في الثاني عشر من فبراير 2009، وقع حادث طائرة قرب نيويورك برحلة تابعة لـ"Colgan Air" أسفر عن مصرع 50 شخصاً، ولكن تقريراً نشرته "بلومبرج" أشار إلى أن هذا الحادث نتج عنه زيادة أكبر في معايير الأمان وتغيرات في كل شيء تقريباً من تدريب الطيارين إلى إدارة الأزمات.
أسهمت الإصلاحات التي تم تنفيذها في أعقاب هذا الحادث في عشر سنوات من الأمان غير المسبوق حيث لم يقع أي حادث على متن رحلة شركة طيران أمريكية (للركاب) منذ كارثة "كولجان إير".
البداية تنظيمية
- بدعمٍ ومطالبات من أسر ضحايا كارثة "كولجان إير"، أقر الكونجرس الأمريكي عام 2010 قانوناً يجبر شركات الطيران على تنفيذ حزمة من توصيات مجلس سلامة الطيران.
- دخلت التوصيات التنظيمية حيز التنفيذ بشكل فوري عقب إقرار القانون حيث تم إجبار شركات الطيران واتحادات الطيارين على قواعد حكومية من بينها تحديد كيفية وضع جداول عمل الطيارين.
- علاوةً على ذلك، تم إدخال تغييرات وتعديلات على برامج تدريب واختبار الطيارين للتعامل مع رحلات جوية في مواقف خرجت عن السيطرة فضلاً عن استخدام البيانات في تجنب المخاطر المحتملة.
- حسنت القواعد التنظيمية الجديدة أيضاً من عملية اختيار الطيارين وتوظيفهم من الأساس بناءً على قواعد نفسية وبدنية وتأهيلية للتأكد من أهليتهم وقدرتهم على التعامل مع ظروف طارئة.
- تجدر الإشارة إلى أن الرحلة رقم 3407 التابعة لـ"كولجان إير" – والتي كانت متجهة من "نيوآرك" بولاية "نيوجيرسي" إلى "بافالو" – أقلعت متأخرة عن موعدها المخطط وأبلغ الطياران على متنها بوجود أجوء ثلجية.
السبب الحقيقي
- على بعد نحو عشرة كيلومترات من وجهتها، حلقت الطائرة بسرعة مفرطة وفقد الطياران السيطرة عليها لتسقط على منطقة سكنية في "كلارنس سنتر" وتوفي الـ49 راكباً على متنها وشخص في المنطقة السكنية.
- بعد الحادث، ركزت جهات التحقيق في بادئ الأمر على أجواء الطقس الثلجية كسبب رئيسي، ولكن بيانات الصندوق الأسود على الطائرة المنكوبة كشفت أن السبب الحقيقي كان مناورات خاطئة من الطيار "مارفن رينزلو".
- انطلقت تحذيرات داخل قمرة القيادة لأن سرعة الطائرة تراجعت دون مستوى السرعة الموصى به – لكن دون وقوع مخاطر وشيكة – وبدلاً من زيادة الطاقة أو خفض مقدمة الطائرة – وهي خطوة يتدرب عليها الطيارون في تلك الظروف – فعل "رينزلو" العكس واتجه سريعاً بالمقدمة لأعلى.
- مكث المحققون أشهراً لمعرفة شكل المناورة الخاطئة التي نفذها قائد الطائرة المنكوبة، ولكن الأسوأ، كان مشكلة أخرى وراء القيام بتلك المناورة.
- اكتشف المحققون أن "رينزلو" ومساعدته على الرحلة "ريبيكا شو" لم ينالا القسط الكافي من النوم قبل الرحلة، كما أن قائد الطائرة نام على ما يبدو في الغرفة المخصصة لطاقم الرحلة في "نيوآرك".
- تساءل المحققون أيضاً عن مدى المهارات التي كان يتمتع بها "رينزلو"، فقد أظهرت سجلاته أنه كان يجتاز اختبارات الطيارين بصعوبة فضلاً عن مشكلات تتعلق بتعامله مع الطائرات الجديدة.
- علمت أسر الضحايا بهذه التفاصيل في مايو 2009، وبالطبع، ذهل الجميع من تلك الحقائق، حيث أعربوا عن غضبهم من مدى التهاون في سلامة المسافرين من خلال اختيارات خاطئة للطيارين والفشل في الامتثال للقواعد.
- ازدادت المطالبات لتغيير قواعد الاختيار والاختبارات للطيارين وتأهيلهم على التعامل مع كافة الظروف الجوية، وعلى أثر ذلك، تم صياغة التشريع الجديد في الكونجرس الأمريكي ونفذت التوصيات بدقة.
السلامة تبدأ قبل أيام من الرحلة
- من بين التوصيات التي تلت الكارثة ضرورة تحديد جداول مواعيد الرحلات الجوية والطيارين بناءً على سلسلة من الإجراءات من بينها التأكد من عدم وجود أي إرهاق أو نقص في النوم عند الطيارين.
- وقعت بالطبع وفيات بسبب رحلات جوية بعد كارثة "كولجان إير"، ولكن لم يقع حادث مماثل من حيث حجم الأضرار وعدد الضحايا، على سبيل المثال، توفي طياران اثنان عام 2013 على متن رحلة تابعة لشركة "يو بي إس" لخدمة الشحن بعد اصطدام على مدرج الهبوط.
- في مناطق أخرى حول العالم، تحسنت وتيرة سلامة الطيران بشكل ملحوظ، ولكن بعض الدول لم تتخذ ما يكفي لسلامة رحلاتها الجوية، حيث توفي 556 شخصاً عام 2018 على مستوى العالم.
- تناشد بعض الأصوات حالياً مشرعي الكونجرس بضرورة إجراء المزيد من التحسينات والتغييرات، وتصيغ وكالة الطيران الفيدرالية عدداً من القواعد لعمل سجلات أداء للطيران.
- تشمل هذه السجلات مراقبة لأداء الطيار في الاختبارات ونتائجها وصحته الذهنية والبدنية ومراقبة أنشطته الصحية.
- بسبب الإجراءات والقواعد التي تم إقرارها عقب حادث "كولجان إير"، قفز معدل أمان الرحلات الجوية في الولايات المتحدة وأسفر ذلك عن سلامة تسعين مليون رحلة تنقل مليارات المسافرين منذ ذلك الحين.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}