على مدى قرون يستيقظ الأشخاص كل صباح ويذهبون إلى عملهم ليجلسوا على مكاتبهم داخل غرفة ليقوموا بوظائفهم.
وكما تغير العمل على مدار التاريخ تغيرت أيضًا أماكن العمل استجابة للقوى الاجتماعية والتكنولوجية والثقافية.
وترجع أصول المكاتب الحديثة الموجودة في المؤسسات والشركات الكبيرة إلى العصور الوسطى حين كان الرهبان يعملون في أماكن هادئة مصممة خصيصًا لنسخ المخطوطات ودراستها.
وفي حين كانت هذه الأماكن نموذجًا مبكرًا للمكاتب الحديثة، إلا أنها كانت نادرة في العصور الوسطى، وكان معظم الأشخاص يعملون من المنزل.
نقطة التحول في القرن السابع عشر
- مع مجيء القرن السابع عشر، بدأ المحامون وموظفو الخدمة المدنية العمل من مكاتب في أمستردام ولندن وباريس.
- بدأ التمييز بين المكتب المرتبط بالعمل، والبيت المرتبط بالراحة والخصوصية.
- رغم ظهور مثل هذه المكاتب، إلا أن العمل من المنزل استمر في القرن التاسع عشر.
- بدأت مصارف مثل "بارينجز" العمل من منازل فاخرة لكي يشعر العملاء بالراحة.
- أدى تزايد تصميم مكاتب متخصصة على مدار القرنين التاسع عشر والعشرين إلى تعزيز التفرقة بين العمل والمنزل.
- كما فرضت الأديرة نظامًا صارمًا على الرهبان يلزمهم بالدقة في المواعيد.
- أثرت نظريات الإدارة المختلفة على العمل، والتي كانت تهدف جميعها إلى زيادة الإنتاجية.
التكنولوجيا في المكاتب
- أحدثت الاختراعات التكنولوجية التي ظهرت في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين مثل التلغراف والتليفون؛ ثورة في مفهوم العمل وتصميم المكاتب.
- أصبح من الممكن تأسيس مكاتب منفصلة عن المصانع والمخازن، وتوزيع قوى العمل في أماكن مختلفة، مع سهولة التواصل بين الجميع من خلال وسائل الاتصال الحديثة.
- في عام 1964، قدمت شركة " IBM" أول جهاز كمبيوتر يتم ترويجه تجاريًا.
- كان بإمكان الجهاز تخزين المعلومات، ومثل ذلك بداية العمل القائم على الحاسوب وبداية المخاوف من تزايد البطالة بسبب الأتمتة.
- مع تقدم العصر الرقمي كثيرًا، باتت التكنولوجيا تشكل نهاية لعصر المكاتب، وعودة الناس للعمل في المنازل عن بُعد.
رغم ذلك، فإن بعض شركات التكنولوجيا التي عززت فكرة العمل من أي مكان وفي أي وقت مثل "ياهو" و"آي بي إم" قامت بإلغاء تلك السياسة لإرجاع الموظفين إلى المكاتب.
لماذا العودة إلى المكاتب؟
- ألقت البحوث الأنثروبولوجية الضوء على أهمية وجود الأشخاص معًا داخل مكان واحد، لتعزيز التواصل والتعاون.
- على الرغم من أن العديد من أرباب العمل يدعون الموظفين للعودة إلى المكاتب، إلا أن التكنولوجيا جعلت من الصعب أن يستمر مفهوم المكتب القديم الذي يجلس فيه مجموعة من الأشخاص للعمل.
- على سبيل المثال، قامت إحدى الشركات مؤخرًا بزرع رقاقة تحت جلد موظفيها لمراقبتهم، وهذا يعني إمكانية أن يكون المكتب مدمجًا تحت جلد الموظفين في المستقبل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}