لم يكن "جون كوليسون" الذي نشأ وترعرع في تيبيراري غربي أيرلندا يعلم أنه على موعد مع الثراء الفاحش حين قرر ترك الدراسة في واحدة من أعرق المؤسسات الجامعية في العالم، فبمجرد أن واتته الفرصة، اقتنصها وتفرّغ ليبدأ مع أخيه الأكبر مغامرة وضعتهما في دائرة اهتمام ومتابعة أكبر رجال الأعمال والشركات.
في عام 2010، أسس "جون" البالغ من العمر 28 عامًا بالتعاون مع أخيه "باتريك" الذي يكبره بعامين شركة "سترايب" التي تقدم حاليًا خدماتها لتسوية المدفوعات لمئات الآلاف من الشركات التي ترتبط أنشطتها بالإنترنت، ما جعل الأول أصغر ملياردير عصامي في العالم، بثروة صافية قدرت بأكثر من مليار دولار قبل أكثر من عام.
ولم تكن "سترايب" هي أول نشاط تجاري للأخوين الأيرلنديين، فقد أسسا شركة "أوكتوماتيك" للبرمجيات، والتي بيعت عام 2008 مقابل 5 ملايين دولار، قبل عام من التحاق "جون" بجامعة هارفارد في الولايات المتحدة، علمًا بأن أخيه الأكبر كان قد سبقه للدراسة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وتمكن الأخوان من الحصول على التمويل اللازم، وحازت فكرتهما وشخصيتيهما أيضًا إعجاب المستثمرين أمثال "بول جراهام" الشريك المؤسس لشركة "واي كومبياناتور" التي تركز على دعم وتمويل المشاريع الناشئة، وسريعًا تمكنا من ترسيخ قواعد أعمالهما في السوق.
لمع بريق "سترايب" التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها بسرعة الصاروخ، حتى أن الملياردير "رايد هوفمان" المؤسس المشارك لـ"لينكد إن" أبدى ندمه الشديد مؤخرًا على عدم اغتنام فرصة الاستثمار في مشروع "جون" وباتريك" قائلًا: هذه خسارة كارثية لي، تلك الشركة صعدت إلى عنان السماء وأنا لست على متنها.
مؤخرًا كشف "باتريك" الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي عن ارتفاع قيمة الشركة إلى 20 مليار دولار، بعد جولة تمويل جمعت خلالها 245 مليون دولار، مشيرًا إلى انضمام عملاء جدد إلى قائمة "سترايب" والتي تضم أسماءً كبيرة من بينها "أمازون" و"ألفابت" و"أوبر".
وبحسب "التلغراف"، ارتفعت قيمة "سترايب" بأكثر من الضعف خلال العام الماضي، وجنى الأخوان المؤسسان ثروة تقدر بمليارات الدولارات منذ إطلاقها، ووفقًا لتقديرات سابقة أشارت إلى امتلاك كل منهما حصة قدرها 12%، فإن ثروتهما الإجمالية تبلغ الآن نحو 4.8 مليار دولار.
وقالت الشركة التي تعمل على تبسيط عمليات المدفوعات عبر الإنترنت، من خلال استبعاد الوسطاء، بما في ذلك معالجي بطاقات الائتمان ومقدمي خدمات الفحص الأمني، إنها تعمل على تدشين مكتب جديد في سنغافورة، بجانب مقرها في سان فرانسيسكو ومكاتبها الرئيسية في سياتل ودبلن.
رغم أن اسم الشركة لا يبدو مألوفًا خارج قطاع الأعمال، فإن نحو 84% من البالغين الذين يتسوقون عبر الإنترنت في الولايات المتحدة استخدموا أنظمتها في عمليات شراء خلال العام الماضي، وفقًا لـ"بلومبرج".
ورغم النجاح السريع الباهر، ستشكل المنافسة في هذا السوق تحديًا كبيرًا أمام "سترايب"، فعلى سبيل المثال قفزت القيمة السوقية لـ"سكوير" التي أسسها "جاك دورسي" الرئيس التنفيذي لـ"تويتر" إلى 39 مليار دولار هذا العام من 3 مليارات دولار عند إدراجها في البورصة قبل 3 سنوات، بحسب "فايننشال تايمز"، فيما استفادت "باي بال" من إعادة تقييم "وول ستريت" للقطاع وتخطت قيمتها 100 مليار دولار.
لكن "باتريك" يرى أن أعمال "ستريب" أكثر تنوعًا من منافسيها في أنحاء العالم، وأنها تملك أهدافًا أوسع، وفي سبتمبر/ أيلول هذا العام، أصدرت الشركة جهازًا جديدًا يسمح لعملائها عبر الإنترنت بتلقي مدفوعات شخصية من المستهلكين، كما عكفت الشركة طويلًا على تحسين تكنولوجيا الكشف عن عمليات الاحتيال بجانب عدد من المنتجات الخدمية التي تأمل أن توفر خيارات متنوعة للعملاء.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}