نبض أرقام
11:30 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23

كيف تتفادى كوريا الشمالية العقوبات الدولية المفروضة ضدها؟

2018/12/12 أرقام

في قاعدة جوية بدولة أوغندا بقارة إفريقيا، وفي منطقة خاصة داخل القاعدة، يوجد جنود من كوريا الشمالية، وهم من وحدة العمليات الخاصة التابعة لـ"بيونج يانج" لتدريب جنود المغاوير في الجيش الأوغندي على مهارات قتالية مختلفة، ولكن خبراء ينظرون إلى هذا الأمر من وجهة نظر أخرى حيث ذكر تقرير نشرته "وول ستريت جورنال" أن هذه إحدى الوسائل التي يتفادى بها نظام "كيم يونج أون" العقوبات الدولية.

 

لا يتوقف الأمر عند الجنود والتدريبات القتالية، بل إن هناك شركات ومقاولين وعقودا تسليحية تبرمها كوريا الشمالية في مختلف الدول حول العالم في خرق واضح للعقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة ضدها بسبب برنامجها النووي والصاروخي، وبالتالي، فإن "بيونج يانج" لم تتأثر بشدة من عقوبات تقودها أمريكا.

 

 

وجود دولي سري

 

- اعتمدت كوريا الشمالية في تشعبها الدولي السري على إبرام علاقات مع دول صغيرة عدة خاصة في قارة إفريقيا مثل تنزانيا وموزمبيق وأوغندا كما ذكر، وعززت علاقاتها الدفاعية والدبلوماسية مع تلك الدول.

 

- تقدم كوريا الشمالية خدمات منخفضة التكلفة لتدريب القوات العسكرية في أوغندا وغيرها فضلا عن وجود عمالة تابعة لـ"بيونج يانج" في قطاعات أخرى، وهو ما ينتج عنه إيرادات وسيولة بالعملة الصعبة.

 

- على ما يبدو، لم ينتج تغليظ العقوبات الأمريكية والغربية ضد كوريا الشمالية عام 2016 بثماره حيث استهدفت واشنطن الشركات والبنوك التي تتعامل مع "بيونج يانج" أو تسهل لها عملياتها في أي دولة حول العالم، وهو ما جعلها تفرض حظراً على إصدار تأشيرات لباحثين ودبلوماسيين ومستشارين عسكريين تابعين لـ"بيونج يانج" للحيلولة دون توفير أي مصدر للأموال الأجنبية لنظام "كيم".

 

- أكد ضباط أوغنديون على أن لديهم تعليمات مشددة بعدم التحدث عن أعمالهم مع الكوريين الشماليين ولا حتى التقاط صور لهم.

 

- ردت وزارة الدفاع الأوغندية على التقارير بالتعاون مع كوريا الشمالية بأنها ملتزمة تماماً بقرارات الأمم المتحدة لكنها لم ترد على أي استفسارات حول وجود بيونج يانج على أراضيها.

 

- أفاد دبلوماسيون أمريكيون ومسؤولون لدى القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا بأن لديهم تعليمات بعدم التحدث أو انتقاد هذا الأمر علانية خشية تعثر المفاوضات بين واشنطن وبيونج يانج بشأن إحلال السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية ونزع الأسلحة النووية منها.

 

- أسهمت هذه التعاقدات الخاصة بين كوريا الشمالية ودول حول العالم في تقليل اعتماد نظام "كيم" على الصين لدعم الاقتصاد، وأوضح محللون أن الكوريين الشماليين يعملون أي شيء لتوفير أموال من أي مكان.

 

- بالنسبة للدول الإفريقية، فإن مزايا هذه العلاقات السرية تتراوح ما بين علاقات جيوسياسية والاستفادة من تدريبات عسكرية وفي قطاعات أخرى بتكاليف أقل بالإضافة إلى نقل الخبرات.

 

- لم تقف أمريكا مكتوفة الأيدي أمام هذا التشعب، واستهدفت أي شركة حول العالم تبرم صفقات مع أي فرد أو مؤسسة ذات علاقة ولو من بعيد بنظام "كيم".

 

 

 

فريق من الخبراء

 

- عام 2016، أكدت أوغندا على وقف أي تعاون عسكري مع كوريا الشمالية، وأفاد الرئيس الأوغندي "يوري موسيفيني" بأن حكومته أوقفت كافة أشكال العمل الدفاعي والاقتصادي والفني مع بيونج يانج.

 

- مع ذلك، ذكر محررو "وول ستريت جورنال" أنهم زاروا قاعدة عسكرية في أوغندا الشهر الماضي ورأوا أربعة ضباط أشار إليهم قرويون بأنهم كوريون شماليون.

 

- يستخدم دبلوماسيون وعسكريون من كوريا الشمالية أدوات تخفٍ متنوعة للتحايل على أي حظر لإصدار تأشيرات لهم حول العالم كما أن بيونج يانج تبيع أسلحة سراً إلى دول مختلفة في إفريقيا وقارات أخرى.

 

- لا يقتصر الوجود الكوري الشمالي على الناحية العسكرية بل توجد أيضا عناصر طبية وفنية في أوغندا، وتوجد أيضا شركات تعدين وبناء تعمل بعيدا عن أعين رجال الأمم المتحدة وتحمل صفة صينية أو هويات أخرى.

 

- أفاد تقرير للأمم المتحدة بأن أوغندا لم تجب على تساؤلات تخص وجود عناصر مشتبه فيها على أراضيها فضلا عن زيارات متكررة لخبراء يشتبه في أنهم من كوريا الشمالية.

 

- أشار محللون إلى أن الرئيس الأوغندي – الذي يحكم البلاد منذ عام 1986 – أبرم علاقات وتحالفات منذ عقود مع تكتلات شيوعية وفي دول غربية ومع الصين كما أن لديه علاقات منذ حقبة نظام "كيم إل سونج" عام 1987.

 

- لدى أوغندا فريق من الخبراء الكوريين الشماليين لا سيما من العسكريين، وبعد تولي "كيم يونج أون" السلطة عام 2011، توسع التعاون العسكري والفني مع  أوغندا.

 

- بعد زيارة للرئيس الكوري الجنوبي لأوغندا عام 2011، أعلنت الخارجية الأوغندية بعدها بأسبوعين قطع العلاقات العسكرية والاقتصادية مع كوريا الشمالية وطلب مغادرة خبراء ومسؤولين من بيونج يانج البلاد.

 

 

 

لم يتغير شيء تقريباً

 

- بعد إعلان الخارجية الأوغندية، وتعهد الرئيس "موسيفيني" عام 2017 في الأمم المتحدة بإنهاء جميع العلاقات مع كوريا الشمالية، التقط مراقبو الأمم المتحدة صوراً لبعض الجنود يغادرون "كمبالا"، ولكن أحد الدبلوماسيين الغربيين أفاد بأنهم لم يغادروا بشكل كامل بعد.

 

- جمع بعض خبراء الأمم المتحدة أدلة على استمرار تدفق أموال إلى كوريا الشمالية من خلال عناصر خفية أو أطراف وسيطة تنقل سبائك ذهبية وأموال من عملات أجنبية إلى بيونج يانج.

 

- التقى مسؤولون أمريكيون بـ"موسفيني" للاحتجاج على هذا الأمر وأفادت وكالات استخبارات دول غربية بأن مسؤولين كوريين شماليين قدموا رشوة لمؤسسات مدنية في أوغندا لحماية أعمالهم.

 

- في مارس/آذار الماضي، قالت جامعات أوغندية بأنها ستنهي عقودا مع محاضرين وباحثين من كوريا الشمالية كما أصدرت الأمم المتحدة قرارا عام 2017 بوقف منح تأشيرات لعمالة من بيونج يانج للعمل في الخارج.

 

- رغم كل ذلك، لا تزال جهات استخباراتية ودبلوماسية تابعة لدول غربية تؤكد استمرار وجود خبراء وفنيين وأطباء من كوريا الشمالية على الأراضي الأوغندية وغيرها من الدول الإفريقية مثل أنجولا وزامبيا.

 

- بعض الضباط العسكريين الكوريين الشماليين انتقلوا من قاعدة جوية إلى منطقة قرب العاصمة "كمبالا" في أوغندا بعد تغليظ العقوبات الدولية ضد نظام "كيم".

 

- أفاد مسؤولون في الجيش الأوغندي بأن المدربين من كوريا الشمالية يتلقون أموالا على أنهم مقاولون ويحملون صفات وهويات سرية.

 

- أفاد المسؤولون أيضاً بأنهم سعداء بالتعاون مع كوريا الشمالية لأنهم يحصلون على تدريبات جيدة لن يتمكنوا من الحصول عليها من الولايات المتحدة على سبيل المثال قائلين: "الأمريكيون لن يعطوك مالا إلا إذا كنت ستعمل لصالحهم ولدينا علاقات أفضل مع بيونج يانج في المجال العسكري".

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.