نبض أرقام
07:17 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

"الحاجة أم الثروات".. كيف حولت هذه الروسية ضيق وقتها إلى نشاط تجاري قيمته مئات الملايين؟

2018/09/09 أرقام

هناك ما لا يقل عن خمس شركات متنافسة في سباق للهيمنة على تجارة التجزئة عبر الإنترنت في روسيا، معظمها يحظى بدعم من البنوك أو المليارديرات، لكن المرشح الرئيسي للظفر بصدارة هذا السباق تديره أم لأربعة أطفال أطلقت أعمالها من بيتها في موسكو أثناء إجازة الأمومة من عملها كمعلمة للغة الإنجليزية، ولا تحبذ الحصول على دعم مالي من أحد، بحسب تقرير لـ"بزنس ويك".

 

ويعمل لدى شركة "وايلد بيريز" حاليًا 15 ألف موظف، وسجلت مبيعات بقيمة مليار دولار العام الماضي بارتفاع نسبته 40% عن 2016، وتقول الرئيسة التنفيذية والمؤسسة "تاتيانا باكالتشوك": في البداية، قمت بكل شيء بنفسي، وكنت أجمع البضائع وأوصلها بنفسي إلى العملاء في الجانب الآخر من موسكو باستخدام المترو أو الحافلة.
 

 

دشنت "تاتيانا" البالغة من العمر 42 عامًا "وايلد بيريز" في 2004 كمنفذ لخدمة الأشخاص الذين تتشابه أحوالهم معها، أو تحديدًا الأمهات الذين يملكون وقتًا محدودًا للغاية من أجل التسوق، وبدأت بطلب كميات كبيرة من الملابس عبر متجر ألماني ينفذ المنتجات حسب الطلب ويبيعها عبر البريد، ومن ثم بدأت بنشر صور هذه القطع عبر موقعها الإلكتروني.

 

لم يكن على عملائها الدفع مقدمًا، وتم تسليم الطلبيات إلى المنازل بدلًا من إلزام المشترين بالقدوم للحصول على أغراضهم، علمًا بأن خدمة البريد الروسية لم توفر إمكانية توصيل الطرود، والآن مع حصة نسبتها 7 في المائة من السوق البالغ حجمه 14 مليار دولار وفقًا لـ"داتا إنسيتس" للأبحاث، تعد "وايلد بيريز" أكبر تاجر تجزئة عبر الإنترنت في البلاد.

 

هناك لاعبان آخران كبيران هما "علي إكسبرس" التابعة لـ"علي بابا"، و"ياندكس ماركيت"، اللذان يحققان مبيعات أكبر، بيد أنهما يعيدان بيع السلع للآخرين ولا يتحملان تكاليف الاحتفاظ بالمنتجات الخاصة بهم، فيما ابتعدت "أمازون" عن روسيا بسبب التوترات السياسية مع الولايات المتحدة والتحديات اللوجستية في دولة لديها 11 منطقة زمنية.

 

من بين جميع المنافسين في روسيا، تمتلك "وايلد بيريز" أكثر الخدمات اللوجستية كفاءة، فضلًا عن قاعدة من العملاء المخلصين وفقًا لمحللي "داتا إنسيت"، لكنها تمول نفسها ذاتيًا، مما يجعلها أضعف أمام الشركات التي تحظى بدعم مالي أقوى مثل "علي إكسبرس" التي تبيع منتجات مستوردة من الصين، وشركتي "إم فيديو" و"أوذون آر يو" المدعومتين من مليارديرين روسيين.
 

 

في غضون عام من إطلاق "وايلد بيريز"، بدأت "تاتيانا" توظيف عمال لتوصيل البضائع، وبعدما تجاوز حجم الأعمال مساحة شقتها، استأجرت مقرًا لتخزين الطرود والسلع المتزايدة، لكنها واجهت صعوبة في مواكبة نمو الشركة.

 

وتعلق على الأمر قائلة: في كل مرة انتقلنا إلى مستودع جديد مع مساحة فارغة كافية للعب مباراة كرة قدم، كنا نظن أنها ستظل متاحة لسنوات، وفجأة بعد بضعة أشهر، نجد أننا بحاجة إلى مساحة أكبر.

 

ومع تجاوز الدخل المحقق من "وايلد بيريز" ما تُدره شركة تكنولوجيا المعلومات الصغيرة التي يديرها الزوج "فلاديسلاف"، بدأ مساعدة "تاتيانا" في قيادة أعمالها، واعتبر مؤسسا مشاركا، وفي عام 2006 تشارك معهما أحد معارف الزوج ويدعى "سيرجي أنوفرييف"، والآن يمتلك الثلاثة أسهمًا متساوية تقريبًا في شركة تقدر قيمتها الإجمالية بأكثر من 600 مليون دولار، والتي رفضت عروضا من شركات الأسهم الخاصة بحجة أنها لا تحتاج للمال.
 


 

جاء تهديد مبكر لأعمال "وايلد بيريز" في عام 2006، عندما سعى أحد مورديها إلى دخول السوق الروسي مباشرة، ما دفع "تاتيانا" إلى إبرام اتفاقات مباشرة مع علامات تجارية مثل "توم تايلور" و"إس. أوليفر" و"أديداس".

 

وساعدت الأزمة المالية الروسية في 2008-2009 الشركة، حيث باعت الشركات الأجنبية مجموعات كبيرة من المنتجات مخفضة الأسعار من خلال "وايلد بيريز" مع هبوط قيمة الروبل وضعف الطلب المحلي.

 

ومنذ عام 2014، بدأت "وايلد بيريز" إضافة منتجات التجميل ولعب الأطفال والأجهزة المنزلية، واليوم تبيع الشركة منتجات ما يقرب من 10 آلاف علامة تجارية، بما في ذلك "نايكي" و"جيوكس" و"لوريال"، وتسعى حاليًا نحو الدخول بقوة إلى سوق الجوالات والأجهزة الإلكترونية الأخرى، رغم أن الملابس والأحذية لا تزال تحقق 70 في المائة من إجمالي الإيرادات.

 

وتتعامل الشركة الآن مع 150 ألف طلب في اليوم، وتشغل أكثر من 600 شاحنة ومركبة في روسيا والعديد من الدول المجاورة، وأنشأت 1700 نقطة يمكن للعملاء من خلالها تجربة الملابس وإعادتها إذا لم تكن مناسبة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.