تيري كلون .. كيف أصبح واحدًا من أنجح رواد الأعمال في أيرلندا؟

ولد رائد الأعمال "تيري كلون" – المؤسس والمدير التنفيذي لـ "كلون تك" - في لندن عام 1972 لأبوين أيرلنديين، لتعود العائلة إلى حيث وجد هذا الطفل الصغير ضالته في عالم التجارة والأعمال، في مقاطعة "ويكلو" بالريف الأيرلندي قبل إتمام عامه الأول لافتتاح مزرعة للماشية. 

وبدأ "كلون" عمله الخاص الأول حين بلغ عمر الثامنة، أثناء بحثه عن سبل لتجنب أيام العمل الطويلة والشاقة في حقول "ويكلو" الرطبة؛ من خلال جمع وتنظيف حقائب الأسمدة الفارغة من المزارعين المجاورين، ومن ثم بيعها في حزم من 20 حقيبة لتجار الأخشاب. 

وسرعان ما ازدهرت تجارة رائد الأعمال الصاعد، حتى أصبح يمتلك أحدث إصدار من دراجة "بي إم إكس" الأنيقة، وبات قادراً على شراء الحلوى التي يرغب بها، ولكن دائماً ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وذات يوم رأى طفلاً يبلغ من العمر سبعة أعوام كيف يدير "كلون" عمله، وجاء هذا الطفل بحقائب أفضل وظل ينافسه حتى أزاحه خارج العمل. 

وأوضح أنه تعلم الدرس بالطريقة الصعبة بعد انهيار عمله في حقائب الأسمدة، وأخذ في بناء مسيرته المهنية عبر ملاحظة ما يقوم به الآخرون، ومحاولة تنفيذه بطريقة أفضل. 

وفي عمر السابعة عشرة، غادر "كلون" إلى العاصمة الأيرلندية لدراسة تخصص إدارة الأعمال، وقضى عطلة صيف العام الدراسي الثاني عاملاً في مصنع ألماني، إذ كان سفر الطلاب الأيرلنديين للعمل في ألمانيا أمراً شائعاً في ذلك الوقت. 

وانتبهت مالكة المصنع لأخلاقيات "كلون" العالية في العمل، ما أكسبه ثقتها في طلب مساعدتها على تعيين زملائه من الطلاب للعمل بالمصنع الصيف التالي، ليغتنم "كلون" الفرصة ويؤسس عمله الخاص في توفير العمالة الأيرلندية للعمل للمصنع، وتوفير الإقامة لهم، ليجمع 120 طالباً خلال ذلك الصيف. 

وحين جاء موعد العودة للديار بعد انقضاء الصيف، اعتقد فريق "كلون" بأنهم يستحقون استرداد جزء من ضريبة الدخل التي تحملوها طوال فترة عملهم هناك، نتيجة الفارق الكبير بين معدلات الضرائب بين أيرلندا وألمانيا التي استقطعت من أجورهم 50%. 

ووعد "كلون" لرفاقه بأنه سيأخذ على عاتقه مهمة استرداد أموالهم من الحكومة الألمانية، ليجمع في حقيبته وثائق الضرائب الخاصة بالمجموعة، ويتوجه إلى دائرة الضرائب بلكنة ألمانية رديئة للمطالبة باسترداد الأموال، لترفض السلطات طلبه ويعود أدراجه نحو مصعد المبنى جاراً ذيول الخيبة. 

ولكن أتت الريح بما تشتهيه نفس "كلون" هذه المرة، ليتوقف المصعد في الطابق الثاني ويجد أمامه رجلاً بشارب مميز يسأله عن كونه أيرلندياً، ليعرف نفسه بأنه مدير المالية في مكتب الضرائب الألماني، وأنه عاد لتوه من عطلة في أيرلندا، ليصطحب معه "كلون" معه إلى مكتبه. 

وأجرى الرجل عدة اتصالات بخبراء ضرائب دوليين، الذين أكدو أحقية "كلون" ورفاقه في استرداد الأموال، ليعود "كلون" ورفاقه إلى أيرلندا بصحبة أموالهم، ويقرر الشاب تأسيس مكتب للمنازعات الضريبية بهدف مساعدة المواطنين الأيرلنديين العاملين بالخارج في استرداد الضرائب الأجنبية. 

وخطط "كلون" لبناء مسيرته في مجال المحاسبة بالتوازي مع إدارة مكتبه الخاص كعمل جانبي، لكنه وجد نفسه مشغولاً باستفسارات عملائه في الخارج، ليقرر ترك عمله في شركة "بي دابليو سي" الشهيرة والتفرغ لشركته الناشئة. 

وأسس "كلون" ثماني شركات في مجال التكنولوجيا المالية لتوفير حلول تقنية للمؤسسات العالمية، والجامعات لتسهيل وإدارة حسابات الضرائب، وأجور الموظفين، وعمليات التسويق في الدول الأخرى. 

واستقطبت مجموعته القابضة "كلون تك" – التي  أسسها عام 1996 ويقع مقرها بمدينة "كيلكني" الأيرلندية - العديد من العملاء المرموقين بداية من مصرفي "باركليز" و"ويلز فارجو"، ووصولاً إلى جامعة هارفارد. 

ويبلغ إجمالي ثروة "كلون" حسب تقديرات "فوربس" نحو 900 مليون دولار، إذ يمتلك نحو 50% من مجموعة "كلون تك" القابضة، والوحدة التابعة لها "ترانسفير ميت" المتخصصة في تسهيل تحويلات المدفوعات العابرة للحدود الخاصة بكبار المصارف العالمية، والتي أصبحت يونيكورن – أي شركة ناشئة يبلغ تقييمها مليار دولار – في أيرلندا في مايو 2022. 

المصدر: فوربس