النفط يرتفع بأعلى وتيرة في 28 عامًا.. أين تتجه الأسعار بعد هجمات "خريص وبقيق" الإرهابية؟

هرع المتداولون صباح اليوم إلى شاشات حواسيبهم لمتابعة أسعار النفط في مستهل تعاملات الأسبوع ومحاولة احتساب الحد الأقصى المنتظر لهذه الحركة، لكنها قفزت بشكل ربما لم يتوقعه  الكثيرين، محققة أكبر حركة لها منذ 28 عامًا، بحسب تقرير لموقع "أويل برايس".

وفي مستهل تعاملات الإثنين قفز سعر خام "برنت" بنحو 20% فيما ارتفع خام "نايمكس" بأكثر من 16%، بعد ما وصفه الموقع المختص بالشأن النفطي بـ"الهجوم على أهم منشأة لإنتاج النفط في العالم"، في إشارة للهجمات الإرهابية التي طالت معملي شركة "أرامكو" في خريص وبقيق.

الاضطراب الأسوأ على الإطلاق

- من جانبها قالت "بلومبيرغ"، إن الهجوم الغادر تسبب في أسوأ اضطراب تشهده أسواق النفط على الإطلاق، متجاوزًا ما حدث عندما توقفت الإمدادات الكويتية والعراقية في أغسطس عام 1990، كما تجاوز توقف الإمدادات الإيرانية عام 1979 في خضم الثورة التي شهدتها البلاد.

- من جانبه قال الأمير "عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز" وزير الطاقة الأحد، إن شركة "أرامكو" تعمل على استعادة مستويات الإنتاج المعهودة، مضيفًا أنها ستعرض معلومات جديدة حول ما تعرضت له خلال الـ48 ساعة القادمة.

- وفقًا لتصريحات الوزير فإن التقديرات الأولية أشارت إلى توقف كمية من إمدادات الخام تقدر بنحو 5.7 مليون برميل، وهو ما يعادل 50% من إنتاج الشركة، مشيرًا إلى أنه سيتم تعويض بعض حاجة العملاء من خلال المخزونات.

- تعليقًا على ذلك، يقول مدير الأبحاث لدى "مورنينغ ستار"، "ساندي فيلدن": سعر خام "برنت" قد يقفز إلى 80 دولارًا غدًا، في حين قد يصل "نايمكس" إلى 75 دولارًا، لكن ذلك يعتمد على المعلومات التي ستعرضها "أرامكو" بعد مهلة اليومين.

- ربما لن تكون هناك مشكلة واضحة في الإمدادات على الفور لأن السعودية قادرة على تلبية حاجة السوق من المخزون، وفقًا لـ"فيلدن"، لكن إذا أكدت "أرامكو" أن انقطاع الإمدادات سيستمر لأسابيع، فمن المحتمل وصول "برنت" إلى 80 دولارًا وقد تستمر بعدها الأسعار في الارتفاع.

سيناريوهات "جولدمان ساكس"

- من جانبه أطلق المحلل الاستراتيجي للسلع لدى مصرف "جولدمان ساكس"، "داميان كورفالين" أربعة توقعات سعرية لأربعة احتمالات بشأن استمرار الاضطراب في الإمدادات.

- يرى "كورفالين" أنه في حال استمر انقطاع الإمدادات لفترة قصيرة للغاية (لمدة أسبوع)، سيؤدي ذلك إلى زيادة أسعار العقود طويلة أجل التسليم لتعكس المخاطر المتزايدة، ومع ضعف توقعات النمو واحتمالات تزايد إنتاج البلدان غير الأعضاء في "أوبك" خلال العام القادم، فإن هذه الزيادة قد تتراوح بين 3 و5 دولارات.

- إذا استمر الأثر فترة من أسبوعين إلى ستة أسابيع، فبجانب الانعكاس على الأسعار طويلة الأجل ستتحرك الأسعار قصيرة الأجل أيضًا، وإجمالًا، ستتراوح الحركة المتوقعة بين 5 و14 دولارًا للبرميل، بما يتناسب مع طول مدة الانقطاع والكمية المُعطل ضخها.

- في حال تم الإعلان عن استمرار اضطراب الإمدادات لأكثر من ستة أسابيع، يتوقع "كورفالين" ارتفاع سعر "برنت" فوق 75 دولارًا بشكل سريع، وهنا من المحتمل أن تلجأ الولايات المتحدة لاستخدام المخزونات الاستراتيجية لسد العجز والحد من ارتفاع الأسعار.

- في السيناريو الأخير، يقول محلل "جولدمان ساكس: إذا حدث أن استمر انقطاع الإمدادات لأكثر من 3 أشهر وبمقدار 4 ملايين برميل يوميًا مع ارتفاع الأسعار فوق 75 دولارًا للبرميل، فسيحفز ذلك عرض النفط الصخري وكذلك الطلب عليه.