نبض أرقام
06:47 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

"جورج ليمان".. الملياردير العصامي الذي أشعل ثورة الأعمال في أمريكا اللاتينية

2018/10/21 أرقام - خاص

في بلد آخر من بلاد الفرص المحدودة نشأ وترعرع الملياردير العصامي "جورج باولو ليمان"، بعدما هاجر والده السويسري في عشرينيات القرن الماضي إلى البرازيل، حيث وُلد "ليمان" وبنى ثروته بنفسه هناك، ليصبح واحدا من أهم الأسماء في صناعة الأغذية والمشروبات العالمية.
 

 

النجاح الباهر لـ"ليمان" في البرازيل وجاراتها شجع مستثمرين كبارا على التعاون معه، وفي مقدمتهم الملياردير الأمريكي "وارن بافيت"، فقبل 5 سنوات من الآن دخلت شركة الأول "3 جي" في شراكة مع شركة الثاني "بيركشاير هاثاواي" لشراء "إتش جيه هاينز كومباني" التي اندمجت بعد ذلك مع "كرافت" وتكونان واحدا من أكبر منتجي الأغذية في العالم.

 

ويمتلك "ليمان" ثروة صافية تقدر بنحو 24.5 مليار دولار تضعه في المرتبة الثانية والثلاثين بقائمة أغنى الرجال في العالم، بحسب مؤشر "بلومبرج" للمليارديرات، ما يجعله أغنى شخص في البرازيل وأمريكا الجنوبية، بفضل استثماراته في مجال الأغذية والمشروبات، علمًا بأن بدايته جاءت في الأساس من القطاع المصرفي.

 

النشأة
 

- ولد "ليمان" عام 1939 في ريو دي جانيرو لأب سويسري مهاجر (والذي أسس مصنعًا للألبان هناك) وأم برازيلية من أصول سويسرية، والتحق بالمدرسة الأمريكية، وفي عام 1961 حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة هارفارد.
 

- في خطاب له أمام طلاب هارفارد عام 2013، قال: ربما تم قبولي في الجامعة فقط بسبب مهاراتي في التنس، لأنني لم أحقق إنجازات أكاديمية كبيرة، كان عامي الأول في هارفارد مروعًا، كنت في السابعة عشرة ولأول مرة آتي إلى الولايات المتحدة وافتقدت الشاطئ وأشعة الشمس الدافئة كثيرًا.
 

- يضيف "ليمان": كانت درجاتي أسوأ ما يمكن، وفي نهاية العام الأول، أشعلت الألعاب النارية في ساحة الجامعة للاحتفال، وعندما عدت إلى البرازيل لقضاء العطلة، قدمت لي أمي خطابا من هارفارد يوصي بإبقائي بعيدًا عن الجامعة لمدة عام، لأنهم اعتبروني غير ناضج بما يكفي.
 

 

- بحسب "فاينانشيال تايمز"، توفي الأب في حادث مروري بينما لم يتخط "ليمان" مرحلة المراهقة بعد، ومنذ ذلك الحين أصبحت أمه أكبر داعميه، إذ يقول: كانت أمي طموحة للغاية، وأرادت لي النجاح حقًا، وتمكنت من إقناعي بعدم ترك الجامعة بعد حادث الألعاب النارية.
 

- بعد التخرج من الجامعة، تدرب "ليمان" في مصرف "كريدي سويس" لفترة من الوقت، ثم عمل كصحفي في ثالث أقدم جريدة في البرازيل، وبجانب ذلك، عُرف بمهارته العالية في رياضة التنس وحاز على البطولة الوطنية خمس مرات، ومثل البرازيل وسويسرا في كأس "دفيس" كما شارك في بطولة "ويمبلدون"، بحسب موقع "بزنس إنسايدر".
 

- رغم مثابرته وعدم استسلامه في قطاع الأعمال، إلا أنه تخلى عن واحدة من أبرز مهامه وأحلامه، ووفقًا لـ"فوربس"، اعتزل "ليمان" الممارسة المحترفة لرياضة التنس عندما أدرك صعوبة الوصول إلى قائمة اللاعبين العشرة الأفضل في العالم.

 

البداية
 

- بعد إنهاء مسيرته الرياضية، قرر "ليمان" الالتفات إلى حلم آخر، وفي عام 1971، اشترى شركة للوساطة المالية تدعى "جارنتيا"، وكان يأمل في تحويلها إلى "جولدمان ساكس" البرازيل من خلال تبني نموذج الشراكة الخاص بالمصرف الأمريكي، وبعد سنوات قليلة انضم إليه شريكاه الحاليان "كارلوس ألبيرتو سيكوبير" و"مارسيل هيرمان تيليس".
 

- شريكا "ليمان" من أصحاب المليارديرات أيضًا ومن بين أغنى الرجال في البرازيل وأمريكا الجنوبية، ويشتهر الثلاثي إعلاميًا باسم "الفرسان الثلاثة، وتقدر ثرواتهم الإجمالية بنحو 46 مليار دولار.
 


- استحوذ الثلاثة على شركة "لوجاس أمريكاناس إس إيه" عام 1982، وهي سلسلة متاجر تجزئة ضخمة في البرازيل، وفي عام 1989 استحوذوا على شركة المشروبات "سيا سرفيجريا براما"، وبعدها بأربع سنوات دشنوا شركة "جي بي إنفستمنتوس" لشراء وبيع الشركات.

 

- نمت أعمال ومكانة "جارنتيا" بمرور الوقت، وفي نهاية المطاف بيعت مقابل 675 مليون دولار عام 1998، وعند هذه المرحلة كان صيت "ليمان" بدأ يتصاعد بشكل ملحوظ، وتم ترشيحه للانضمام إلى مجلس إدارة شركة "جيليت" حيث التقى المستثمر المخضرم "وارن بافيت".

 

تسارع الخطوات
 

- في عام 1999، انتقل "ليمان" للعيش في سويسرا بعد محاولة لاختطاف ثلاثة من أطفاله (لديه خمسة أبناء) أثناء عودتهم من المدرسة، وفي نفس العام أسس "الفرسان الثلاثة" شركة للمشروبات، وبالتزامن مع ذلك واصلت "جيه بي إنفستمنتوس" النمو إلى أن أصبحت أكبر شركة أسهم خاصة مدرجة في أمريكا اللاتينية.
 

- أسس الشركاء "3 جي كابيتال" في نيويورك عام 2004، وبعد ثلاث سنوات دمجوا أعمالهم للمشروبات مع "أنهيزر بوش" مقابل 52 مليار دولار، وفي عام 2010 اشتروا سلسلة مطاعم الوجبات الجاهزة "برجر كينج".
 


 

- في 2012، باعت "3 جي كابيتال" 29% من "برجر كينج" لمدير صناديق التحوط "جاستيس هولدنجز" التابع للملياردير البريطاني "بيل أكمن"، وبحسب موقع "بزنس إنسايدر" مهد ذلك الطريق للصفقة القادمة مع "وارن بافيت".
 

- في العام التالي، استحوذ "ليمان" و"بافيت" على شركة "هاينز" مقابل 28 مليار دولار، وهو ما مهد الطريق أمام صفقة جديدة للدمج بين "هاينز" و"كرافت" مقابل 10 مليارات دولار.

 

قائد ثوري
 

- يؤمن البرازيليون أن "ليمان" غير مفهوم الأعمال في البلاد، وقال رجل الأعمال المحلي السابق "إيك باتيستا" لـ"بلومبرج" عام 2012: لقد رسخ "جورج" ثقافة إدارية جديدة كليًا وغير عادية في البرازيل، إنه حفز الموظفين من خلال مشاركتهم الأرباح.
 

- في تقرير حول رحلة نجاحه، قال موقع "ورلد فايننس" إن "ليمان" كان أحد رواد الثقافة الجديدة الثورية التي تستند إلى الجدارة في البرازيل، حيث رسخ مفاهيم مثل مساحات العمل المفتوحة، وحظر وجود المقتنيات الثمينة في أماكن العمل، وبشكل عام، كان عبقريًا لإحضاره نموذجا وأسلوبا إداريا قويا ومختلفا إلى البلاد.
 

- منح "ليمان" موظفيه الجيدين خيار شراء الأسهم مقابل مكافآتهم السنوية، وجعل تلك المكافآت من نصيب أفضل العاملين أداءً وليس كبار الموظفين، وساهم أسلوبه الإداري في خفض التكاليف بطريقة غير مسبوقة.
 


- الثقافة التي رسخ لها "ليمان" هي الهوس بزيادة هامش الربح، وهو ما كان جديدًا في أمريكا اللاتينية، ويقول كبير محاضري الإدارة في جامعة كورنيل "لورديس كازانوفا": لم يكن هناك تركيز على الإنتاجية إلى أن أتى "جورج".
 

- تقول "بلومبرج" عن الملياردير البرازيلي: يعتبر "ليمان" رجل أعمال بطلا في البرازيل، وتشكل قصته مزيجًا بين حنكة "وارن بافيت" ونجاح "سام والتون" وروعة لاعب التنس "روجيه فيدرر".
 

- وبغض النظر عن خفض التكاليف وتعظيم الإنتاجية، قدم "الفرسان الثلاثة" ثقافة جديدة على مجتمع الأعمال البرازيلي، وهي الملكية المشتركة، ورغم انخفاض الأجور في البلاد لكنهم استطاعوا جذب أفضل المواهب عن طريق المكافآت السخية، المستوحاة من أسلوب "جولدمان ساكس"، بحسب "فاينانشيال تايمز".

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.