ارتفاع الدولار يمنع شركات الطيران من تخفيض التذاكر

أكد خبراء في قطاع السياحة والسفر أن ارتفاع الدرهم المرتبط بالدولار أمام سلة عملات رئيسية منع العديد من شركات الطيران من التجاوب مع انخفاض أسعار النفط من خلال تخفيض ضريبة الوقود .

وقال الخبراء إن المكاسب التي تحققها شركات الطيران من تراجع أسعار النفط عوضت الخسائر الناجمة عن ارتفاع أسعار الدرهم وتضرر أسواقها السياحية في روسيا والعديد من دول المنطقة نتيجة الأوضاع غير المستقرة .

يترقب قطاع السفر مواكبة شركات الطيران تخفيض أسعار التذاكر بما يوازي الانخفاض الملحوظ في أسعار النفط العالمية التي وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ 5 سنوات .

حيث تقوم شركات الطيران بفرض ضريبة الوقود على أسعار التذاكر بحسب التغيرات في سعر النفط التي تنعكس على سياسة تسعير التذاكر في حال الارتفاع والانخفاض، علماً بأن فاتورة الوقود لدى معظم شركات الطيران تتراوح بين 30 إلى 40% من النفقات التشغيلية لهذه الناقلات .

وأوضح الخبراء أنه على الرغم من تراجع أسعار وقود الطائرات خلال العام الماضي 2014 بنسبة 9 .44% إلى 4 .68 دولار للبرميل في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا إلا أن معظم شركات الطيران لم تواكب هذا الانخفاض .

وتقوم شركات الطيران بشراء الوقود بعقود تختلف فترتها الزمنية للتغلب على تذبذب أسعار النفط العالمية، الأمر الذي قد يفسر سبب تأخر شركات الطيران في مواكبة تراجع أسعار النفط والاختلاف بين شركة وأخرى من حيث الفترة الزمنية في التجاوب مع هذا التراجع .

أسعار منافسة

وحول أسعار التذاكر قال متحدث رسمي باسم طيران الاتحاد أن الاتحاد للطيران تعمل على تحديد أسعار التذاكر بصورة حيوية وبشكل يومي تماشياً مع نسبة الطلب في السوق وأنشطة الشركات المنافسة . وتعد أسعار الشركة منافسة في جميع الأوقات .

وأكد الشيخ ماجد المعلا، نائب رئيس أول طيران الإمارات لدائرة العمليات التجارية، أن تكلفة الوقود لا تزال تشكل نسبة عالية من التكلفة التشغيلية الإجمالية، على الرغم من الانخفاض الذي سجلته أسعار النفط خلال الأشهر القليلة الماضية .

وأوضح أن طيران الإمارات أدخلت تغييرات تشغيلية على مسارات رحلاتها ولأسباب احترازية من أجل ضمان سلامة ركابها وطائراتها، ما يعني التحليق مسافات أطول واستهلاك كميات أكبر من الوقود .

عروض خاصة

وأضاف: "مثلها في ذلك مثل جميع شركات الطيران، فإن طيران الإمارات توفر لعملائها تدرجات ومستويات سعرية مختلفة على مدار العام، اعتماداً على قوى السوق .

ويرى عملاؤنا، الأفراد ووكالات السفر، أن أسعارنا تنافسية مقارنة بالشركات الأخرى .

كما أننا نقوم من وقت إلى آخر بطرح أسعار وعروض خاصة إلى وجهات معينة، وكذلك نعرض أسعاراً جذابة عبر موقعنا على مدار العام" .

وقال متحدث رسمي باسم "فلاي دبي" أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر في تكاليف وعائدات الناقلة، منها أسعار الوقود المتقلبة وأسعار صرف العملات، كما نضع في حسباننا البيئة التنافسية التي نعمل ضمنها ومبادئ العرض والطلب .

وخلال العام الماضي 2014 واصل الوقود احتلال الصدارة ضمن التكاليف التشغيلية لفلاي دبي بواقع 36% وقد انخفضت هذه النسبة مقارنة بالعام الفائت نتيجة لهبوط أسعار الوقود خلال الربع الأخير من العام الماضي، وتحصل فلاي دبي على 30% من احتياجاتها من الوقود من خلال عقود تحوط خلال عام 2015 .

رياض الفيصل: شركات تحفاظ على أسعار التذاكر

أشار رياض الفيصل مدير عام شركة أصايل للسياحة والسفر ان تأثر شركات الطيران بهبوط أسعار النفط يختلف من شركة إلى أخرى، لعدة عوامل فكل شركة لديها اتفاقياتها بخصوص شراء النفط، إن كانت عقوداً سنوية أو نصف سنوية أو ربع سنوية .

وتوقع الفيصل تراجع أسعار التذاكر خلال الفترة المقبلة نتيجة تراجع أسعار النفط على الرغم من أن العديد من شركات الطيران تحرص على الحفاظ على الأسعار عند مستوياتها الحالية بهدف تعويض خسائرها الناتجة عن ارتفاع أسعار الدولار بالإضافة إلى تضرر بعض الوجهات التي كانت تعمل عليها .

وقدر مؤشر "آياتا" أن فاتورة تكاليف الوقود عالمياً انخفضت بنحو 20 مليار دولار إلى 8 .114 مليار دولار، بنهاية 2014 .

وتراجعت أسعار الوقود في منطقة الشرق الأوسط خلال العام الماضي بنسبة 9 .44%، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي إلى 4 .68 دولار للبرميل، في حين أن نسبة التراجع خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2014 وصلت إلى 19%، مقارنة مع شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه .