تجري مضخة النفط دورة كاملة خلال كل سبع إلى ثماني ثوان، أي نحو 11.5 ألف مرة في اليوم، بينما يجري المتعقب الشمسي دورة واحدة فقط يوميًا أي 11 ألفًا خلال عمره الافتراضي البالغ 30 عامًا.
ولذلك لا ينبغي القلق من فشل أنظمة تشغيل هذه الأجهزة، ويظل المقياس الأهم هو التكلفة، علمًا بأن زيادة الإنفاق 10% لتتبع الشمس من شأنه توفير طاقة وإيرادات أكثر بنحو 25%، بحسب تقرير لـ"أويل بريس".
إقامة المتعقبات الشمسية أعلى أسطح المنازل لا يزال أمرًا إشكاليًا، لكن تنفيذها على الأرض مستحسن للغاية، هو ما يفسر القدرة الكبيرة للمزارع التي تقام على نطاق واسع في توفير مزيد من الطاقة مقابل أسعار أقل.
الألواح المتحركة أكثر كفاءة
- تظهر معظم الصور الملتقطة لمصفوفات الألواح الشمسية ثبات وحدات الطاقة إما على سطح أحد المباني أو على الأرض، والمشكلة هي أن معظم أشعة الضوء الساقطة تهبط بعيدًا عن الخلية الضوئية ولا يستفاد منها.
- هناك ما يعرف بـ"التشمس الطبيعي المباشر" أو"دي إن آي"، وهو ما يطلق عليه المهندسون أيضًا "ظاهرة وجود الشمس فوق الرأس مباشرة"، وفي هذه الحالة ترسل الأشعة الضوئية مباشرة إلى أي جهاز يعمل على امتصاصها.
- بالنسبة لمصفوفات الألواح الشمسية الثابتة، فحتى لو كانت مائلة في الاتجاه الصحيح، تستفيد من هذه الفرصة الكريمة لفترة قصيرة من الوقت، وبالتالي فإن كفاءة الألواح غير المتحركة منخفضة للغاية.
- بالتالي سيكون من المنطقي القول بأن من يستطيع تثبيت الألواح باتجاه الشمس طوال اليوم يحقق عوائد أكبر، وهو ما يبرر بدء الشركة الإسبانية "سولتيك" في تدشين مشروعات المتعقبات الشمسية في البرازيل هذا العام.
- بعد الانتهاء من مشروعها الأول بقدرة 292 ميجاوات، ستشرع الشركة في تدشين آخر بقدرة 450 ميجاوات، وذلك بعدما أقامت بالفعل محطات تصل قدرتها الإنتاجية إلى 1.4 جيجاوات في الأمريكتين.
أنواع المصفوفات المتحركة
- هناك نوع من المصفوفات الشمسية تعرف بـ"محور التعقب الفردي" ويقصد به مجموعة الألواح تميل من الشرق صباحًا إلى الغرب مع خفوت الشمس، وينفذ هذا النمط من المحطات تحركاته بشكل تلقائي.
- يوجد نوع آخر يدعى "محور التعقب المزدوج" وهو عبارة عن مصفوفة من الألواح لا تتبع الشمس من الشرق إلى الغرب فحسب وإنما تلاحق حركة الشمس ارتفاعًا وهبوطًا، بمعنى أنها تلاحق الشمس في كافة الاتجاهات.
- التقنية الشمسية الوحيدة التي تستفيد من استخدام مفهوم محور التعقب المزدوج هي الصحون المكثفة، التي تتمكن دون غيرها من امتصاص 100% من أشعة الشمس الساقطة، أي أنها تحافظ على "التشميس الطبيعي المباشر" طوال الوقت.
- الجانب السلبي في الأمر، هو أن التكلفة باهظة للغاية نظرًا للحاجة الماسة لتوفير مواد قادرة على مقاومة الحرارة المرتفعة لتفادي الذوبان.
نموذج رائد
- أعلنت شركة "NEXTracker" أحد كبار العاملين في مجال المتعقبات الشمسية، بيعها مؤخرًا متعقبات بقدرة إنتاجية تزيد على جيجاوات في الهند وحدها، والتي تعد أفضل سوق للطاقة الشمسية في العالم من وجهة نظر بعض المحللين.
- قالت "GTM" للأبحاث إن "نكست تراكر" حافظت على ريادتها لسوق متعقبات الطاقة الشمسية للعام الثاني على التوالي خلال 2016، ورفعت حصتها من السوق العالمي إلى 30% من 24%.
- تتعاون "نيكست تراكر" مع إحدى شركات تخزين الطاقة، للاحتفاظ بإنتاج محطاتها في الهند والتي لا تحظى بسطوع الشمس طوال الوقت.
- نجاح الشركات مثل "نكست تراكر" يؤكد أن صناعة المتعقبات الشمسية ليست مجرد تجربة قد تنجح أو لا، إنما هي ابتكار ناجح بالفعل وسيظل قائمًا.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}