غصون الخالد: «أسيكو للصناعات» مستمرة في التوسع محلياً وإقليمياً

تقول نائب الرئيس التنفيذي لشركة أسيكو للصناعات م.غصون الخالد ان الشركة مستمرة في توسيع قاعدة استثماراتها محليا وإقليميا، حتى في ظل الأزمة الحالية التي تعاني منها الكثير من دول المنطقة، وذلك بسبب انخفاض أسعار النفط وتراجع مستويات الإنفاق الحكومية على المشاريع العمرانية والتنموية.

وتضيف الخالد في مقابلة خاصة مع «الأنباء» ان «أسيكو للصناعات» تسعى لاقتناص الفرص الاستثمارية الجديدة بما يحقق قيمة مضافة للشركة ومساهميها، وذلك بعد دراسة هذه الاستثمارات والتأكد من جدواها الاستثمارية، خاصة ان الكثير من الفرص تأتي عادة في ظل تراجعات الأسواق، وبالتالي فإن المستثمر الناجح هو من يقتنص هذه الفرص ويستفيد منها. 

من جهة أخرى، وعلى صعيد النشاط التشغيلي الحالي لمجموعة «أسيكو للصناعات»، تؤكد الخالد مواصلة المجموعة لإستراتيجيتها التشغيلية المتكاملة التي تسعى من خلالها إلى توسيع قاعدة الانتاج وتوفير مجموعة متنوعة من المنتجات الحيوية، لافتة إلى قيام المجموعة خلال النصف الأخير من العام الماضي بتشغيل مصنع «قص وتشكيل الحديد» الذي أضيف إلى باقي مصانع الشركة الأخرى، والذي جاء ليكمل عمل ومنتجات هذه المصانع. 

كما كشفت ايضا الخالد عن خط إنتاج البلاط المتداخل الجديد الذي قالت انه يمتاز بأنه من أحدث خطوط الإنتاج الحالية في هذه الصناعة، حيث يقوم هذا الخط على استخدام أحدث الأجهزة والمعدات، كما أنه مطابق للمواصفات المحلية والعالمية، مؤكدة ان خط الانتاج الجديد يمر حاليا بمرحلة الإنتاج التجريبي، على أن يليه في القريب العاجل البدء في الإنتاج الفعلي وعملية التسويق المباشر، وفيما يلي تفاصيل المقابلة:

طارق عرابي

*هل لنا بنبذة عامة حول شركة أسيكو للصناعات؟
- تضم شركة أسيكو للصناعات مجموعة من القطاعات والمصانع والأنشطة المختلفة، فبالإضافة إلى القطاع الصناعي هناك أسيكو للإنشاءات، وأسيكو للاسمنت، وأسيكو للعقارات، وأسيكو للفنادق.

يتمحور عمل القطاع الصناعي في شركة أسيكو للصناعات بشكل عام حول صناعة الخرسانة الخلوية وإنتاج الطابوق وغيرها من المنتجات الأخرى كالأعتاب، وبلاطات الأسقف. 

وتنتشر مصانعنا في كل من الكويت، الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ودولة قطر.

ويتميز طابوق أسيكو الذي تنتجه الشركة بميزة التشابك المتداخل وخفة الوزن والعزل الحراري والصوتي ومقاومة الحريق ويمكن استخدام منتجاتنا في بناء كل أنواع المباني السكنية، التجارية، الإدارية، المستشفيات والمدارس، الفلل وغيرها من مختلف الأبنية.

ولعله من الجدير التأكيد على أن شركة أسيكو تخطط حاليا لمزيد من التوسع في الكويت والمنطقة ونهدف لزيادة حصتنا السوقية وتقديم أفضل المنتجات الصناعية في مجالنا.

خط إنتاج جديد

*ماذا عن آخر إنجازات الشركة؟
- في الحقيقة شهد عام 2015 العديد من الإنجازات التي تستحق الذكر، ومنها:

- إنشاء خط جديد لإنتاج البلاط المتداخل والذي يستخدم في العديد من المشاريع السكنية والخدماتية المختلفة، حيث يأتي استثمار الشركة في هذا المنتج الجديد ضمن إطار إستراتيجيتها المتكاملة التي تسعى من خلالها إلى توسيع قاعدة الانتاج وتوفير مجموعة متنوعة من المنتجات الحيوية من جهة، وإرضاء العملاء وتلبية تطلعاتهم في مختلف المجالات من جهة أخرى.

ويمتاز خط إنتاج البلاط المتداخل الجديد بأنه أحد أحدث خطوط الانتاج الحالية في هذه الصناعة، حيث يقوم هذا الخط على استخدام أحدث الأجهزة والمعدات، كما أنه مطابق للمواصفات المحلية والعالمية، مؤكدة أن خط الانتاج الجديد يمر حاليا بمرحلة الانتاج التجريبي، على أن يليه في القريب العاجل البدء في الانتاج الفعلي وعملية التسويق المباشر.

- خط إنتاج قص وتشكيل الحديد والواقع في منطقة الصليبية الصناعية، والذي يعد المصنع الاول من نوعه على مستوى الكويت، والذي تم تجهيزه بمعدات وأجهزة حديثة ومتطورة لتلبية حاجة مختلف أنواع المشاريع من القطع الحديدية بمختلف تشكيلاتها وتقطيعاتها، بسرعة فائقة وبطاقة إنتاجية كبيرة، والذي من شأنه أن يساعد على توفير الوقت والجهد اللازمين لتنفيذ أي مشروع كان.

- إطلاق المشروع الفندقي الكبير (نسيمة رويال) والذي يقع في شارع الشيخ زايد في امارة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة، والبدء في الحملة التسويقية الخاصة بالمشروع.

استحواذ على شركة صناعية

* قمتم مؤخرا بصفقة استحواذ على شركة صناعية، حدثينا عن هذه الخطوة وأهميتها بالنسبة لكم؟
- بالفعل نجحت أسيكو للإنشاءات في خطوة استراتيجية للاستحواذ على شركة أخرى صناعية، حيث تصب خطوة الاستحواذ هذه في نفس سياق خطوات النجاح التي تسعى الادارة التنفيذية الى تحقيقها من خلال تحقيق انتشار جغرافي أكبر، وزيادة القدرة الانتاجية، وتوفير منتجات متنوعة ومتكاملة لعملائها والحصول على أصول مهمة تعزز من مكانة الشركة في السوقين المحلي والإقليمي وتعظيم حقوق مساهمينا.

ويمكن وصف هذه الخطوة بأنها فرصة حقيقية سيتم استغلالها عن طريق عملية تحديث شاملة لهذه المنشأة الصناعية الحيوية بهدف تحقيق الإنجازات المنشودة على الصعيدين الصناعي والإنشائي بما يتناسب مع خطط الشركة وتطلعات المساهمين.

الإستراتيجية المستقبلية

* رغم اهتمامكم بالأسواق الإقليمية، لماذا التركيز على السوق المحلي، وما إستراتيجيتكم المستقبلية؟
- نركز في عملنا على تطوير أنشطتنا في كل الأسواق التي نتواجد بها دون استثناء ونسعى لزيادة حصتنا السوقية فيها كلها، إلا أن السوق الكويتي يتميز حاليا بنشاطه الكبير وهناك طلب متزايد على منتجاتنا المختلفة والتي تتمتع بسمعة طيبة جدا في هذا القطاع، اما عن العوامل السلبية التي يعاني منها القطاع فهي تتمثل بشكل رئيسي في محدودية المشاريع التنموية الكبرى وقلتها نسبة لباقي دول المنطقة أما الايجابيات فهي النشاط الكبير في مجال العقار السكني وزيادة الطلب عليه كل يوم.

هجرة الشركات

*كيف تتعاملون في اسيكو مع قلة المشاريع المطروحة للاستثمار والصعوبات في العمليات التشغيلية وضعف الإيرادات؟
- إن القانونين رقم 8 و9 الخاصين بتملك الأراضي عملا بشكل كبير على الحد من مشاركة القطاع الخاص بعملية تطوير المشاريع السكنية والذي أدى بدوره الى هجرة الشركات الى دول الجوار والمنطقة وحتى العالم للبحث عن فرص استثمارية هناك، وهذا الامر واضح وجلي للجميع ولا يستطيع انكاره أحد وله أثر سلبي كبير في معالجة الأزمة السكنية وتراكم الطلبات لدى المؤسسة، وهنا أدعو جميع المعنيين الى مراجعة تلك القوانين ووضع ضوابط ومعايير جديدة تساهم في القضاء على أزمة السكن وإشراك القطاع الخاص بشكل فاعل في عملية التنمية، حيث انه من غير الممكن أن تلقي الحكومة على عاتقها وحدها حل الأزمة السكنية لا على المدى المتوسط ولا حتى الطويل، ولا بد من إشراك القطاع الخاص فورا في حل هذه المشكلة.

وبالنسبة لنا نحن في أسيكو فإننا نعاني كغيرنا من هذه المشكلة ولدينا خطط طموحة جدا للمساهمة في عملية البناء وننتظر القرار الصحيح من المعنيين لنساهم في حل تلك المشكلة.

ولكن في المقابل يمكن التأكيد على أن القانون رقم 113 لسنة 2014 قد أعطانا وغيرنا من الشركات الكويتية بصيص أمل نحو إمكانية المساهمة من جديد في مشاريع التطوير العمرانية والسكنية، خاصة في ظل التعديلات الواردة بالقانون رقم 13 لسنة 2014 والمعدل لبعض أحكام القانون رقم 47/1993 بشأن الرعاية السكنية والقانون رقم 27/1995 بشأن إسهام القطاع الخاص في تعمير الأراضي الفضاء المملوكة للدولة لأغراض الرعاية السكنية خاصة بعد أن أجازت المادة رقم 5 من القانون للمؤسسة العامة للرعاية السكنية الحق في بيع أو تأجير أو تقرير حق الانتفاع لمشاريعها، كما أعطت لها الحق في التعاقد المباشر مع الشركات المنفذة على الا تتجاوز قيمة العقد الواحد لأي مشروع عشرة ملايين دينار كويتي، والتي كان من بينها مشاريع البنية الأساسية، ومشاريع المباني العامة، ومشاريع محطات الكهرباء، ومشاريع أبراج المياه، ومشاريع محطات تنفيذ الصرف الصحي ومعالجته.

كذلك أجازت المادة 7 من القانون نفسه للمؤسسة العامة للرعاية السكنية القيام بتمويل الشركات المساهمة ذات الاكتتاب العام والتي يدخل النشاط العقاري في أغراضها وذلك للقيام وتنفيذ المشاريع الخاصة بالمؤسسة، فيما أجازت المادة رقم 27 للمؤسسة بتسليم أراضي لا تقل مساحتها عن 400 متر لشركات القطاع الخاص ذات النشاط العقاري والاستثماري ومن ثم بيعها لمستحقي الرعاية السكنية المدرجة طلباتهم في المؤسسة.

نمو الخرسانة الخلوية

* كيف ترون مستقبل صناعة الخرسانة الخلوية في الكويت والمنطقة، وما سبل تعزيز الاعتماد عليها في عمليات البناء؟
- لقد أثبتت طريقة البناء بالخرسانة الخلوية أنها الأنسب للظروف البيئية للمنطقة بشكل عام نظرا لما تتمتع به من مواصفات كالعزل الحراري والصوتي وسرعة الإنجاز وغيرها وهي بالتالي صديقة للبيئة نظرا لما تقوم به من توفير في استهلاك الطاقة لأغراض التكييف والتبريد، وهناك نمو كبير في الطلب على تلك المنتجات واستطيع القول إن مستقبل هذه الصناعة واعد جدا في المنطقة.

الأصول الفندقية

*كيف تقيمون أصولكم الفندقية في دولة الإمارات العربية المتحدة؟
- لقد أثبتت إستراتيجية الشركة في التوجه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والعمل على الاستثمار فيها في القطاعين العقاري والفندقي نجاحها حيث أصبحت أصولنا في دبي والفجيرة من الأصول المهمة التي نفتخر بها حيث تمتاز هذه الأصول ببعد تكتيكي وبعد إستراتيجي حيث نجحت هذه الأصول تكتيكيا من خلال الأرباح السنوية التي تدرها وما زالت تنجح على الصعيد الإستراتيجي من خلال تزايد قيمتها السوقية يوما بعد يوم وذلك بسبب عودة الانتعاش الاقتصادي إلى المنطقة مما أدى بطبيعة الحال إلى عودة الثقة إلى القطاعات المختلفة.

نجاحات كبيرة

*ماذا عن نتائجكم المالية وكم بلغ حجم أصولكم؟
- لا أخفيك القول انني أود أن أتحدث عن إنجازات شركة أسيكو للصناعات منذ تأسيسها وكيف تمكنت الشركة وخلال سنوات مسيرتها من تعظيم حقوق مساهميها، ولكن لضيق الوقت سأكتفي بالتحدث عن نتائجنا المالية لسنة 2015 والإشارة الى بعض البيانات المالية المهمة.

تستند شركة اسيكو للصناعات على قاعدة متينة من الأصول والتي تفوق قيمتها 371 مليون دينار، أي ما يعادل 1.2 مليار دولار، مرتفعة بنسبة 25% تقريبا عن السنة السابقة، وتتسم أصول الشركة بالتنوع جغرافيا وقطاعيا، والتي تتميز بقدرتها على توليد الإيرادات وتحقيق دخل مستدام.

كما ارتفعت إيرادات عمليات الشركة بنسبة 64% خلال 2015 متجاوزة ما قيمته 98 مليون دينار، وهذا ناهيك عن ان التشغيل الكامل لخط الإنتاج الجديد الذي تحدثنا عنه سابقا لم يبدأ بعد، وكذلك ان جني ثمار الاستحواذ الاستراتيجي الذي قامت به إحدى شركات مجموعة أسيكو وهي «شركة اسيكو للإنشاءات» لم يظهر أثره كاملا خلال العام الحالي بل سيكون أثره جليا في المستقبل القريب.

وفي ظل سعينا لتعظيم حقوق مساهمينا فقد ارتفعت حقوق الملكية لمساهمي الشركة الأم بنسبة 9.5% لتبلغ القيمة الدفترية للسهم 380 فلسا بنهاية عام 2015.

كما أود التنويه الى أننا حرصنا كل الحرص على الحفاظ على نمو الشركة ورسم خارطة طريق استراتيجية لها بالتوازي مع تحقيق الأرباح المستدامة لمساهمينا، حيث عكفنا على توزيع الأرباح السنوية لمساهمينا، ليجنوا معنا ثمار استثمارهم في الشركة وثقتهم الغالية بمجلس الإدارة والإدارة التنفيذية، ولو قمنا بحصر الأرباح التي تم توزيعها على مساهمينا خلال الأعوام القليلة الماضية الممتدة منذ عام 2009 شاملة التوزيعات لعام 2015 لتجاوزت 25 مليون دينار، منها تقريبا 18 مليون دينار توزيعات نقدية و8 ملايين دينار كأسهم منحة.

وهذا كله ما هو إلا دليل واضح على نجاحهم في اقتناص فرصة الاستثمار في شركة أسيكو للصناعات، والتي ستعود علينا وعليهم بمزيد من العوائد.

*برأيك، كيف تستطيع المرأة الكويتية تعزيز مكانتها المحلية والإقليمية كسيدة أعمال ناجحة؟
- في الوقت الحالي تلعب سيدات الأعمال في المجتمع الكويتي دورا مهما وحيويا وذلك عبر دخولهم في العديد من القطاعات الاقتصادية كالقطاع البنكي والقطاع الصناعي والقطاع العقاري وغيرها مما يؤكد أنهن قادرات على أخذ زمام المبادرة والعمل على التطوير والإبداع، وأنا حقيقة أؤمن بقدرة المرأة على المشاركة الفاعلة في بناء المستقبل، حيث تتمتع المرأة الكويتية بشكل خاص بالقدرات الإدارية والعلمية الكافية بالإضافة للخبرات الضرورية لتكون رائدة بين سيدات المجتمعات العربية عامة والخليجية منها خاصة، إلا أن ذلك مرتبط برغبة المرأة نفسها في لعب ذلك الدور وإيمانها بقدراتها وواجباتها تجاه مجتمعها، وأنا هنا أدعو كل امرأة كويتية لأخذ زمام المبادرة والمساهمة بشكل حقيقي في بناء مستقبلنا جميعا.

 م.غصون الخالد في سطور
 

- بكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الكويت
 

- ماجستير في علوم البناء من جامعة ساوثيرن كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية.
 

- MBA في الإدارة من جامعة ثانديربيرد من الولايات المتحدة الأميركية.
 

- اختيرت كواحدة من أقوى 200 امرأة عربية حسب تصنيف مجلة فوربس.
 

- اختيرت كواحدة من أكثر الشخصيات العربية تأثيرا تحت سن الـ 40 عاما من قبل مجلة أرابيان بيزنس.