أحمد سعد: “الشارقة الإسلامي” مقبل على طفرة كبيرة في الأرباح والميزانية

توقع أحمد سعد نائب الرئيس التنفيذي لمصرف الشارقة الإسلامي أن يحقق المصرف نسبة نمو لافتة في 2014 مقارنة مع العام الماضي، وأن تشهد السنوات الثلاث المقبلة نمواً كبيراً، حيث سيشهد المصرف طفرة كبيرة في الأرباح والميزانية إضافة الى تنوع محفظته الاستثمارية، وتدعيم مكانته في السوق، وأكد في حوار مع "الخليج" أن المصرف مستمر في الخطة التوسعية وتشمل افتتاح فرع في إمارة عجمان وفروع جديدة في دبي والعين وغيرها، وأكد أنه ليس هناك توجه حالي لإصدار صكوك جديدة .

وفي ما يأتي نص الحوار:

* انطلق المصرف خلال الربع الأول من 2014 انطلاقة متميزة، هل لكم تسليط الضوء عليها، وبيان العوامل التي وقفت وراء نجاحها في تحقيق أهدافها ؟
- إن نجاحات مصرف الشارقة الإسلامي التي حققها حتى في أشد الظروف التي مر بها القطاع المالي في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية تعود إلى اتباع سياسات ائتمانية واستثمارية نموذجية صارمة اذا صح التعبير، فعلى مدى عقود التزم مصرف الشارقة الإسلامي عدم الدخول في مخاطر عالية إلا إذا كانت متوافقة مع سياسات واستراتيجية مجلس الإدارة وفي حدود صلاحيات إدارة المصرف وفي إطار أسقف ائتمانية واستثمارية محددة من مجلس الإدارة التي تخوله الدخول في تلك الاستثمارات وبهامش ربحي مناسب، وكان لهذا المنهج دور في نمو أعمال المصرف وامتداد استثماراته خارجياً في اسواق مالية مستقرة، أسهمت بالتالي في تنوع محافظ استثماراته وتمويلاته وتدعيم مستوى الثقة بدوره في القطاع المالي والاستثماري .

أما بالنسبة لعام 2014 فقد بدأ المصرف بداية جيدة منسجماً مع أجواء التحسن الاقتصادي الإيجابية، والأداء المرتفع الذي رافق مؤشرات الأسواق المالية المحلية وأسواق المنطقة، وكان لهذه الاستراتيجية أثر بارز في تحقيق نتائج ربحية متميزة وصافي أرباح قدره 110 ملايين درهم في الربع الأول من العام ،2014 وذلك بزيادة قدرها 30% بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2013 التي سجلت 4 .84 مليون درهم، وكل ذلك أسهم في تدعيم مركز المصرف المالي .

* ماهي السياسة المتبعة في فتح الفروع في الدولة والآفاق المستقبلية للتوسع في فتح فروع جديدة ؟
- يرافق عملية فتح فروع أخرى للمصرف دراسات عدة، من بينها: دراسة طبيعة الموقع، ونوع الخدمات المقدمة، والإضافة المرجوة التي سيحققها المصرف لعملائه من خلال فرعه الجديد، إضافة الى أمور فنية وإدارية ومصرفية أخرى معروفة، واستطاع المصرف التواجد في أرجاء الدولة لغرض الوصول للمتعاملين دون عناء، فنحن لدينا فروع عدة خارج الشارقة وتمثل حوالي أكثر من ثلث عدد فروع المصرف، حيث تتركز 14% من الفروع في إمارة دبي ، و11% منها في أبوظبي إضافة إلى فرع الفجيرة وفرع الحمرية بالشارقة الذي يقدم خدماته للعملاء من عجمان وأم القيوين ورأس الخيمة، إضافة إلى فرعي جبل علي في دبي، والخالدية في أبوظبي اللذين افتتحا مؤخراً، مع الأخذ بالاعتبار الخطة التوسعية في مرحلة لاحقة التي تشمل افتتاح فرع في إمارة عجمان وفروع جديدة في دبي والعين وغيرها .

ومن المهم الإشارة الى أن الهدف من فتح الفروع الجديدة للمصرف خارج الشارقة هو التوسع في دعم المناطق الصناعية، وتقوية مكانة المصرف مع ضمان توزيع الخدمات النوعية والمتميزة الى أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إضافة لذلك، لدينا فريق مصرفي متخصص لتحقيق تطلعات الشركات المذكورة حسب اختصاصاتها وموقعها في السوق، وتصب خطوات فتح فروع جديدة في إطار سياسة المصرف العامة بتنويع محفظة التمويلات للعملاء، وتوزيع المخاطر من خلال توزيع المحفظة بصورة متوازنة على القطاعات الاستثمارية، ونطمح إلى رفع أعداد فروع المصرف مع نهاية العام ،2014 ولدينا توجه لفتح فروع في إمارة عجمان، وأم القيوين، خلال العام 2015 .

* ما توقعاتكم لنتائج المصرف المالية في ضوء البداية القوية للربحية في الربع الأول من 2014 ؟
- لقد استفاد المصرف من التحسن الاقتصادي والأجواء المتفائلة التي رافقت الواقع الاستثماري منذ منتصف العام الماضي حتى الآن، وكان لسرعة استجابة المصرف لهذا التحسن، وفهم طبيعته ومقتضياته ودوره في المرحلة القادمة أثر في تطوير النمو، وتحسين الأرباح، وبعيداً عن لغة الأرقام فإننا نتوقع أن نسدل الستار على نهاية العام الحالي 2014 بذات القوة التي انطلقنا بها في بدايته، وبنسبة نمو لافتة بالقياس مع العام الماضي، وكل شيء يسير حسب الخطط الموضوعة، ونتوقع أن تشهد السنوات الثلاث المقبلة نمواً كبيراً، حيث سيشهد المصرف طفرة كبيرة في الأرباح والميزانية إضافة الى تنوع محفظته الاستثمارية، وتدعيم مكانته في السوق .

* ما الجديد على صعيد تطوير الملاكات الإدارية، والكفاءات التقنية في مصرف الشارقة الإسلامي ؟
- هناك عملية تطوير مستمرة لهيكلية المصرف التي تتضمن تطوير الملاكات البشرية، والأنظمة التقنية، ليصب كل ذلك في دعم قوة المصرف في تقديم خدمات واسعة للعملاء، واستقطاب عملاء جدد من الشركات والأفراد، ويأمل المصرف الانتهاء من تطوير بنيته التحتية الخاصة بنظام الحاسب الآلي مع منتصف العام القادم، بالتعاون مع جهات معروفة عالمياً بتقديم هذا النوع من الخدمات الخاصة بتطوير الأنظمة الإلكترونية، وليس هناك حد ينتهي اليه تطوير مهارات الموظفين، فنحن مستمرون بدعم خبراتهم، وتطوير مهاراتهم من خلال تزويدهم بأحدث الخبرات العالمية في المجال المصرفي وبشكل يضمن تفوقهم ومنافستهم في أداء الواجبات الموكلة اليهم بتميز وكفاءة .

ولدينا عامل مهم أحب أن أسلط الضوء عليه، وهو ان مصرف الشارقة الإسلامي، وضمن سياساته بتقييم ادائه ونتائجه المتحققة على مدار السنة، يستعين بجهات وبيوت خبرة عالمية متخصصة لتقويم مساراته المختلفة، وفي ضوء نتائج التقويم يعمل على تعزيز نقاط القوة، ودعم المجالات التي تحتاج الى تقويم لتسير ضمن الاستراتيجيات المرسومة في تحقيق نتائج جيدة، وقد اثمرت هذه الخطوة عن تعزيز نجاحات المصرف، وزيادة خبراته، وفتح مجالات متنوعة جديدة أمامه .

* طرح مصرف الشارقة الإسلامي منتجات مصرفية مختلفة لاقت استحسان العملاء، إلى أي مدى سيتم طرح منتجات جديدة خلال العام الحالي ؟
- مصرف الشارقة الإسلامي، كان رائداً في تقديم المنتجات المصرفية التي تلبي طموحات مختلف عملائه، افراداً كانوا أو شركات، ولم تستثن المنتجات المذكورة العائلة والطفل، وهذا لم يأت من فراغ، فالمصرف مر بمرحلتين مختلفتين، الأولى بحكم كونه بنكاً تقليدياً قبل مرحلة التحول الى بنك إسلامي، والثانية بحكم كونه مصرفاً يتعامل حسب مقتضيات الشريعة الإسلامية، حيث جمع المصرف خبرات القطاعين، وصاغها في طرح منتجات مصرفية متميزة نالت استحسان الجميع، ورفع من سقف أعداد عملائه في الدولة، وازداد الطلب على منتجاته، وظهرت الحاجة نحو منتجات جديدة، ونحن نواكب هذه الحاجات، وندرسها بالتشاور مع هيئة الرقابة الشرعية للمصرف، وسنطرح منتجات جديدة خلال الفترة المقبلة ونتوقع لها كل النجاح، ولابد من الإشارة الى ان مصرف الشارقة الإسلامي لم يخسر عميلاً واحداً في مرحلة التحول من بنك تقليدي الى مصرف إسلامي، ولاشك أن هذا من أبرز مقاييس النجاح التي نحرص على إدامتها، وتعزيزها بالجديد والمتميز .

* تميز المصرف في مجال الصكوك، وبات اسمه معروفاً في القطاع المصرفي الدولي، فما آخر التطورات في هذا الصدد ؟
- مصرف الشارقة الإسلامي متواجد بقوة على خريطة الصكوك المصرفية منذ العام ،2006 وفي آخر إصدار للمصرف في العام ،2013 تمكن من تغطية الاكتتاب على صكوكه بأكثر من ستة أضعاف قيمة الطرح عبر الاستفادة من الأجواء الإيجابية التي خيمت على السوق، حيث بلغت قيمة طلبات الاكتتاب 24 .3 مليار دولار، ونجح الإصدار في استقطاب مجموعة واسعة من المستثمرين الذين تصدرت منطقة الشرق الأوسط قائمة مكتتبيه بنسبة 53% من إجمالي الاكتتابات، و30% لقارة آسيا التي جاءت ثانياً بنسبة و17% لأوروبا، فيما بلغت نسبة المتقدمين من البنوك والمؤسسات المالية 39% من إجمالي المتقدمين، مقابل 36% لصناديق الاستثمار، و7% لصناديق التحوط وشركات التأمين، و4% للمصارف الخاصة، و14% لوكالات الاستثمار خارج الحدود، ومن خلال الصكوك، وهناك مقترحات عدة لاتزال قيد الدراسة لدعم تطوير أعمال الصكوك، وليس هناك توجه حالي لإصدار صكوك جديدة .

المنتجات المصرفية الإسلامية

حول مستقبل المصرفية الإسلامية في ضوء المتغيرات الاقتصادية المختلفة، والتحولات السياسية العديدة في المنطقة قال أحمد سعد: هناك إقبال كبير على منتجات المصرفية الإسلامية على المستوى المحلي والإقليمي، وكان لمتانة أداء القطاع المصرفي الإسلامي خلال مرحلة أزمة الائتمان المالية التي ضربت اقتصادات العالم منتصف 2008 دليل على قوته، ورفع مستوى الثقة بأدائه، وحضوره كمنافس مهم في القطاع المصرفي ليس على المستوى المحلي فقط وانما على المستوى العالمي، وفي ضوء المبادرة الكبيرة التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بجعل دبي عاصمة للاقتصاد الإسلامي، فإن هذه الخطوة ستعزز من قوة المصرفية الإسلامية، وتدعم اتجاهات التحول اليها من قبل بعض البنوك التقليدية، او التفكير في فتح نوافذ إسلامية لاستيعاب هذه الطفرة في نمو المصارف الإسلامية وتعاظم دورها المالي، كما أن هذه الخطوة ستدفع بلا شك نحو توسع المصارف الإسلامية الحالية بشكل متميز، لذلك فإن إطار حضور المصرفية الإسلامية يبشر بخير كثير، ويسلط الضوء على ريادة الإمارات ودبي في هذا المجال مستقبلاً .

سياسة التوطين

يعمل مصرف الشارقة الإسلامي منذ العام 2003 على دعم نسبة التوطين في إداراته وأقسامه وفروعه المختلفة ومحاولته لتخطي نسبة 40 في المئة، وهدفنا أن تصل إلى أعلى نسبة توطين مصرفية موجودة في الدولة، وركز خلال العام الحالي 2014 على تنويع استراتيجياته بالتوطين بين إطارين اثنين هما "الارتباط والاستقطاب"، وتختص الأولى بالمواطنين الموجودين أصلاً في المصرف، والثانية بالمواطنين من خارجه، وهم اصحاب الكفاءات من الخريجين وغيرهم، حيث يقوم المصرف دورياً بتفعيل دورالكفاءات المواطنة ودعمها وزجها في "برامج التطوير" الشاملة المعدة لهذا الغرض .

أما البرامج الخاصة بدعم توطين موظفي المصرف التي يلتزمها منذ اليوم الأول لعملهم، فتتمثل في أن يبقيهم في مرحلة تطوير مستمرة حتى يوصلهم الى مناصب قيادية رفيعة، وهي برنامج "بدايتي" الذي يتخصص بحملة مؤهلات التخرج في الثانوية العامة، ومدته 3 أشهر، تشمل تدريباً موسعاً يتيح للموظف المواطن أداء واجبه بنجاح، وبرنامج "مرحبا" وهو برنامج آخر يدخل في سياق البرامج التطويرية "الإجبارية" التي تنطلق بدور الموظف المواطن الى مستويات اكثر كفاءة وتميز، وبرنامج "مسار" وهو عبارة عن خريطة طريق -إذا صح التعبير- يتم تدرج الموظف فيها من الجانب المهني، ليأخذ مواقع اعلى في ضوء مايقدمه من جهود، وينتقل في المراتب الإدارية التي تنسجم مع طموحه، وتحقق اهداف المصرف في الوقت نفسه، وبرنامج "رواد": الذي يقوم بمراقبة اداء الموظف المواطن، ويختار النخب التي سجلت أداءً متميزاً ليتم ترشيحها الى مراتب قيادية متقدمة بالمصرف، وبرنامج "طموح": ويخصص هذا البرنامج لدعم الموظف المواطن الراغب بالحصول على شهادات عليا في مجال دراسته الأكاديمية، وهناك التدريب الصيفي، وهو حزمة من البرامج التي تقتضيها طبيعة اهداف المصرف، والنتائج الصادرة عن تقييم مستوى العمل ليتم الارتقاء بما هو ناجح، وبث مايمكن من السبل الكفيلة التي ترفع من مستوى كفاءة جميع اقسام المصرف على حد سواء .

الحضور المجتمعي

لمصرف الشارقة الإسلامي بصمة واضحة ومتميزة في الحضور المجتمعي، وهو أمر لايحتاج إلى بحث أو أدلة، حيث دعمنا الكثير من الفعاليات والمبادرات والمساهمات المتعلقة بالجهود الخيرية والإنسانية من جهة، كما دعمنا فعاليات أخرى مخصصة لمختلف طبقات المجتمع، حيث لدينا حضور متميز على صعيد فعاليات الأسرة والطفل وذوي الإعاقة والأيتام وغير ذلك، ويتمثل ذلك الحضور باعتبارنا مصرفاً إسلامياً من خلال ميزانية المصرف الداعمة لمثل هذه الفعاليات، إضافة الى صندوق الزكاة الذي يأخذ على عاتقه هو الآخر تنفيذ مشاريع مماثلة على مدار السنة من مصارف الزكاة المتنوعة، وأبواب المصرف مفتوحة لكل فعالية مجتمعية، ولن نتردد في دعمها لتؤدي رسالتها بنجاح .