في الآونة الأخيرة؛ انتشر تطبيق بي ريل (BeReal) (وترجمتها "كن حقيقيًا") الجديد لمشاركة الصور ولقي رواجًا هائلًا بين المستخدمين وهو يختلف تماما عن مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى.
يشجع التطبيق المستخدمين على مشاركة جوانب من حياتهم في الوقت الفعلي. وقد دشنه رائد أعمال في فرنسا في أوائل عام 2020، إلا أن معظم مستخدميه – 65% على الأقل – قاموا بالتسجيل في عام 2023.
تطبيق بي ريل BeReal الجديد لمشاركة الصور بدون تحرير |
|
إذن؛ ما هو تطبيق |
حيث تتم دعوة المستخدمين مرة واحدة يوميًا لمشاركة صورة لما يفعلونه في ذلك الوقت ومنح الأصدقاء والمتابعين لمحة عن حياتهم بشكل عفوي. ويتميز التطبيق بأنه لا يحتوي على مرشحات لمعالجة الصور وتعديلها، وذلك بهدف الهروب بعيدًا عن الصور الشهيرة المعدّلة والمجمعة على مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى. فمثلًا؛ إذا كان شعر المستخدم يبدو غير منمق في ذلك الوقت، أو كان موجودًا في موقف سيارات في يوم ممطر، فإن الناس سيرون ذلك. |
آلية عمل التطبيق
|
ويمكن التقاط صورة بالكاميرا الأمامية والخلفية في نفس الوقت؛ حيث تظهر صورة السيلفي لاحقا مع صورة للمنطقة المحيطة أيضا. ولا يوجد وقت محدد لذلك؛ حيث يأتي الإشعار في أوقات عشوائية من اليوم، مما يزيد من غموض التطبيق. وقد أكدت الشركة في بيانها أن الإخطارات المنبثقة تُرسل حول العالم في نفس الوقت كل يوم وفي أوقات متباينة. أما عن كيفية اختيار الوقت كل يوم فهو سر وليس عشوائيا. وهذا يعني أن النافذة التي تطل على حياتك يمكن فتحها في أي وقت. والنتيجة هي موجز اجتماعي يزخر بالصور غير المعدّلة لأشخاص يقومون بأعمالهم اليومية مثل الاسترخاء في ملابس النوم، أو أداء الواجبات المنزلية، أو ركوب الحافلة، أو تناول وجبة العشاء. ويقوم بعض الأشخاص بتعطيل مواقعهم لأسباب تتعلق بالخصوصية لأن التطبيق يعمل في الوقت الفعلي. وعن تجربة استخدام هذا التطبيق يقول أحد المستخدمين إن ما أحبه في بي ريل هو القدرة على التواصل مع أصدقائه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بدون تصنع أو تعليقات. وأن المنشورات التي يراها هي عمومًا أكثر موثوقية مقارنة بمواقع التواصل الاجتماعي الأخرى. وهو يعتقد أن مستوى المصداقية يعتمد على الشخصية التي يخلقها كل شخص على وسائل التواصل الاجتماعي. إذا حاول شخص ما تحسين وجوده على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من اللازم، فإن بي ريل ليس التطبيق الأمثل الذي يجب استخدامه. |
ماذا يحدث إذا لم ينشر المستخدم صورته خلال دقيقتين؟
|
سيشارك التطبيق كلتا الصورتين. يمكن استعادتها في أي وقت خلال دقيقتين ومشاركتها مع الأصدقاء. وإذا لم يتفاعل المستخدم مع إشعارات الطلبات على الفور، فيمكنه نشر بي ريل الخاص به في وقت لاحق، ولكن عندئذ سيتم وضع علامة متأخر (late). ويظهر التطبيق أيضا عدد الإشعارات التي وصلت للمستخدم قبل أن يتمكن من تحميل الصورة بنجاح وهو ما يمثل ضغطًا على المستخدمين لافتقارهم للعفوية. |
ما سر إقبال الكثيرين
|
سيّما بعد أن أظهر الكثير من الأبحاث الآثار العقلية السلبية التي يمكن أن تحدثها وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للمتصفح. ولا يمكن الجزم بما إذا كان تطبيق بي ريل يحاول بشكل مباشر مكافحة هذه المشكلة، لكنه بالتأكيد ماضٍ بنجاح نحو هذا الهدف. إن هذا التطبيق مختلف؛ حيث يكون لديك رؤية غير مكتملة وغير مثالية لحياة الآخرين. إن موثوقيته تجعله جذابًا للغاية. فالمستخدمون ليسوا ساحرين أو متصنعين كما يصور بعض الأشخاص أنفسهم على مواقع أخرى. في بيان الشركة، أكدت أن هدفها هو خلق "بديل للشبكات الاجتماعية المسببة للإدمان" التي تركز على خلق التأثير. بي ريل فرصة لتظهر لأصدقائك جوهر المرء حقًا. وهي لن تجعله مشهورًا. أما إذا كان يريد أن يصبح مؤثرًا، يمكنه البقاء على التطبيقات الأخرى مثل التيك توك أو الإنستغرام. |
هل منشورات بي ريل حقيقية جدًا حقًا؟
|
لدى الناس القدرة على أن يكونوا مصطنعين على بي ريل كما هو الحال في المواقع الأخرى. حيث يتجاهل بعض الأشخاص إشعار النشر في وقت معين وينتظرون النشر حتى يرتدوا ملابسهم ويخرجوا لتناول العشاء مع الأصدقاء. الأمر الذي لا يتفق مع منظور بي ريل وهو يقوض منه الهدف تمامًا. يجب أن يكون بي ريل مليئًا بصور (أشخاص) وهم يمشون ويؤدون واجباتهم المدرسية ويجلسون على الأريكة يشاهدون التلفاز. بالنسبة لأولئك الذين يعتقدون أننا بحاجة إلى تطبيق وسائط اجتماعية جديد ليكون حقيقيًا حقًا، إننا نحتاج إلى أن نكون أكثر مصداقية من خلال تواجدنا الحالي على وسائل التواصل الاجتماعي. فكر في الهدف الأصلي من وسائل التواصل الاجتماعي؛ وهو التواصل الحقيقي مع العائلة والأصدقاء. |
المصدر: سي إن إن
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}