كشف غيث الغيث الرئيس التنفيذي لطيران “فلاي دبي” أن الناقلة حققت نمواً في أعداد المسافرين خلال العام الجاري بنسبة 140% مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي على الرغم من كل التحديات التي واجهت صناعة النقل الجوي المتمثلة في ارتفاع أسعار النفط واضطراب بعض الوجهات الإقليمية .
وقال الغيث إن الشركة استطاعت تأمين التمويل اللازم لجميع الطائرات التي ستتسلمها في ،2011 حيث تتنافس المؤسسات المالية على تمويل طائرات الشركة لما باتت تتمتع به من سمعة جيدة في الأوساط المالية لافتاً إلى أن هناك مفاوضات في مراحلها النهائية مع مؤسسات مالية لتمويل الطائرات التي ستتسلمها الناقلة خلال العام المقبل .
وأوضح أن ارتفاع تكاليف الوقود تشكل تحدّياً كبيراً بالنسبة إلى جميع شركات الطيران، وتظل تشكل النسبة الأكبر من التكاليف الإجمالية الخاصة بفلاي دبي، حيث تصل إلى ما نسبته 40% من تكاليف التشغيل الإجمالية مضيفا أن الشركة رصدت استثمارات تصل إلى 20 مليون دولار خصصت للصيانة وأصبحت جميع أعمال الصيانة اليومية لشركة الطيران تتم معالجتها من قبل مهندسي وموظفي فلاي دبي داخلياً وتم تجنيد أكثر من 100 مهندس من أكثر من 20 جنسية لتقديم خدمة متخصصة على مدار الساعة لأسطول فلاي دبي المتنامي بسرعة .
* كيف كان أداء الشركة خلال العام الجاري في ظل اضطراب بعض الوجهات الإقليمية وارتفاع أسعار النفط؟
- تظهر الأرقام أن فلاي دبي تمكنت من تجاوز كل التحديات التي واجهت القطاع وحقق نمواً في عدد الركاب خلال العام الجاري وصل إلى 140% مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي الامر الذي يعكس ثقة العملاء بفلاي دبي نتيجه أسعارنا الاكثر تنافسية في السوق ودقة مواعيدنا وحسن معاملتنا للمسافرين سواء في المطار أو في الطائرة أو حتى الذين يتصلون بنا تكون معاملة حضارية مميزة إضافة إلى أن طائراتنا جديدة ومريحة .
* هل هذا يعني أن الأحداث الإقليمية لم تؤثر في أداء الشركة؟
- لا شك في أن الأحداث الإقليمية أثرت في أداء جميع الشركات، ولكن في المقابل يلاحظ أنه خلال هذه الأزمات عادة مايكون هناك فترة ركود في حركة الطيران تعقبها حركة نشاط وانتعاش، تعوض الخسائر التي لحقت بالشركات . إضافة إلى أن فلاي دبي بما تتمتع به من مرونة تمكنت من إدارة طائراتها بناءً على معادلة العرض والطلب وتمكنت من توزيع طائراتها على الوجهات التي تشهد طلبا مرتفعا وتخفضها على الوجهات الأقل طلباً .
* وهل أثرت الأحداث في عروض التمويل للطائرات الجديدة؟
- لقد كانت الأزمات السياسية في المنطقة في الأشهر القليلة الماضية محط أنظار الجميع إقليمياً وعالمياً، ولكن الإقبال الكبير الذي تلقيناه من عروض طلب للتمويل يؤكد مجدداً أن ثقة الأسواق الدولية باقتصاد دبي وفلاي دبي لم يتزعزع . لقد شهدت فلاي دبي نمواً هائلاً منذ بدء عملياتنا في مطلع يونيو/حزيران 2009 تزامنا مع النمو الإيجابي المستمر الذي تشهده الإمارات في الآونة الأخيرة مبتعدة عن تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية أكثر يوماً بعد يوم .
واستطاعت الشركة تأمين التمويل اللازم لجميع الطائرات التي ستتسلمها في ،2011 حيث تتنافس المؤسسات المالية على تمويل طائرات الشركة لما باتت تتمتع به من سمعة جيدة في الأوساط المالية .
* وماذا عن تأثير ارتفاع أسعار النفط في أداء الشركة وأسعار التذاكر؟
- إن ارتفاع تكاليف الوقود تشكل تحدّياً كبيراً بالنسبة إلى جميع شركات الطيران، وتظل تشكل النسبة الأكبر من التكاليف الإجمالية الخاصة بفلاي دبي، حيث تصل إلى ما نسبته 40% من تكاليف التشغيل الإجمالية . وبات الارتفاع المستمر في أسعار النفط من أكثر العوامل الضاغطة على إيرادات الشركة لذلك بدأت الشركة بدراسة إمكانية اتباع سياسة التحوط في أسعار النفط على الرغم من أنها عملية غير مضمونة وتشتمل على العديد من المخاطر .
وفي ما يتعلق بانعكاس أسعار النفط على أسعار التذاكر تعمل الشركة على مراجعة أسعار تذاكرها بما يتناسب مع المتغيرات التي تطرأ على الأسواق العالمية، بما في ذلك العرض والطلب وارتفاع أسعار الوقود . ولا تستطيع الشركة مع تقلبات السوق أن تتحمل بشكل كامل الارتفاع المتواصل في الأسعار .
* دعا سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى الاهتمام بالأسواق الإفريقية وسوق أوروبا الشرقية على اعتبار أنها من الأسواق الواعدة . أين أنتم من هذه الدعوة؟
- نحن دائما ما نبني خططنا وفق رؤية سمو الشيخ محمد بن راشد رعاه الله ونشكره على نصحة وتوجيهه لنا . بالفعل تعتبر تلك الأسواق من الأسواق الخصبة التي يمكن الاستفادة منها إلى حد بعيد لذلك معظم الوجهات التي تم افتتحها حديثا تقع ضمن هذه المنطقة وخاصة في أوروبا الشرقية ونحن نتطلع إلى مزيد من الوجهات في هذه الأسواق .
* ألا ترى أن الاستثمار في قطاع الطيران في دبي وصل إلى طاقته القصوى؟
- بالتاكيد لا . خاصة ان اقتصاد الدولة يعتمد على اعادة التصدير وليس فقط تصدير السلع وانما كذلك تصدير الخدمات سواء كانت السياحية أو خدمات الطيران لذلك بات الطيران من اهم المقومات الاقتصادية في الدولة والاستثمار في قطاع الطيران لم يتوقف على الرغم من كل الظروف ولم نشهد إلغاء أو تأجيل أي طلبيات ومطاراتنا لم تشهد إلغاء أي مشروع والمؤسسات السياحية تعمل على قدم وساق من أجل تنمية هذا القطاع .
* هناك من يقول إن تعدد شركات الطيران الاقتصادي واعتمادها على الطيران لمسافة لاتزيد على 5 ساعات طيران من شانه أن يحد من آفاق النمو مستقبلاً . ما رأيك في ذلك؟
- بالتأكيد هذا الكلام غير معقول خاصة أنه يسكن في هذا المحيط أكثر من 5 .2 مليار نسمة وبالتالي لاتزال هناك آفاق واسعة للنمو .
وعلى الرغم من تعدد شركات الطيران الاقتصادي في المنطقة إلا أن الطيران الاقتصادي يستأثر حاليا بنسبة 7% فقط من إجمالي سوق السفر الجوي في منطقتنا، فيما يرتفع في أوروبا ليصل إلى 35% وهناك توقعات بأنه سوف يصل إلى 50% في أعوام قليلة . وليس هنالك سبب لعدم مقدرتنا على الوصول إلى هذه الأرقام نفسها .
* ما حجم الإنفاق على قطاع الصيانة في “فلاي دبي” وأين تتم هذه الصيانة؟
- لقد حققت فلاي دبي إنجازاً كبيراً على هذا الصعيد بالقياس بعمر الشركة ورصدت استثمارات تصل إلى 20 مليون دولار خصصت للصيانة وأصبحت جميع أعمال الصيانة اليومية لشركة الطيران تتم معالجتها من قبل مهندسي وموظفي فلاي دبي داخلياً وتم تجنيد أكثر من 100 مهندس من أكثر من 20 جنسية لتقديم خدمة متخصصة على مدار الساعة لأسطول فلاي دبي المتنامي بسرعة، والذي يبلغ حالياً 19 طائرة بوينغ NG 800 - 737 .
وعمل جميع المعنيين والكوادر المختصة بتفانٍ وجهد كبيرين لتحقيق هذه المهام الصعبة في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن . وقامت دوائر التوظيف، والهندسة وفرق الصيانة بعمل كبير لتأمين المبني والأدوات والمركبات وقطع الغيار وأنظمة تكنولوجيا المعلومات الكافية لتوفير صيانة على مستوى عالي من الجودة ودعم هندسي متميز .
* كيف استفدتم من التكنولوجيا في هذا المجال؟
- لقد استثمرنا أيضا في التكنولوجيا الجديدة للتحكم في سجلاتنا التقنية وضمان جدولة الصيانة على الأرض بأفضل وأسرع طريقة ممكنة . وهذا ما يضمن لنا أن طائراتنا مستعدة للتحليق في كل فرصة ممكنة، وهذا مصدرنا الوحيد للربح و الاستمرارية .
* خلال ذروة موسم السفر نلاحظ أن هناك تقارباً بين أسعار التذاكر على الطيران التجاري والطيران الاقتصادي؟
- أسعار تذاكر السفر على فلاي دبي تبقى أقل بكثير مقارنة مع الآخرين وذلك لأن الهدف من تأسيس هذه الشركة هو إعطاء الناس فرصة أكبر للسفر عبر الطيران الاقتصادي، والتواصل مع عائلاتهم وخاصة تلك العائلات التي لا يسمح لها وضعها الاقتصادي بالسفر على الشركات التجارية . وارتفاع الأسعار في موسم الذروة يرجع إلى أن كثيراً من المسافرين يهملون التخطيط للسفر ويقومون بالحجز في أوقات الذروة لذلك تكون الأسعار مرتفعة خاصة وأنها تعتمد على معادلة العرض والطلب ونحن دائما ما ندعو المسافرين إلى التخطيط الجيد والحجز المبكر من اجل تخفيف نفقات السفر .
* كيف ترى الأجواء التنافسية بين شركات الطيران الاقتصادي في المنطقة العربية وهل تعتمد تلك المنافسة على الأسعار فقط؟
- المنافسة تتسع للجميع، ونحن كمشغل اقتصادي نعمل على تطوير أنفسنا بشكل كبير، و المنافسة الحقيقية تستدعي أن نرحب بأي مشغل . وشركات الطيران الاقتصادي تعطي خيارات أكثر أمام العملاء حيث يمكنهم الحجز المباشر من خلال الشركة وهو الأمر الذي يقلص من حجم النفقات إضافة إلى أن شركات الطيران الاقتصادي تعمل على ضغط التكلفة من خلال اختصار العديد من الخدمات الترفيهية على متن طائراتها وهي العوامل التي تمنح العملاء فرصة أكبر للتوجه إلى المزيد من الوجهات السياحية، ولا أستطيع القول إن المنافسة بين شركات الطيران الاقتصادي تعتمد على الأسعار فقط، حيث يمكن أن تتنافس تلك الشركات في نوعية وطريقة تقديم الخدمات التكميلية على متن طائراتها حيث يتم إعفاء العملاء من دفع رسوم لخدمات لا يحتاجونها بالفعل .
* ما مدى التزام الشركة بسياسة التوطين؟
- إن توظيف المواطنين في “فلاي دبي” هدف واستراتيجية ثابتة للشركة، وإذا ما توافرت الوظيفة المناسبة للشخص المواطن الذي يمتلك مقومات ومتطلبات الوظيفة سنقوم بتعيينه فوراً ولدينا عدد جيد من المواطنين في مناصب عدة ادارية وتشغيلية في فلاي دبي الأمر الذي يشير إلى مدى التزام الشركة بسياسة التوطين، إضافة إلى سعينا إلى تفعيل برنامج تدريب وتوظيف الطيارين المواطنين في المستقبل القريب .
* ما الموعد المتوقع لإطفاء مصاريف التشغيل والتحول للربحية؟
- من المقرر أن تتحول شركة “فلاي دبي” إلى الربحية العام المقبل 2012 وهو طموح جامح يستند إلى دلالات على أرض الواقع ونحن واثقون بتحقيق هذا الإنجاز .
* هل تخططون لطرح أسهم الشركة أو بعضها للاكتتاب العام؟
- نحن لسنا الجهة المخولة للإجابة عن هذا السؤال وليس لدي معلومات بخصوص ذلك .
الخطط التوسعية للشركة
قال غيث الغيث إن هناك قسماً خاصاً لأبحاث السوق والتخطيط في الشركة يعمل على دراسة معمقة للأسواق واستراتيجية الشركة تقوم على امكانية تسير رحلات إلى أي مدينة نلاحظ أن لديها آفاقاً لنمو الحركة وتشكل سوقاً جيداً وتعتمد الشركة على تلك الأسواق التي تسجل طلباً قوياً أو تلك التي لديها الإمكانات لتسجيل طلب قوي .
ونحن نؤكد أن فلاي دبي مستمرة في التوسع وإضافة خطوط جديدة، ولا يمكن الإعلان عنها إلا بعد الحصول على الموافقات الرسمية، ولكن قبل نهاية 2011 سيصل حجم الأسطول إلى 21 طائرة، وسنزيد عدد الوجهات إلى 45 محطة .
وعن عدد الوجهات التي تستهدفها “فلاي دبي” حتى 2015؟ قال الغيث لا شك في أن عدد الوجهات يعتمد على نتائج عمليات التفاوض والظروف والمتغيرات التي تشهدها سياسات بعض الدول من حيث فتح الأجواء أو إغلاقها لكن تطمح الشركة للوصول إلى 70 وجهة وتستهدف جميع الدول المحيطة التي لا تزيد المسافة منها وإليها على 5 ساعات طيران تقريباً .
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}