جهاد القاضي الرئيس التنفيذي لشركة الرياض للتعمير
أكد جهاد القاضي، الرئيس التنفيذي لشركة الرياض للتعمير، أن استراتيجية الشركة الجديدة تهدف إلى التوسع بأنشطة الاستثمار في قطاع التطوير العقاري والتركز على مدينة الرياض كونها مركزاً إقليمياً مهماً، مضيفاً أن نمو مدينة الرياض هو نمو لشركة الرياض للتعمير.
وقال القاضي في مقابلة مع "أرقام"، إنه من المتوقع إعلان الشركة في الفترة القادمة حزمة من مشاريع التطوير العقاري كتطوير أبراج سكنية ومكتبية ومجمعات لوجستية، وتطوير مشاريع نوعية ضمن القطاع التعليمي.
وأوضح أسباب تراجع النتائج المالية للشركة في الربع الأول 2023 على الرغم من زيادة الإيرادات التشغيلية، وعن مستوى التوزيعات النقدية وتوجهات الشركة ضمن خطتها الاستراتيجية الجديدة. وإلى تفاصيل اللقاء:
*انخفضت أرباح الشركة بالربع الأول من العام 2023 مقارنة بأرباح الفترة المماثلة 2022 بمبلغ يقارب الـ106 ملايين ريال، ما الأسباب التي أدت إلى ذلك؟
- في نهاية العام 2022 اتخذت شركة تنال (شركة زميلة) قراراً بالتريث في البيع لغرض دراسة الاستخدام الأمثل للأراضي المتبقية مما أدى إلى انخفاض الأرباح بمبلغ 106 ملايين ريال مقارنة بالربع الأول من العام 2022.
وبالتالي الأثر في الانخفاض مرتبط تماماً بتوقف مبيعات تنال، علماً بأن الأراضي التي لم تُبَع تبلغ نسبتها حوالي 25% من المساحة الكلية للمشروع، وتمثل حصة شركة الرياض للتعمير فيها حوالي 275 ألف متر مربع.
*شهد الربع الأول من العام 2023 زيادة في الإيرادات التشغيلية مقارنة بالربع الأول من العام 2022 بما يقارب من 8 ملايين ريال ما نسبته 13%، ما الأسباب؟
- خلال عام 2022 تم الاستثمار في تطوير البنى التحتية واستخراج تراخيص الدفاع المدني مما نتج عنه ارتفاع نسب الإشغال في مراكز وأسواق الشركة والذي انعكس إيجاباً على الإيرادات التشغيلية، كما تم إعادة تسعير بعض الخدمات في أسواق ومراكز الشركة، بالإضافة إلى دخول إيرادات البرج المكتبي الجديد.
*ما سبب ارتفاع المصاريف العمومية والإدارية خلال الربع الأول 2023 مقارنة بنفس الفترة العام السابق 2022؟ كما لوحظ أيضاً في السنوات الأخيرة ارتفاع في المصاريف العمومية والإدارية للشركة، ما سبب ذلك؟
- خلال الربع الأول من العام 2023 تم تخصيص مبالغ إضافية لديون قديمة مشكوك في تحصيلها استمراراً لجهودنا في تحسين دقة البيانات المالية، بالإضافة إلى مصاريف الاستشارات الخاصة بأعمال التطوير المؤسسي للشركة وإطلاق استراتيجية الشركة، كذلك خلال منتصف العام الماضي تم استقطاب بعض الكفاءات الإدارية ضمن خطة مجلس الادارة المعتمدة للنهوض بالشركة وتحقيق استراتيجيتها الطموحة.
بشكل عام الشركة تمر بمرحلة انتقالية مهمة جداً، أهمها إنهاء وتسوية معظم القضايا المعلقة منذ سنوات.
كما أنه تم تحديث البنية التحتية لمراكز وأسواق الشركة التي تقادمت على مدى السنوات الماضية منذ نشأة الشركة عام 1994.
وعلى الرغم من ذلك فعند مقارنة الشركة بقطاع التطوير العقاري، ما زلنا الأقل حيث بلغت نسبة المصروفات العمومية والإدارية إلى إجمالي الإيرادات ما يقارب 12% في حين كان معدل قطاع التطوير العقاري للشركات المساهمة في عام 2022 حوالي 25%.
*من خلال متابعتنا لما حققته الشركة من أرباح ممتازة لعامي 2021، وعام 2022، فبالتالي كان من المتوقع توزيع أرباح تتوافق مع التوزيعات التاريخية، ما السبب؟
- أود التأكيد على حرص مجلس إدارة الشركة بتوزيع أرباح بشكل دوري ومنتظم آخذين في الاعتبار الموازنة بين توزيع الأرباح وسياسة النمو بحيث تكون الشركة قادرة على تنفيذ استراتيجيتها الطموحة وتحقيق النمو المستدام، فقدرة الشركة على النمو واستمرار تحقيق الأرباح مستقبلاً بعد التخارج من مشروع تنال يعد أولوية قصوى لمجلس الإدارة، علماً بأن الشركة تقوم حالياً بدراسة وتقييم العديد من الفرص الاستثمارية والتي سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب.
*ما دوافع الشركة لإطلاق استراتيجية جديدة للاستثمار؟
- أعلن سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ملامح استراتيجية مدينة الرياض والتي تستهدف مضاعفة النمو السكاني، استقطاب الأعمال والشركات العالمية لمضاعفة اقتصادها واستقبال الملايين من السياح خلال الفترة المقبلة.
ولذلك كان من المهم لدى مجلس الإدارة مواكبة هذا التحول بغرض تطوير الشركة لاقتناص الفرص المصاحبة لإطلاق استراتيجية الرياض، وكذلك للاستفادة من الإمكانيات المتاحة لدى الشركة لتعظيم العائد الكلي لمساهمينا وضمان نمو الشركة واستمرارية أرباحها، فنمو مدينة الرياض هو نمو للرياض للتعمير.
* باختصار.. ما استراتيجية الرياض للتعمير؟
- تبنت الشركة عند قيامها بتطوير استراتيجيتها منهجية عملت على مراجعة كافة القطاعات التي تعمل بها الشركة حالياً بهدف دراسة جدوى الاستمرار في تلك الأنشطة من عدمه أو مناسبة التوسع في تلك الأنشطة، وكذلك قامت الشركة بدراسة ما يزيد على 25 قطاعا جديدا وواعدا وتقييم قدرة الشركة التنافسية في تلك القطاعات بغرض تحديد القطاعات المستهدفة من خلال الاستراتيجية.
وفي ضوء ذلك تهدف استراتيجية شركة الرياض للتعمير إلى التوسع في أنشطة الشركة بالاستثمار في قطاع التطوير العقاري وعمليات إدارة التطوير إيماناً منا بحجم الفرص المتاحة مع إطلاق استراتيجية مدينة الرياض وكونها مركزا إقليميا مهما ذا زخم اقتصادي مؤثر على الصعيد الدولي سيوفر للشركة فرصاً كبيرة للنمو.
حيث نرغب في التركيز على قطاعات من المتوقع نموها وتشمل الاستثمار في القطاع السكني والمجتمعات السكنية، وتطوير مباني قطاع الأعمال والمباني المكتبية، والاستثمار في تطوير منشآت القطاع اللوجستي وتطوير المباني التعليمية لخدمة الشرائح المستهدفة عبر حلول نوعية في تلك القطاعات.
كما تستهدف استراتيجية الشركة التوسع في الاستثمار في أسواق النفع العام وتحديداً في مجال المنتجات الطازجة "الخضار والفاكهة" حيث تمتلك الرياض للتعمير مركزاً رائداً في القطاع ونؤمن بأننا قادرون على النمو في هذا القطاع بشكل أكبر من أجل تحقيق الربحية لمساهمينا مع الحرص على الدور التنموي للشركة في الحفاظ على الأمن الغذائي للمملكة العربية السعودية عبر أسواقنا.
وترتكز استراتيجية الشركة على نهج قائم على 3 أسس رئيسة وهي: بناء الشراكات النوعية، تبني الرقمنة والتحول الرقمي، تحقيق الاستدامة بمفهومها الأشمل في تطوير أعمال الشركة بغرض ضمان تنويع مصادر دخل الشركة وتحسين جودة العوائد المستدامة.
*في ضوء تلك الاستراتيجية، ما أبرز توجهات الشركة؟
- التحول من دور المستثمر في القطاع العقاري إلى بناء القدرات للعب دور المطور العقاري ومن ثم مدير عمليات التطوير من خلال كيان اقتصادي يركز على قطاع التطوير العقاري مع وجود عوائد مالية مستقرة كهدف أساسي، بالإضافة إلى الحصول على فوائد تنموية واقتصادية متى ما كانت ممكنة.
بناء محفظة متنوعة من الأصول في قطاعات الاستثمار العقاري والأنشطة التشغيلية والتركيز على مدينة الرياض بشكل رئيسي، واستغلال الفرص متى ما توفرت في المدن الأخرى، وبحث التوسّع الإقليمي المتوافق مع أهداف الشركة وتوجهاتها المرحلية.
*ما حجم الاستثمارات المستهدف ضمن الاستراتيجية الجديدة؟
- بعد إطلاق استراتيجية الشركة في بداية العام 2023، قامت بالعمل على تقييم ودراسة مجموعة كبيرة من المشاريع الاستثمارية ضمن القطاعات العقارية المستهدفة من خلال الكوادر أصحاب الخبرات والتي تم استقطابها خلال العام الماضي.
وخلال الفترة القادمة من المتوقع أن تقوم الشركة بالإعلان عن حزمة من مشاريع التطوير العقاري كتطوير أبراج سكنية ومكتبية ومجمعات لوجستية بالإضافة إلى تطوير مشاريع نوعية ضمن القطاع التعليمي تتمركز كلها حاليا في مواقع استراتيجية في مدينة الرياض.
من المتوقع أن تقوم الشركة باستثمار حوالي الـ 2.8 مليار ريال خلال السنوات القادمة في مشاريع تزيد قيمتها على 6 مليارات ريال.
*ما أبرز المخاطر والتحديات التي قد تواجه تنفيذ الاستراتيجية؟
- نعمل اليوم ضمن اقتصاد طموح ومتسارع وهناك عوامل عدة تؤثر في مدخلات أعمالنا أبرزها:
التضخم بشكل عام يعد أحد أبرز عوامل الاقتصاد الكلي تأثيراً على أنشطة الشركة، فهو يؤثر على أسعار المدخلات في مشروعات الشركة المستقبلية وكذلك القدرة الشرائية للشرائح المستهدفة، بالإضافة إلى آثار ارتفاع أسعار الفائدة عالمياً وأثره على قدرتنا على تمويل المشروعات الرأسمالية المستقبلية.
بالإضافة إلى ذلك يشكل رأس المال البشري أحد أبرز التحديات من حيث قدرتنا على استقطاب الكفاءات المميزة والمحافظة عليها والتي تسهم في رفع كفاءتنا التشغيلية وقدرتنا على تنفيذ مبادرات الاستراتيجية في ظل المنافسة القوية على استقطاب المواهب والكفاءات في السوق.
وأخيراً قد يشكل أي تغيير في التشريعات في القطاعات التي تمارس الشركة فيها نشاطاتها أحد التحديات ومن الواجب علينا مواكبتها والعمل على التحوط لها.