الكوادر المواطنة تشارك في تصنيع القمر الصناعي الثالث

يعمل فريق إماراتي مكون من ثمانية مهندسين في تصنيع القمر الصناعي الثالث الذي يصنع حالياً في الولايات المتحدة، حيث تعتزم شركة «الياه سات» للاتصالات الفضائية إطلاقه في الربع الأخير من العام المقبل.

والمهندس علي بن زوبع، المتخصص في حمولة الأقمار الصناعية، واحد من هذا الفريق المواطن، يشارك منذ أكتوبر الماضي في تصنيع القمر الجديد الذي يرسخ مكانة دولة الإمارات في صناعة الأقمار الصناعية.

«الاتحاد» التقت بن زوبع وحدثته عن مشاركته مع الكوادر المواطنة في عملية التصنيع.

تخصص بن زوبع في الهندسة الكهربائية في إحدى الجامعات الأميركية، والتحق مباشرة للعمل في شركة الياه سات ليكون مهندساً أول لحمولة القمر الصناعي.

يقول: «أتابع مع الفريق الإماراتي تطور مراحل التصنيع منذ البداية وحتى إنجازه وإطلاقه بنجاح في الربع الأخير من العام المقبل، إضافة إلى أننا نضع الخطط ونحدد مواعيد للإنجاز»..

ويضيف: «تلك المتابعة تأتي بهدف تدارك أي خطأ ممكن أن يحصل في المستقبل وضمان أن يتم تشغيله من غير أي تحديات، كما أن عملية التصنيع تجري بسلاسة وبما هو مخطط له».

ويعتمد القمر الصناعي الجديد في تصميمه على منصة «جيوستار3» (GEOStar-3™)، كما يمتاز بأدائه العالي واعتماده بشكل كامل على الحزمة (Ka)، ويجري تصميمه وتصنيعه، ومن ثم اختباره في مرافق شركة «أوربيتال ساينس» في دولز بفرجينيا في الولايات المتحدة الأميركية.

ويقول بن زوبع: «أتابع مع زملائي جميع مراحل تصنيع القمر من صنع القطع وتجميعها إلى أن يتم إنجاز القمر، ونحن في الياه سات سنكون مسؤولين بالكامل عن مرحلة تشغيله من غرفة التحكم في مقر الشركة في أبوظبي».

ويشير إلى أن في حال حصلت أي تحديات أو مشاكل أثناء التشغيل «فنحن مع الفريق المشارك في صناعة القمر، سنكون قادرين على إيجاد الحلول بناء على تجربتنا الفريدة التي اكتسبناها في الولايات المتحدة قائلاًإن سبب التحاقه للعمل بالياه سات بعد التخرج، يأتي لشعوره بوجود فرصة مليئة بالتحديات تكسبه الخبرات اللازمة للاستمرار في قطاع جديد يتسم بالصعوبة، نادراً ما كان يشهد إقبالاً من المواطنين».

ويضيف: «أن اهتمام القيادة الرشيدة بالقطاع الفضائي والإعلان عن مسبار «الأمل»، فإن ذلك عززا من حبي للاستمرار في العمل في هذا المجال وأن أكون جزءا من قصة نجاح إماراتية»..

وفيما يتعلق بطموحه المستقبلي يقول: أريد أن أرى القمر الصناعي الثالث ينطلق بنجاح إلى الفضاء، خصوصاً بعدما اكتسبنا خبرات كبيرة، فالمصنعون الأجانب يستفيدون من خبراتنا أثناء عملية التصنيع لا سيما فيما يتعلق بتقنيات تشغيل القمر، وتبلغ نسبة التوطين في تشغيل وإدارة الأقمار الصناعية 92٪، في حين أن نسبة التوطين الإجمالية في الياه سات 60٪.

وقالت الياه سات إن جميع المشاركين في تصنيع القمر الصناعي الثالث في الولايات المتحدة إضافة إلى المتدربين من العاملين في الشركة والذين يتوجهون إلى الولايات المتحدة للمشاركة لعدة أشهر في التصنيع، هم من المواطنين.

وتدعم الياه سات باستمرار تمكين الشباب في قطاع التكنولوجيا والاتصالات، إضافة إلى أنها تستضيف باستمرار طلبة المدارس في مرافقها لتعريفهم بالقطاع، وتشجيعهم على الانخراط للعمل فيه مستقبلا حيث تم تنظيم 6 زيارات حتى الآن.

ووقعت الياه سات في مايو الماضي ووكالة الإمارات للفضاء، ومعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، وشركة «أوربيتال أي تي كي»، مذكرة تفاهم تتعلق بمبادرة مشتركة لطرح أول برنامج ماجستير في دراسات علوم الفضاء المتقدمة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، والذي يحظى باعتماد من معهد «ماساتشوستس للتكنولوجيا(MIT)»، ويستهدف البرنامج تمكين الشباب المواطن وتشجيعهم على الانخراط في العمل الفضائي.

ويسعى برنامج الماجستير الذي سيبدأ الطلاب الالتحاق به في شهر يناير 2016، إلى زيادة عدد الطلاب الإماراتيين الملتحقين بتخصصات تكنولوجية متنوعة وعالية المستوى، إذ سيوفر تخصصات أكاديمية دقيقة ذات صلة بعلوم الفضاء والتخصصات الهندسية.

وسيحصل الطلاب الملتحقون بهذا البرنامج، على درجة الماجستير في الهندسة، مع التركيز على نظم وتكنولوجيا الفضاء، وذلك بعد الحصول على الموافقة اللازمة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الدولة.