نبض أرقام
10:18 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

هل ستنجو "هواوي" من القيود والحظر الذي تواجهه في العديد من الأسواق العالمية؟

2018/12/20 أرقام

تصدرت "هواوي تكنولوجيز" عناوين وكالات أنباء عالمية في الآونة الأخيرة بعد إلقاء القبض على المديرة المالية وابنة مؤسس الشركة "مينج وانتشو" في كندا بطلب أمريكي، ولكن تقريراً نشرته "الإيكونوميست" تحدث عن أن الأمر لا يقتصر على هذا الحادث بل إن التكنولوجيا الصينية بوجه عام – و"هواوي" و"زد تي إي" بوجه خاص – تواجه خطورة تقيد وتحجب أنشطتها في العديد من الدول.

وأكدت السلطات الكندية أن القبض على "وانتشو" مجرد إجراء قانوني؛ بسبب تورطها في مخالفات "هواوي" وتعاونها مع حكومات كوريا الشمالية وإيران؛ مما يعد خرقاً للعقوبات المفروضة ضدهما.

وطالبت الصين بإطلاق سراح "وانتشو"، كما استدعت السفير الأمريكي لديها احتجاجاً على الإجراء، وذلك في الوقت الذي كشف فيه "ترامب" عن نواياه بإمكانية استغلال القبض على ابنة مؤسس "هواوي" في المفاوضات التجارية مع بكين.



نمو مقلق

تحولت "هواوي" من مجرد شركة صغيرة لصناعة الإلكترونيات إلى واحدة من كبرى شركات الاتصالات على مستوى العالم، وتسبب نموها السريع في قلق لدى الكثير من الحكومات والشركات في الصناعة.

قفزت مبيعات "هواوي" من 93.8 مليار يوان (نحو 12.8 مليار دولار) عام 2007 إلى 603 مليارات يوان مؤخراً لتنافس بقوة شركات تكنولوجية مثل "آي بي إم" و"مايكروسوفت"، كما أنها اجتازت "آبل" لتصبح ثاني أكبر بائع للجوال في العالم.

في إطار خطتها للفوز بالريادة في السباق نحو تطوير شبكة الجيل الخامس "5G"، تعد "هواوي" عنصراً رئيسياً في مبادرة الرئيس "شي جين بينج" "صنع في الصين 2025" لتوطين الصناعات التكنولوجية.

على أثر هذا النمو السريع والتطور المتنامي في صناعة التكنولوجيا، أثارت "هواوي" بطموحاتها ونجاحاتها قلق حكومات غربية بشأن أمنها القومي، الذي ربما يُخترق بتقنيات "هواوي"، فضلاً عن أن هذه الشركة وغيرها تسهم في هيمنة الاقتصاد الصيني.

لا تزال الصين أكبر سوق لـ"هواوي"؛ حيث إنها تجني ما يقرب من نصف إيراداتها من المبيعات المحلية، ومع ذلك، حققت الشركة توسعاً ونجاحاً لافتاً في الخارج، وأبرمت تعاقدات لتدشين بنية تحتية رقمية في دول مثل الدنمارك والهند، كما استحوذت على حصص سوقية على حساب شركات مثل "إريكسون" السويدية و"نوكيا" الفنلندية.

تأتي مخاوف الحكومات في الوقت الذي تتدفق فيه كميات هائلة من البيانات إلى شبكات الجوال وشركات التكنولوجيا – من بينها "هواوي" بالطبع – فبعد القبض على "وانتشو" مباشرة، صرّح أحد مسؤولي المفوضية الأوروبية "أندروس أنسيب" بأن الجميع على حق بشأن القلق من "هواوي".

حذر "أنسيب" من أن منتجات "هواوي" ربما تحتوي على شفرات أو مكونات يمكنها اختراق البيانات وإرسالها مباشرة إلى بكين.

نتيجة لهذه المخاوف، أقدمت دول – خاصة الحليفة لأمريكا – على فرض قيود على "هواوي" وحجب أعمالها ووقف نموها، ومن بين تلك الدول أستراليا ونيوزيلندا واليابان.

نفت "هواوي" مراراً أي اتهامات بالتجسس وطالبت بالكشف عن أدلة على هذه الاتهامات، وأوضح رئيس عمليات الشركة في أوروبا "فنسنت بانج" أن "هواوي" لها أنشطة في 170 دولة، ولا يمكنها التجسس عليها، وإلا دُمرت في جميع الأسواق.



انقسام في قبول "هواوي"

لم تتخذ جميع الدول مواقف متشددة ضد "هواوي"؛ فهناك دول أوروبية كالبرتغال وفرنسا وألمانيا أعربت عن ترحيبها بالتعاون مع الشركة الصينية، ولكن برلين اتخذت الحيطة حيال ذلك من خلال قوانين تفرض الرقابة على الاستثمار الأجنبي.

بالنسبة للحكومة البريطانية، كان هناك إصرار من المسؤولين بضرورة إخضاع منتجات "هواوي" للرقابة الشديدة من برمجيات ومعدات ومكونات إلكترونية وتكنولوجية أخرى.

في هذه الأثناء، لا تزال أمريكا تتفاوض مع الصين للتوصل إلى صفقة تجارية، كما أن واشنطن تزيد الضغط على حلفائها لا سيما أوروبا – ثاني أكبر سوق لـ"هواوي" – من أجل تقييد أعمال الشركة الصينية أو حجبها.

بالطبع سيكون لذلك تأثيرات سلبية للغاية على بعض الأسواق مع الأخذ في الاعتبار التوقعات بتطوير "هواوي" شبكة الجيل الخامس وتطبيقاتها في غضون سنوات قليلة.

هناك بعض التفاؤل بأن تحذو الولايات المتحدة نفس النهج الذي اتبعته مع "زد تي إي" الصينية؛ عندما منعت شركات أمريكية من شراء منتجاتها في أبريل/نيسان الماضي، ثم تفاوضت الإدارة الأمريكية مع مسؤولي الشركة واتفقت على شروط لرفع هذا الحظر لاحقاً.

هناك مطالبات من مشرّعين في الكونجرس الأمريكي بتوسيع نطاق الإجراءات المضادة لـ"هواوي"، فمن الممكن أن يؤثر ذلك سلبيًا على المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين، وربما تعتبرها إدارة "ترامب" ورقة ضغط على حكومة "شي" في المفاوضات.

احتج مسؤولو "هواوي" على إجراءات بعض الدول على رأسها أمريكا ضد أعمالها، مشيرين إلى أن شركات غربية تجني إيرادات هائلة منها، وأن تلك الشركات سوف تتعرض لضغوط حال فرض عقوبات ضد الشركة الصينية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.