن أكبر مشغل للحافلات الصغيرة في المدينة، مع أسطول يضم حوالي 650 مركبة.
مع ارتفاع التكاليف ونقص السائقين والتطور السريع لنظم النقل الجماعي الحضرية الحديثة، يعترف "ما" بأن الشمس بدأت تغيب عن قطاع الحافلات الصغيرة، الذي كان يومًا محركًا لبناء ثروة عائلته.
في الوقت الحالي تشكل العقارات نحو 80% من أصول الأسرة، ويقول "ما": لقد لاحظت منذ فترة طويلة أن شراء المتاجر وجمع الإيجارات استثمار مستقر إلى حد كبير ويمكنه تحقيق الكثير من المكاسب.
ويتبنى قطب العقارات الصيني نهجه الخاص في هذا المجال، حيث يركز دائمًا على شراء المتاجر في المواقع الرئيسية والاحتفاظ بها لتحقيق الكسب على المدى الطويل، ويقول: أنا لا أبيع المحلات التجارية، ولن أبيع حصتي في "ذا سنتر" –رغم ارتفاع قيمة البرج 50% وفقًا لتقرير إعلامية- سوف أنقلها إلى أطفالي ومن ثم إلى أحفادي، جيلًا بعد جيل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}