«الياه سات» تنجز 25% من تصنيع القمر الصناعي الثالث

أنجزت شركة «الياه» للاتصالات الفضائية «الياه سات»، والمملوكة بالكامل لشركة المبادلة للتنمية، نحو 25٪ من مرحلة تصنيع القمر الصناعي الثالث «الياه 3».

وقالت الشركة، إنها تمكنت بالشراكة مع شركة «أوربيتال ساينس» التي تصنع القمر، من مرحلة مراجعة التصميم الأولي للقمر، حيث تعد الخطوة الأولى لضمان عمله بشكل فعّال قبل الوصول للمراحل الأخيرة للإطلاق.

ويعتمد القمر الصناعي الجديد في تصميمه على منصة «جيوستار3» (GEOStar-3™)، كما يمتاز بأدائه العالي واعتماده بشكل كامل على الحزمة (Ka)، ويجري تصميمه وتصنيعه، ومن ثم اختباره في مرافق شركة «أوربيتال ساينس» في دولز بفرجينيا في الولايات المتحدة الأميركية.

وقال مسعود محمود شريف، الرئيس التنفيذي لشركة «الياه سات»: «يمثل إنجاز المراجعة الأولية للتصميم خطوة مهمة في مسيرة تطوير القمر الصناعي (الياه 3)، كما يؤكد سير العمل على الطريق الصحيح لإطلاق القمر الصناعي في الربع الأخير من عام 2016».

وأضاف: «بالتوازي مع أعمال تطوير القمر الصناعي الثالث، يعمل فريق من موظفينا على اختيار موزعين معتمدين لخدماتنا في كلٍ من أفريقيا والبرازيل لضمان نشر خدماتنا في الأسواق التي تحتاج إليها نظراً لعدم توفر أو ضعف خدمات الاتصال فيها».

وسيوسع القمر الصناعي الثالث من نطاق التغطية التجارية للياه سات على الحزمة Ka لتضم 17 دولة إضافية، وسيوفر مرحلة التشغيل تغطية للإنترنت بالنطاق العريض إلى قرابة 600 مليون مستخدم، وسيغطي 95% من سكان البرازيل و60% من سكان القارة الأفريقية.

وتستهدف الخدمة الجديدة، تقديم الاتصال الفضائي الموثوق بالإنترنت إلى مناطق واسعة من العالم، وبأسعار تنافسية لتلبي احتياجات الناس في المناطق النائية التي لا تتمتع بخدمات الاتصالات، وذلك للأفراد والشركات ومزودي خدمات الاتصالات.

وقال عدنان المهيري مدير مشروع «الياه 3» لـ «الاتحاد»، إنه يتم حالياً العمل على تصنيع أجزاء من قطع وأجهزة القمر والتي من المتوقع أن تستمر لنهاية العام ليتم بعدها البدء في تجميع تلك الأجزاء الخاصة بالقمر، مشيراً إلى أنه تم إنجاز ما بين 20 إلى 25٪ من عملية تصنيع القمر.

وقال إنه من المتوقع إطلاق القمر بنهاية عام 2016، حيث يحتاج إلى نحو أسبوعين للوصول إلى مداره النهائي 20 غرب، ثم يتم البدء بعملية اختباره لمدة تصل إلى شهرين. وقال إن المجهود لا يقتصر فقط على الفريق في الولايات المتحدة بل نتلقى الدعم الدائم من الفريق في أبوظبي.

وكانت «الياه سات» أعلنت في وقت سابق عن شراكتها مع كلٍ من «أوربيتال ساينس»، التي ستصنع القمر وشركة «اريان سبيس»، التي ستطلقه إلى مداره من جزيرة غوايانا الفرنسية.

وتتماشى الاتفاقيتان مع أهداف «الياه سات» في دعم خطة التنمية الوطنية لدولة الإمارات، من خلال توفير منصة تدريب فريدة من نوعها لموظفي «الياه سات» خلال مراحل تصنيع وإطلاق القمر الصناعي.

وبالإعلان عن القمر الصناعي الثالث للياه سات، فإن الشركة ستحتل موقع ثامن مزود لخدمات الإنترنت من حيث العائدات على مستوى العالم.

من جهته، قال كريستوفر ريتشموند، النائب الأول للرئيس في أوربيتال ساينس: «يعد إنجاز التصاميم الأولية مرحلة أساسية في مشوار إطلاق القمر الصناعي (الياه 3)، الذي سيكون أول قمر صناعي يعمل بطاقة الدفع الكهربائي المزدوج بالاعتماد على منصة جيوستار3، وسيجري إطلاقه إلى مداره بنهاية عام 2016 ليتيح حمولات فضائية واسعة وبطاقة عالية، مع المحافظة على تكلفة إطلاق مناسبة».

وتوفر «الياه سات» حلولاً متعددة الأغراض للقطاعات التجارية والحكومية عبر الأقمار الصناعية، تشمل خدمات الإنترنت والبث التلفزيوني والاتصالات في أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا ووسط وجنوب غرب آسيا وأوروبا.

وتُعد «الياه سات» أول شركة في الشرق الأوسط وإفريقيا تقدم خدمات متعددة الأغراض عبر الأقمار الصناعية وتتضمن خدمة ياه كليك التي توفر خدمة الإنترنت الفضائية للأفراد والمؤسسات، إضافة إلى خدمات الإنترنت النقالة و«ياه سيرفيس» توفر خدمة الاتصالات الفضائية المتكاملة ومتعددة الأغراض، و«ياه لينك» توفر حلولاً لربط بروتوكول الإنترنت وقدرات للتشبيك المؤسسي وقدرات لاستعادة المعلومات، إضافة إلى «ياه لايف»، التي توفر خدمات البث التلفزيوني الفضائي عالي الوضوح لمزودي قنوات البث المجانية والمدفوعة، مباشرة إلى منازل المشاهدين، بالشراكة ما بين «الياه سات» وشركة SES إحدى أبرز شركات البث الفضائي في العالم.

وتم إطلاق القمر الصناعي الأول Y1A من شركة «الياه سات» بنجاح في أبريل 2011، ثم تبعه الإطلاق الناجح للقمر الصناعي الثاني Y1B في أبريل 2012.

كوادر مواطنة تشرف على تصنيع «الياه 3» بالولايات المتحدة

عدنان المهيري قرر التحليق في عالم الفضاء والأقمار الصناعية، ليسهم في تحقيق رؤية الإمارات في أن يكون لها دور عالمي رئيس في هذا المجال.

يقود المهيري الآن الفريق التقني الذي ذهب إلى دولز- فيرجينيا في الولايات المتحدة الأميركية للمتابعة والإشراف على عملية تصنيع القمر الثالث مع شركة أوربيتال ساينس المصنعة للقمر.

ووجد عدنان في «شركة الياه سات» ثامن أكبر مشغل للأقمار الصناعية في العالم من حيث العائدات، بعد انضمامه إليها عام 2009، بيئة عمل تمتاز بروح الفريق وتشجع على الإبداع وتتيح لأصحاب المواهب من أبناء الإمارات فرصاً ذهبية لا تقتصر على تطوير المسار المهني الشخصي، وإنما ترقى إلى مجال المساهمة في وضع اسم الإمارات على خريطة مشغلي الأقمار الصناعية في العالم.

ويقول عدنان: أفتخر بكوني جزءاً من نجاح «الياه سات»، حيث إنني محظوظ بعملي في مجال غير تقليدي وعادي، حيث إن هذا المجال يحتاج إلى مجهود كبير وساعات عمل طويلة وخبرة في التقنيات الحديثة والمختلفة عن أي مجال آخر.

وحول طموحه، يقول عدنان «طموحي الحالي هو مشروع الياه 3 وبذل مجهود كبير في نجاح المشروع».

ويضيف «أسعى لأكون جزءا من خطط الدولة في مجال الأقمار الصناعية والفضاء لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة في هذا المجال».

ومستقبلاً وعلى صعيد وطني، يضيف عدنان: أطمح لأن يكون لنا دور في تصميم التقنيات المتطورة للأقمار الصناعية من خلال البحث والتطوير، حيث إننا على الطريق للوصول إلى ذلك.

ويقول: أطمح لأن أن أكون جزءاً في مشاريع الدولة بمجال الفضاء مثل مبادرة تنفيذ وبناء وإطلاق أول مسبار عربي إسلامي لكوكب المريخ من الإمارات.

وتخرج عدنان عام 2006 في كلية التقنيات العليا بأبوظبي بتخصص إلكترونيات الطيران وإدارة الهندسة، ثم بدأ مشواره في الهندسة الفضائية مع انضمامه إلى «الياه سات»، وشارك في عمليات إعداد وإطلاق القمر الصناعي الأول Y1A في 2011 والقمر الصناعي الثاني Y1B في 2012.

ومنذ أن بدأ عمله في الشركة منذ 6 سنوات ازداد شغفه في مجال الفضاء، حيث بدأ مهندساً للحمولة الفضائية، وشارك في عمليات العقود والمشتريات الخاصة بالقمرين Y1A وY1B وتولى مسؤوليات عديدة ذات أهمية عالية.

وفي عام 2012 أصبح عدنان مهندساً أول للحمولة الفضائية وأشرف على عدد من الموظفين، ثم ارتقى إلى منصب مدير الحمولة الفضائية في 2013، وفي جميع المناصب التي شغلها عدنان برهن على خبرة واسعة وقدرات واعدة على الصعيدين التقني والإداري مع شغف تجاه قطاع الأقمار الصناعية أثمر في توليه مهمة إدارة مشروع القمر ياه 3.

يقول عدنان: كانت بدايات العمل على المشروع في مطلع عام 2013، واليوم يتطلب المشروع التركيز على أدق التفاصيل، والإشراف على عملية تصنيع القمر الصناعي الذي يمتاز بأدائه العالي واعتماده بشكل كامل على نطاق الترددات (Ka).

ويضيف: يساعد تصميم القمر الفريد في الوصول إلى أمثل المستويات من حيث التكلفة والسعة والتغطية والمرونة.

وتابع: أسست المكتب الخاص بمشروع الياه 3 بفيرجينيا في الولايات المتحدة الأميركية مكان تصنيع القمر، حيث يوجد 6 موظفين متخصصين ومهندسين منهم 3 مواطنين وذلك في مجالات حمولة الاتصالات ومجسم القمر وجودة القمر.

ويضيف: لنا دور أساسي في عملية الإشراف وإدارة المشروع بأكمله والمشاركة في تصميم القمر وعملية التصنيع وعلى كامل المنظومة.