نبض أرقام
07:37 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

ماذا يحدث لو سلبت الثورة الصناعية الرابعة الوظائف بدلا من إضافتها؟

2019/03/19 أرقام

ثورات وقفزات تكنولوجية كبيرة في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي، أصبح هناك تخوف من اندثار بعض الوظائف، ما قد يعني فقدان مصادر الدخل، لكن يوجد اعتقاد راسخ بأن تفعيل أنظمة مثل توفير دخل أساسي عالميا، قد يكون الحل السحري، حسب تقرير نشره موقع "سيندكيشن بيرو".

 

أول الوظائف المهددة فيما يعرف بـ "الثورة الصناعية الرابعة" هي القيادة، في ظل تنافس قوي بين كل الشركات بدءا من شركات "تسلا" ومرورا بـ "جوجل" و"جنرال موتورز" التي تسعى لتطوير سيارات ذاتية القيادة بالكامل.

 

 

 

البقاء للأقوى

 

- يشهد العالم بالفعل ما يسميه الاقتصاديون "استقطاب الوظائف"، مع انخفاض الطلب على "ذوي المهارات المتوسطة"، فإن الطلب على العمال ذوي الأجور المرتفعة وذوي المهارات العالية والأجور المتدنية يرتفع.

 

- في عام 2017، قال الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" "إيلون ماسك" في كلمته خلال قمة الحكومات في دبي، إن اللجوء لتوفير شكل من أشكال الدخل الأساسي العالمي سيصبح أمرا لا مفر منه لمواجهة تراجع النشاط البشري.

 

- "ماسك" ليس الوحيد من صناع تلك الفوضى الاجتماعية الذي ألمح إلى أن الطريقة الوحيدة أمام العالم لتعويض آثار سيطرة الآلة هي عبر منح الجميع دخلا منتظما غير مكتسب، إذ يؤيد الفكرة أيضا، كبير الباحثين في شركة التكنولوجيا العالمية "بايدو" "أندرو نغ" ورئيس قطاع الهندسة في "جوجل "راي كورزويل".

 

- "كورزويل"، الذي يعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيصبح من الصعب تمييزه عن النوع البشري قبل عام 2040، متأكد أيضا من أن "الأموال المجانية" ستكون شائعة بحلول ذلك الوقت، مضيفا أن اعتماد دخل أساسي للجميع "سيساعد المجتمع على التفكير بشكل خلاق وتطوير صناعات جديدة".

 

تطور مفهوم الوظائف

 

- العمل، حسب ما يعتقد أصحاب الفكر التقدمي، هو مفهوم قديم، إذ يتصور العديد من الاقتصاديين نظاما اقتصاديا عالميا جديدا يطعم فيه الأثرياء البقية ما يكفيهم من الطعام والأحذية للبقاء على قيد الحياة.

 

- وفي هذه اليوتوبيا\ ديستوبيا، يكون البشر أحرارا في فعل ما يحلو لهم حتى وإن كان ذلك حياكة القبعات أو الرسم أو ربما تعلم مهارة جديدة لتنفيذ واحدة من المهام القليلة المتبقية التي يحتاج إليها البشر - أو حتى استحداث مهام أخرى جديدة.

 

- ولكن هناك بعض العقبات التي تعترض هذه الرؤية، والتي تم تسليط الضوء على واحدة منها في الشهر الماضي خلال تقرير عن التجربة الفنلندية لمدة عامين في توفير دخل أساسي مجاني.

 

- بين يناير 2017 وديسمبر 2018، حصل ألفان من العاطلين عن العمل على دخل أساسي غير مشروط قدره 560 يورو (630 دولارا) شهريا، وهو ما يكفي لتغطية احتياجاتهم الأساسية وتحريرهم للبحث عن عمل أو تدريب أو إلهام إبداعي.

 

- لكن بطبيعة الحال، فضل الجميع المال المجاني، لكن ذلك لم يساعدهم على إيجاد عمل أو أن يخترعوا شيئا مفيدا للبشرية جمعاء - أكثر من الأشخاص الذين لم يكونوا جزءا من التجربة.

 

- لكن هذا ليس نهاية الفكرة، حيث يتم إجراء تغييرات على التجربة الفنلندية، وقد يثبت أحدها أن هذا النظام، أو ما شابه ذلك، قابل للتطبيق، ولكن إذا أثبت أنه ليس الحل لشغل البطالة في جميع أنحاء العالم، فماذا قد يكون؟

 

 

جميع الحلول واردة

 

- ليس هناك خيار أمام الدول، في ظل الوضع الراهن، إلا أن تستمر في المنافسة، ونادرة هي الأمة في العالم المتقدم التي لا تسعى جاهدة حاليا لتأسيس نفسها كرائد عالمي في التقنيات الجديدة.

 

- في المملكة المتحدة، أنشأت الحكومة مجلس الذكاء الاصطناعي وتعهدت بمليار جنيه إسترليني لتطوير قاعدة مهارات تقنية.

 

- في فبراير، أطلق وزير الاستخبارات الصناعية في الإمارات مبادرة " فكر بالذكاء الاصطناعي" "Think AI"، داعيا الشركات إلى استخدام بلاده "كقاعدة اختبار" من أجل "مساعدة البلاد وشعبها ... والاستفادة من تطورات الذكاء الاصطناعي".

 

- ولكن الأهم، هو أن يكون هناك مخطط للتعامل مع العواقب المحتملة، بما في ذلك البطالة الواسعة النطاق.

 

الثورات الصناعية ليست دائمًا في صالح البشر

 

- العام الماضي، قدمت وحدة الاستشراف العلمي بالاتحاد الأوروبي تقييما مطمئنا لتأثير الثورة الرقمية على الوظائف.

 

- وخلص الباحثون إلى أنه "عند دراسة الأدب، يمكننا أن نكون متفائلين بالمستقبل"، في الماضي، كان الابتكار التكنولوجي دائما يقود إلى خلق فرص العمل، وخلق العديد من الفرص أو أكثر مما دمرت".

 

- لكن ابتكارات الإنتاج الضخم الناتجة عن اختراعات الطاقة البخارية والكهرباء لا تتشابه مع الاضطرابات غير المسبوقة التي خلقتها الثورة الصناعية الرابعة.

 

 

العالم يحتاج لفرصة للتفكير بعمق

 

- لذا تعليق آمال عريضة على أن الثورة الصناعية الرابعة بطريقة ما ستلعب دورا في إيجاد وظائف جديدة يعد تفكيرا ينطوي على عواقب وخيمة.

 

- في حين أن الثورة الصناعية الأولى ربما حولت العالم مؤقتا نحو الأفضل، لكن الطفرة في التنمية البشرية والسكان التي تسببت فيها، قد تكون المسبب الرئيسي في جميع المشكلات التي يواجهها البشر، من تهديدات تغير المناخ إلى التداعيات المدمرة اجتماعيًا للثورة الصناعية الرابعة.

 

- تتقلص فرص البشرية في استعادة السيطرة على قطار التكنولوجيا الذي يبدو كما لو كان يسير ذاتيا في هذه اللحظة نحو سلسلة من عواقب غير مدروسة، لذا يحتاج العالم لكبح جماح هذه الثورة حتى يتمكن من التوصل لخطة للتغلب على آثار هذا التطور.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.