أظهر تصنيف منظمة الصحة العالمية أن مدينة "دلهي" لا تعد الأدنى في العالم من حيث جودة الهواء هذا العام، ولكن تقريرا نشرته "الإيكونوميست" تحدث عن أن المدينة تعاني من تلوث شديد في الهواء مع الأخذ في الاعتبار كثافة السكان التي تصل إلى 25 مليون نسمة.
ويتسبب تلوث الهواء في "دلهي" في مقتل ثلاثين ألف شخص سنوياً، وهي تقديرات أقل مما يراه أطباء وباحثون على دراية بأعداد الإصابات بالسكري وسرطان الرئة وحتى التوحد لدى الأطفال.
الجغرافيا
- يبدو الضباب الدخاني جلياً في أجواء العاصمة الهندية، ويرى محللون أن المشكلة الأبرز في اشتداد التلوث تكمن في الطبيعة الجغرافية للمدينة، فأرضها منبسطة وخصبة وتحاط بجبال الهملايا الأمر الذي يعرقل تدفق الهواء.
- في فصل الصيف، تسهم الحرارة الشديدة في ارتفاع الضباب إلى طبقات أعلى من الجو يصعب على الرياح التي تهب من المحيط الهندي تشتيتها.
- أما في الشتاء، ينحصر الضباب قرب مستوى سطح الأرض في المدينة ونادرا ما يتشتت، وتتراكم الأتربة والغبار والدخان أعلى "دلهي".
- تأتي الأدخنة والغبار من طبيعة طقس الهند الحار بشكل كبير والذي يزيد من مستويات الرطوبة، كما أن مصدر التلوث يأتي من منشآت عاملة بالفحم وحرق الأرز والأفران والمصانع وملايين السيارات العاملة بوقود ضعيف الجودة ومواقد الطهي.
الفقر
- يفاقم الفقر من المشكلة، فليس من السهل على المزارعين استخدام آلات عالية التكلفة لإعداد الحقول لزراعة القمح بعد موسم حصاد الأرز، كما أن السياسات الحكومية تسببت في زيادة الطين بلة في السابق.
- اتجهت الحكومة الهندية نحو سياسة تشغيل منشآت الطاقة والمصانع بالفحم بدلا من مصادر نظيفة كما أن "دلهي" فضلت الاعتماد على السيارات العاملة بالديزل والتي تمتلئ بها طرق المدينة.
- من الصعب أيضا على العديد من المواطنين التحول نحو شراء محاريث أو مركبات تعمل بالطاقة الكهربائية أو الغاز الطبيعي، ومع حرق قش الأرز في موعد متأخر عن هبوب الرياح الموسمية، يصعب تشتيت الانبعاثات الدخانية السامة من سماء "دلهي".
- تحاول الحكومة الهندية مؤخرا معالجة المشكلة من خلال سلسلة من الإجراءات – رغم التباطؤ – مثل تشغيل حافلات وتاكسي ومركبات أخرى بالغاز الطبيعي، كما تم إغلاق بعض الصناعات الملوثة ومنشآت الطاقة العاملة بالفحم.
- زادت في الآونة الأخيرة برامج حكومية لتوزيع وقود الطهي على المنازل بدلا من الوقود الصلب كما حظرت الهند هذا العام استيراد مصادر وقود صناعي عالية التلوث وبدأت في الاعتماد بشكل متزايد على البنزين عالي الأوكتان – منخفض الكربون والرصاص.
- بحلول عام 2020، من المتوقع أن تخضع جميع السيارات الجديدة في الهند لمعايير انبعاثات نظيفة أكثر صرامة فضلا عن التصدي لحرق المزارعين لقش الأرز.
- نتيجة تفاقم تلوث هواء "نيو دلهي"، قررت الحكومة هذا الشهر حظر دخول الشاحنات للمدينة كما أوقفت مشاريع بناء على أثر ذلك ليبقى السؤال: متى ستعود السماء الصافية الخالية من التلوث للعاصمة؟
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}