رغم التقدم التكنولوجي، لا يزال هناك أشخاص دون إنترنت حول العالم، وهي مشكلة تعمل شركات مثل "فيسبوك" و"جوجل" على حلها، ولا تقتصر المشكلة على الدول النامية فقط، بل إنها تمتد إلى دول متقدمة أيضاً، وهذا ما عمل عليه أحد الأشخاص الذي كان ضمن مشردي مدينة نيويورك، وفقا لتقرير نشرته "بي بي سي".
كان "مارلين جينكينز" دون مأوى في شوارع نيويورك على مدار عامين، ويبلغ من العمر حالياً 45 عاماً، وبعد معاناة مع الفقر، يحاول الآن مساعدة 40% من أسر حي "ذا برونكس" في المدينة لا يصل إليهم الإنترنت.
ويرى "جينكينز" أنه عندما يصبح التعليم والرعاية الصحية خدمات على الإنترنت، فذلك يعني أن مجموعة كبيرة من الأشخاص يفتقرون هذه الأدوات، ومن ثم تزداد معاناتهم.
صعوبة في المعيشة
- عانى"جينكينز" من صعوبات في المعيشة ولديه شقيقان أحدهما مصاب بشلل دماغي وواجهت والدتهم مشكلات مالية في تربيتهم، وعندما وجدت صعوبة في الحصول على منزل في نيويورك، انتقلت بهم للعيش في الشارع لفترة.
- قال "جينكينز" إن وجوده مشرداً مع أسرته في الشارع حفز لديه الرغبة لجني أموال قدر الإمكان للالتحاق بالجامعة ومساعدة أسرته – وتمكن بالفعل من اجتياز المرحلة الجامعية وعمل لدى شركة "فيريزون"و"إيه تي آند تي" للاتصالات.
- منذ ثماني سنوات، مر "جينكينز" بطفلة عمرها خمس سنوات خارج مكتبة "ذا برونكس" في طريقه للمنزل – الذي تمكن من العيش فيه مع أسرته بعد العمل لفترة – مشيراً إلى أن الطفلة كانت تبكي لعدم قدرتها على أداء فروضها التعليمية في ظل غياب الإنترنت في منزلها، وكانت المكتبة مغلقة.
- علق رائد الأعمال الأمريكي: "لن أنسى أبدا وجه والدة هذه الطفلة، فقد شعرت بخيبة أمل وعدم قدرة على مساعدة طفلتها، وكان المشهد مؤلماً".
- كان هذا المشهد محفزا له لتأسيس شركة "Neture" الناشئة عام 2015 لتوفير الوصول إلى الإنترنت مجاناً للمقيمين في "ذا برونكس" للحصول على خدمات مالية وصحية وتعليمية، ويمكن للأسر أيضاً الحصول على خدمة إنترنت بسرعة 25 ميجابايت في الثانية من أجل خدمة أوسع نطاقاً.
البداية
- يقول "جينكينز" إن "نتشر" ثاني شركة يؤسسها، ولكن أول شركة حملت اسم "QuadInfinity" وكانت متخصصة في الألعاب الإلكترونية من خلال منصة تنافس شركة "ديف آند باسترز" الترفيهية.
- رغم عدم نجاحه في منافسة تلك الشركة، إلا أن "جينكينز" أعرب عن رضاه في تجربة "كواد إنفينيتي" حيث أشار إلى تشكيل فرق متنافسة بين المدارس الثانوية عبر الألعاب الإلكترونية.
- أوضح "جينكينز" أن نجاح التجربة بالنسبة له يكمن في حث طلبة المدارس على التنافس وتطوير مهاراتهم الأمر الذي انعكس إيجابياً على دراستهم.
- علاوةً على ذلك، ألهمت "كواد إنفينيتي" رائد الأعمال في الاستثمار بالمجتمعات والأسر الفقيرة، حيث تعاون مع منظمات محلية تعتني بالمشردين في إطلاق مسابقات وخدمات ترفيهية لهم بشكل أسبوعي في أوقات الفراغ للتغلب على الإحباط ونسيان المخاوف.
- أسس "جينكينز" "كواد إنفينيتي" في يناير/كانون الثاني عام 2003 وامتدت حتى 2008، وكون رأسمالها من عمله في شركات الاتصالات في خدمة المبيعات وترقى في المناصب حتى أصبح مديراً في "فيريزون".
- انضم أيضاً إلى مجلس خدمة مواطني "ذا برونكس" لمساعدة المحتاجين، وفي ضوء ذلك، ألهمت المشكلات التي عايشها وأبصرها فكرة إنشاء شركة "نتشر".
الحاجة للإنترنت
- كانت بداية شركة "نتشر"من شقة تم استئجارها في الطابق الثاني عشر بإحدى البنايات في "ذا برونكس"، وانتقد البعض "جينكينز" قائلين له: "لم لا تطلق شركة للطعام أو تكنولوجيا وسائل النقل، فإن الإنترنت ليس مهما".
- أفاد "جينكينز" بأنه لم يأبه لهذه الانتقادات، فوفقاً للاتحاد الدولي للاتصالات، 51.2% من سكان العالم فقط لديهم إنترنت، وهو ما يعني أن المليارات على هذا الكوكب ليس لديهم القدرة للوجود على الشبكة العنكبوتية.
- أشارت بعض الدراسات إلى أن كل زيادة بنسبة 10% في عدد المتصلين بالإنترنت في دولة ما يمكن أن يزيد حجم اقتصادها بنسبة 1%، وبالتالي، يمكن تخيل مدى الفوائد العظيمة في دول إفريقيا الفقيرة.
- في الدول المتقدمة، تمتلك 85.3% من الأسر قدرة الوصول إلى الإنترنت الأمر الذي يعزز نشاطها الاقتصادي والصحي والتعليمي، كما يقلل الفساد والبيروقراطية، أما في أفقر 47 دولة، تمتلك 17.8% فقط من الأسر إنترنت.
- في أمريكا بوجه عام، توجد خمسة ملايين أسرة لا يمكنها الاتصال بالإنترنت، ويأتي ذلك وسط تنافسية بين شركات الاتصالات لإطلاق شبكة الجيل الخامس "5G".
- في دول إفريقية مثل "سيراليون"و"مالي" و"ناميبيا" و"إثيوبيا"، يصل متوسط تكلفة الوصول للإنترنت إلى أكثر من 125 دولاراً شهرياً، ولكن الإنترنت ليس شديد الأهمية في بعض المجتمعات التي تواجه مشكلة في التعليم والمشكلة الأكثر إلحاحاً لديها توفير الغذاء لمن يعيشون تحت خط الفقر.
- ليس من السهل على بعض المجتمعات الفقيرة أيضاً استخدام الجوالات المتصلة بالإنترنت لارتفاع تكلفتها على البعض فضلاً عن عجز الكثيرين عن فهم اللغة الإنجليزية، وبالتالي صعوبة الاستخدام.
- تزيد الفجوة الرقمية حول العالم من مشكلة عدم المساواة بين دول ومجتمعات، ولكن يمكن أن تثمر جهود أشخاص مثل "جينكينز" في سد هذه الفجوة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}