نبض أرقام
10:44 ص
توقيت مكة المكرمة

2025/04/30
2025/04/29

أكثر من 30 ألف سائح يزورون محمية رأس الجنز للسلاحف في السلطنة

2015/04/14 جريدة عمان

سجلت معدلات توافد السياح والزوار بمحمية السلاحف برأس الجنز نحو 33 ألفا و 192 سائحا وزائرا بنسبة نمو بلغت 30% مقارنة بالعام 2013 الذي سجل 25 ألفا و 523 سائحا، حيث بدأت محمية السلاحف برأس الجنز تلفت انتباه شركات السفر والسياحة لإدراجها على خارطة السياحة البيئية في العالم، كما تصدرت قائمة اهتمامات السياحة البيئية القادمة للسلطنة العام الماضي ، مما يجعل رأس الجنز مقصدا للسائح الأجنبي ومحل اهتمامه متى وصل إلى السلطنة.

وقد تسارعت وتيرة النمو السياحي في هذه المحمية بشكل لافت يعكس أهميتها وما يكتسبه السائح فيها من تجربة فريدة ونادرة قلما يجدها في أماكن أو محميات أخرى من العالم.

حيث تتكاثر في هذه المحمية أنواع عديدة من السلاحف خاصة السلاحف الخضراء لتضع فيها بيضها ثم تعود إلى البحر ليفقس البيض بعد ذلك وتزحف السلاحف بالآلاف في مشهد فطري وطبيعي إلى البحر.

وسجلت محمية السلاحف برأس الجنز أعلى معدلات زيارة للأجانب بإجمالي 30 ألفا و231 سائحا من إجمالي أكثر من 33 ألف سائح وزائر،أغلبهم في أشهر مارس وأبريل وأكتوبر وديسمبر بينما لم يتجاوز عدد الزوار من العمانيين والمقيمين 2122 زائرا على مدار العام ، بينما بلغ عدد زوار المحمية من دول مجلس التعاون 313 زائرا.

مشهد خروج السلاحف الوليدة

ويحرص عدد أكبر من السياح والزوار على التجمع لمشاهدة منظر بديع وفريد من نوعه ، وهو وقت خروج السلاحف الوليدة من بيضها والانطلاق إلى البحر، إنها تجربة مثيرة يعيشها السياح في رأس الجنز، حيث تكثر السلاحف التي تختار السواحل العمانية مرسى لها، لتضع بيضها وتتركه هناك، المنظر مغر للجميع، والسياح يختارون هذه الأوقات لمتابعة رحلة السلاحف .

حماية الحياة الفطرية

تولي السلطنة أهمية كبيرة لحماية الحياة الفطرية والبيئية لديها بمكوناتها المختلفة.

ويُدرج المسؤولون هذا الأمر في خانة الحفاظ على الخصائص والسمات الطبيعية المتنوعة والغنية الموجودة على امتداد أراضي السلطنة والتي ستصب في صالح التوجه العام نحو تعزيز السياحة البيئية.

ويبدو أن مختلف الهيئات الرسمية والخاصة تعمل اليوم ضمن هذا التوجه، فمقومات السياحة البيئية موجودة في السلطنة تدعمها سلسلة مراسيم صدرت في السنوات الماضية لإقامة المحميات الطبيعية والحفاظ على الحياة الفطرية.

وقد يكون المطلوب اليوم هو خطوات عملية مواكبة لتشكيل المحميات الطبيعية تقوم على استقطاب المزيد من السياح إلى هذه المواقع وتسويقها إقليميا وعالميا.

وتعمل وزارة السياحة بالتعاون مع ديوان البلاط السلطاني ووزارة البيئة والشؤون المناخية وغيرهما من الجهات المعنية على التعريف بتنوع وثراء وتفرد الحياة الفطرية والبيئية بالسلطنة حيث توجد بالسلطنة حوالي 18 محمية طبيعية مسجلة دوليا وموزعة في مختلف المناطق، وتعتبر محمية رأس الجنز للسلاحف واحدة من أكبر هذه المحميات والتي باتت مقصدا للزوار والسياح لما تستقطبه من سلاحف بحرية حولت شواطئها إلى أماكن للتعشيش ووضع بيضها فيه مع إحاطتها بالرعاية والحماية من قبل الدولة نظرا لما يتهدد هذه السلاحف من مخاطر الانقراض.

منطقة تجمع السلاحف

وتمتد محمية السلاحف في رأس الجنز والتي أنشئت بموجب مرسوم سلطاني صادر عام 1996 ، على مساحة 120 كيلومترا من الأراضي الساحلية وبامتداد خور الحجر وخور جراما.

وتقع رأس الجنز شرق مدينة صور وهي جزء من مجموعة شواطئ تضع فيها السلاحف بيضها خاصة السلاحف الخضراء والتي كانت مهددة بالانقراض حتى جاء المرسوم السلطاني ليوفر لها الحماية.

وتشهد هذه المنطقة كل عام ما يتراوح بين 6000 إلى 13000 سلحفاة، تأتي إلى السلطنة من مناطق بعيدة في الخليج العربي والبحر الأحمر وشواطئ الصومال.

وإلى جانب السلاحف فإن المحمية غنية بالعديد من أنواع الطيور والتي تصل إلى 120 نوعا إضافة إلى أنواع أخرى من الحيوانات البرية كالثعلب الأحمر وبعض أنواع الغزلان.

وتعتبر السلاحف البحرية من أهم الموارد الحيوية بالمحمية حيث يفد آلاف الزوار سنويا لمشاهدتها، ويبلغ عدد السلاحف الخضراء نحو 20 ألف سلحفاة تتواجد في اكثر من 275 موقعا على امتداد شواطئ السلطنة.

وهذا بحد ذاته جعل من السلطنة واحدة من إحدى أهم مناطق تواجد السلاحف الخضراء في المحيط الهندي.

منطقة جذب سياحي

وتهتم وزارة السياحة بالمحمية كمنطقة جذب سياحي تتميز بتزايد معدلات النمو سياحيا ، من خلال إقامة وتنفيذ العديد من المشاريع السياحية والخدمية بحيث لا تؤثر هذه المشاريع على الحياة الفطرية والطبيعية للسلاحف البحرية وفي نفس الوقت توفر مراكز ضيافة ومنتجعات تستوعب الأعداد المتزايدة من السياح ،وتنظم رحلات سياحية إلى المحمية بحيث يستطيع السائح مشاهدة السلاحف أثناء التعشيش ليلا دون الإقتراب من أنثى السلاحف فيتم توزيع الزوار على مجموعات صغيرة ،وعادة ما تعود السلاحف إلى نفس الشاطئ للتعشيش، وهي تقوم بعمل حفرة كبيرة لتضع فيها البيض ثم تهيل عليه الرمال مرة أخرى.

منع الإضاءة المبهرة

ويعتبر الضوء من المؤثرات الضارة لتكاثر ونمو السلاحف البحرية حـيث تبين أن الإضاءة المبهرة وغير الطبيعية على الشواطئ تحول دون تعشيش السلاحف ، وقد يؤدي التعشيش بالقرب من الشواطىء المضيئة إلى حدوث تأثيرات خطيرة على صغار السلاحف ،ذلك أنها وبعد خروجها من البيض في الليل على الضوء الطبيعي للشاطىء تتحرك بطريقة طبيعية مباشرة نحو المياه، الإ أن الشواطىء التي تكثر فيها الأضواء تقوم بدفع صغار السلاحف الى تغيير وجهتها وتكون بالتالي غير قادرة على الوصول الى المياه مما يؤدي الى ارتفـاع معدلات مـوتها نتيجـة الجفـاف أو تعرضها للافـتراس.

ولهذا تبقى مسألة زيــادة وتنشيط السياحة في رأس الجنز والتخطيط لإقامة مرافق سياحية مرتبطة بالقدرة على التماشي مع المتطلبات البيئية.

ولتجنب الاضرار المحتملة فقد تم إنشاء منطقة تخييم في رأس الجنز وسيتم تطوير وتحسين مرافق التخييم حسب الحاجة وتحت إشراف إدارة المحمية.

حماية السلاحف لها الأولوية

حماية السلاحف يتم التعامل معها كهدف أساسي له الأولوية في خطط المشاريع التنموية، وقد تم اقتراح عدد من المشروعات التنموية السياحية التي ستحقق للمجتمع فوائد كثيرة وتعزز في الوقت ذاته برامج التوعية، وقد تم تحديد عدد من المشاريع مثل إنشاء مركز الزوار في رأس الجنز وشق طـريـق بالقرب مـن شاطئ رأس الحد للحد من قـيـادة السيارات على الشاطئ وبما يسمح للصيـادين للوصول إلى الشاطىء دون الحاجة الى المــرور بالسيــارة عبــر شواطىء التعشيش.

وتصدر وزارة البيئـة والشؤون المناخية كتيبات تعريفية باللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافـــة إلى النشــرات والملصقــات التي تعرّف بالسلاحف البحرية عموما والسلاحـف الخضراء برأس الحد على وجه الخصوص وتزود هذه الكتيبات التعريفية الزوار بالمعلومات الخاصة بالسلاحف وضرورة حمايتها والسلوكيات الصحيحة التي يجب التقيد بها في شواطئ تعشيش السلاحف.

وتزداد طلبات التخييم في محمية السلاحف عاما بعد عام ، مما أدى إلى زيادة عدد المرافق والخدمات المتاحة لتلبية الطلب المتزايد.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.