نبض أرقام
10:30 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

كيف أصبحت كوستاريكا واحدة من أسعد الدول في العالم؟

2019/02/14 أرقام

تمضي كوستاريكا قدمًا على الطريق الصحيح نحو الازدهار، فالبلد الواقع في أمريكا الوسطى الشهير بشواطئه الخلابة والغابات المطيرة والتنوع البيولوجي، أصبح معروفًا أيضًا بديمقراطيته المستقرة وارتفاع مستوى التعليم بين سكانه، بحسب تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي.

 

 

خلال منتدى دافوس في يناير الماضي، قال رئيس البلاد "كارلوس ألفارادو كيسادا": تخلصنا من حكم الجيش قبل سبعين عامًا، وهو ما سمح بالعديد من التغيرات، فمثلًا نستثمر 8% من ناتجنا المحلي الإجمالي في التعليم، وأصبحت قوتنا هي الموهبة البشرية ورفاهية الإنسان.

 

وبالمقارنة، تظهر بيانات البنك الدولي أن الولايات المتحدة تنفق أقل قليلًا من 5% من ناتجها المحلي الإجمالي على التعليم، في حين أن المتوسط العالمي لا يتجاوز 4.8%.

 

الصداقة مع البيئة

 

- وفقًا للرئيس "ألفارادو"، فإن عدم توجيه النفقات إلى القوات المسلحة سمح للبلاد بحماية أكبر للبيئة، والآن تولد كوستاريكا أكثر من 99% من طاقتها الكهربائية عبر مصادر متجددة، أغلبها من السدود الكهرومائية.

 

- رغم أن الإنجاز يعد كبيرًا، إلا أن الكهرباء لا تمثل سوى نسبة صغيرة من مزيج الطاقة المستخدمة في البلاد، إذ تعتمد أغلب المنازل على الغاز للتدفئة والوقود لتشغيل السيارات.

 

- تعد جودة ونقاء الهواء في كوستاريكا مصدر قلق رئيسياً، وتتخلف بعض مناطق العاصمة سان خوسيه عن معايير منظمة الصحة العالمية لتلوث الهواء، لذا لجأت الحكومة إلى فرض ضرائب على الوقود الأحفوري لتأمين تكاليف حماية الغابات.

 

- خلال حديثه في دافوس، قال "ألفاردو": رأينا في الثمانينيات أن المساحة المغطاة بالغابات انخفضت إلى 20% بسبب رعاية الماشية وصناعة الأخشاب، لكننا عالجنا كل هذا ورفعنا مستوى التغطية إلى 50%، وبذلك نكافح التغير المناخي.

 

 

- تشكل الغابات أهمية كبيرة للتنوع البيولوجي للبلد الذي يضم أكثر من 5% من أصناف الكائنات الحية، وهذه الجهود للحفاظ على البيئة ودعم التعليم وغيرها انعكست إيجابًا على اقتصاد كوستاريكا، لا سيما أنها عززت السياحة.

 

- نتيجة لكل ذلك، أصبحت كوستاريكا البلد الأكثر سعادة واستدامة على وجه الأرض، وفقًا لمؤشر "هابي بلانيت إندكس" أو "إتش بي آي".

 

- هذا المؤشر، الذي أُصدر أربع مرات منذ عام 2006، يركز على الرفاهية وطول عمر السكان والبصمة البيئية لكل البلد، وفي ثلاث مرات من الأربعة إصدارات، حلت كوستاريكا على رأس التصنيف.

 

عزم على معالجة نقاط الضعف

 

- لم يقتصر الأمر على مؤشر "إتش بي آي"، حيث وجد استطلاع أجرته مؤسسة "غالوب" مؤخرًا، أن كوستاريكا واحدة من أسعد البلدان في العالم، ولديها واحد من أعلى معدلات الأعمار، حيث يبلغ العمر المتوقع للفرد 78.5 عام.

 

- يعزو أستاذ الاقتصاد لدى جامعة أمريكا اللاتينية للعلوم الاجتماعية "ماريانو روخاس"، الرفاهية في كوستاريكا إلى ثقافة تشكيل الشبكات الاجتماعية القوية من الأصدقاء والعائلات والجيران.

 

- أيضًا، أحد أسباب تصدر كوستاريكا لمؤشر "إتش بي آي" مرة تلو الأخرى، هو أنها تنجز كل ذلك باستخدام ربع الموارد التي تستخدمها عادة بلدان العالم الغربي، ومع ذلك فهناك ثغرات في حسابات المؤشر.

 

 

- في كوستاريكا، بلغ معدل القتل 12.1 جريمة قتل لكل 100 ألف نسمة عام 2017، أكثر من ضعف المتوسط العالمي البالغ 5.3 جريمة لكل 100 ألف شخص.

 

- قال الرئيس ألفارادو" إن معدل القتل مرتفع للغاية في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية، والشيء الرئيسي المرتبط بعدم الأمان هو غياب المساواة، وتعتبر المنطقة من أكثر المناطق في العالم التي تعاني عدم المساواة.

 

- أضاف "ألفارادو": جرائم القتل في كوستاريكا تحدث في مناطق محددة، ما يتطلب سياسات خاصة، وقد نجح ذلك في عدد من البلدان عبر خلق وسائل الترفيه، والوقاية من المخدرات، وتوفير فرص عمل للشباب والنساء.

 

- أجرت كوستاريكا مؤخرًا إصلاحات ضريبية قالت إنها ستوفر المال للإنفاق على البرامج الاجتماعية، ولن تضطر إلى وقف أي من برامجها بعد ذلك، ما يعني استقرار الخدمات العامة والتهيؤ لإعادة انطلاق اقتصادها.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.