اشتهرت "فانجارد جروب" بإستراتيجيتها للاستثمار السلبي في صناديق الاستثمار المشترك، وفرضها رسومًا منخفضة، بجانب خدمات الوساطة والتخطيط المالي والمعاشات وغيرها من المنتجات التي استقطبت طبقة واسعة من صغار المستثمرين.
وساهمت هذه القاعدة الواسعة من المستثمرين والثقة المتزايدة في الشركة، في جعل "فانجارد" ثاني أكبر مدير للأصول على مستوى العالم بأكثر من 5 تريليونات دولار، مباشرة خلف "بلاك روك" التي تدير أصولًا تتجاوز 6 تريليونات دولار.
ويرجع الفضل في ترسيخ قواعد ثاني أكبر مدير للأصول إلى الأب الروحي والقبطان الذي قاد دفة الشركة نحو العالمية "جون بوجل" الذي أسس "فانجارد" عام 1975، بعد طرده من عمله لتسببه في عملية اندماج كارثية أدت إلى تآكل قيمة السهم بشكل حاد.
اعتماد على الذات وكفاح مبكر
- ولد "جون كليفتون بوجل" في مونتكلير، نيوجيرسي، في مايو/ أيار 1929، وهو العام الذي شهد انهيار سوق الأسهم، واضطرت عائلته لبيع منزلها وفقدت ثروتها، وفي سن مبكرة جدًّا بدأ "بوجل" وشقيقه التوأم العمل لكسب لقمة عيشهم، وفقًا لموقع "ساكسِس ستوري".
- عمل "بوجل" في متجر للحلوى المثلجة وبدأ توزيع الصحف في سن العاشرة، ومع تزايد الخلافات بين والديه، اضطرا للانفصال في نهاية المطاف، وقرر رجل أعمال المستقبل البقاء مع والدته.
- تم قبول "بوجل" في أكاديمية "بلير" وهي مدرسة خاصة شهيرة، لم تستطع والدته توفير الرسوم المطلوبة، لكن لحسن حظه استطاع عمه أن يحصل له على منحة دراسية كونه طالبًا مجتهدًا ولديه إمكانيات رياضية، وتخرج عام 1947.
- التحق "بوجل" بعد ذلك بجامعة برينستون حيث درس الاقتصاد والاستثمار، وفي أثناء دراسته الجامعية مستفيدًا من منحة أخرى، شارك "بوجل" في أنشطة طلابية وأعمال أخرى، حيث كان يتمتع بإصرار كبير على التفوق في الجانب الأكاديمي وسوق العمل الحقيقي، لتلبية حاجات والدته وشقيقه اللذين ضحيا بمستقبلهما الدراسي لتعليمه.
الحياة المهنية
- تخرج "بوجل" في جامعة برينستون عام 1951، وكانت أطروحته للالتحاق ببرنامج الدراسات العليا عن خفض الرسوم في صناعة صناديق الاستثمار المشترك الناشئة، وحصل فيها على الامتياز.
- انضم "بوجل" فور تخرجه إلى مدير الأصول "ولينغتون مانجمنت"، بعدما أرسل نسخة من أطروحته إلى مؤسس الصندوق "والتر مورغان" الذي أبدى إعجابًا شديدًا بها، حسبما أفاد تقرير لصحيفة "فيلادلفيا انكوايرر".
- نفذ "بوجل" مهام إدارية تحت إشراف "مورغان" مباشرة، وتم ترقيته إلى مساعد مدير عام 1955، وتحدى إدارة "ولينغتون" لتغيير إستراتيجيتها التي تركز على صندوق واحد وبَذَلَ جهدًا كبيرًا لإثبات رجاحة رأيه.
- بحلول عام 1965 تولى "بوجل" مهام الرئيس التنفيذي لـ"ولينغتون مانجمنت" وأشرف على عمليات اندماج عديدة، وتحت قيادته أجرى عملية اندماج مع مجموعة من الشركات الصغيرة نسبيًّا لكن تظهر آفاق نمو واعدة.
- في عام 1974، أقالت "ولينغتون"، "بوجل"، لأنها اعتبرت صفقة الاندماج سببًا في الخسائر الفادحة التي تعرضت لها بجانب الانخفاض الحاد لقيمة السهم، بحسب رسالة قديمة لـ"بوجل" نُشرت على الموقع الرسمي لـ"فانجارد".
اجتذاب التريليونات
- في عام 1975، دشن "بوجل"، "فانجارد جروب" والتي أطلق من خلالها 11 صندوقًا، وبلغ إجمالي أصولها سريعًا 1.8 مليار دولار، وجعلها كشركة مملوكة من قبل العملاء لإدارة صناديق الاستثمار المشتركة، ووجه لهم الأرباح في صورة تكاليف أقل على إدارة أموالهم.
- بعد ذلك، أطلقت "فانجارد" مجموعة من المنتجات مثل صندوق المؤشرات لصغار المستثمرين "فانجارد 500 إندكس"، واعتقد "بوجل" أن الصندوق الذي يتعقب بشكل سلبي مؤشرات الأسهم سيصل إلى متوسط العائد في السوق وسيتفوق على أداء الصناديق الإيجابية.
- مع مطلع التسعينيات تجاوزت الأصول المدارة من قبل "فانجارد" 50 مليار دولار، وبحلول عام 1992 أصبح صندوق مؤشرات الأسهم "توتال ستوك ماركت فاند" أكبر صندوق للاستثمارات المشترك في العالم بقيمة 343 مليار دولار.
- تقاعد "بوجل" عن منصبي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ"فانجارد" عام 1996، وبعد ثلاث سنوات صنفته "فورتشن" كأحد أفضل أربعة أشخاص في مجال الاستثمار خلال القرن العشرين، وحاز على جائزة "وودرو ويلسون"، وصنفته صحيفة "التايم" ضمن مئة شخص هم الأكثر تأثيرًا في العالم عام 2004.
- في عام 2006، تخطى إجمالي أصول "فانجار" تريليون دولار، لكنها قفزت العام الماضي إلى 5.1 تريليون دولار، بجانب 380 صندوقًا تديرهم الشركة، ويعمل لديها نحو 15 ألف موظف، وقد صُنفت ضمن أفضل 200 شركة للتوظيف في الولايات المتحدة عام 2018.
- في السابع عشر من يناير/ كانون الثاني 2019، أعلنت "فانجارد جروب" وفاة المؤسس "جون بوجل" بعد صراع مع مرض سرطان المريء، علمًا بأنه عانى كثيرًا من اضطرابات القلب بعد عملية زرع أجراها عام 1996، وقدرت ثروته بنحو 80 مليون دولار فقط، حيث اعتمدت شركته على استخدام الأرباح في تقليل رسوم الاستثمار على عملائها المالكين.
- تقول "فوربس" في تقرير لها، إن كتاب "بوجل"، "مقاييس حقيقية للمال والأعمال والحياة" يكشف عن أفكاره غير المسبوقة لعالم المال وما يمكن اعتباره كنزًا حقيقيًّا، مضيفة أن الناس عادة ما تختار مهنة في مجال الاستثمار لجني المال، لكن "بوجل" استغل مهارته لإحداث فارق حقيقي.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}