نبض أرقام
20:16
توقيت مكة المكرمة

2024/07/03

هل تنجح "البطاريات" في تغيير مستقبل الاقتصاد؟

2019/10/04 أرقام - خاص

كثيرًا ما يتم تناول الطاقة النظيفة والمتجددة بوصفها مصدرًا آمنًا صديقًا للبيئة، وكانت الأزمة التي تعترض استخدام الطاقة الشمسية مثلا كلفتها العالية مقارنة بالوقود الأحفوري، إلا أن تكنولوجيا تصنيع الخلايا الشمسية شهدت تطورًا كبيرًا ساهم في خفض التكلفة، لتبقى الأزمة في تخزين الطاقة التي يتم الحصول عليها، أو في البطاريات.

 

 

أزمات
 

وتشير دراسة للمنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن الانبعاثات الكربونية الضارة ستتراجع بنسبة 30% على الأقل إذا ما شهدت البطاريات نسبة تحسن لا تتخطى 25% في أدائها، سواء من حيث فترة الاحتفاظ بالطاقة أو عمرها الافتراضي.
 

فعلى الرغم من التطور الكبير الذي قدمته بطارية "ليثيوم-أيون" الشهيرة في عالم البطاريات إلا أن استخداماتها في الصناعة والاحتفاظ بالطاقة لفترات متوسطة أو طويلة نسبيًا محل شك، فأفضل أنواع البطاريات تفقد 2% من طاقتها القصوى يومًا بعد يوم في حالة عدم الاستخدام.
 

كما أن العمر الافتراضي لأفضل البطاريات لا يتخطى 3-5 أعوام في أفضل تقدير، مع ملاحظة ما يصيب البطاريات من تدهور نسبي في القدرة على الاحتفاظ بالطاقة يجعلها غير قادرة على التشغيل بأقصى قدرة "نظرية" لها مع توالي استخدامها.
 

وعلى الرغم مما يشير إليه البعض من صعوبة تخزين البطاريات والظروف الخاصة التي تحتاجها، من مناخ جاف ودرجة حرارة أقرب للبرودة، إلا أن تخزين الوقود الأحفوري عملية صعبة أيضًا، ولعل "أنفاق النفط" التي تحتفظ فيها الولايات المتحدة برصيدها الاستراتيجي من النفط خير دليل على ذلك.
 

المحرومون من الكهرباء
 

كما سيكون بوسع البطاريات حال تحسين أدائها بنفس النسبة المذكورة المساهمة في إمداد 600 مليون شخص بما يحتاجون من كهرباء، بما ينقل حياة هؤلاء للأمام بصورة كبيرة، ويتركز هؤلاء السكان في المناطق النائية حول العالم أو تلك التي تحيط بها طبيعة جغرافية قاسية.
 

ففي بعض الأماكن النائية أو ذات الطبيعة الجبلية أو الوعرة، يكون من الصعب إقامة محطات كهرباء بما تستلزمه من منشآت كبيرة، وفي بعض الأحيان يكون من غير المجدي اقتصاديًا تمامًا إقامة بعض محطات الكهرباء من أجل عدد قليل من السكان بما يجعل البطاريات حلًا جيدًا في الحالتين السابقتين.



 

وستنهي البطاريات في هذه الحالة على مشكلة نقص الكهرباء لدى قرابة 70% ممن يعانون منها بفضل توافر أنظمة طاقة شمسية حديثة "مرنة" يمكنها العمل على تشغيل أكبر المصانع وأصغر المنازل وحال توافر البطاريات الملائمة لتخزين تلك الطاقة لفترات ملائمة.
 

والشاهد هنا أن هذا الأمر سيكون تطورًا لافتًا عن الوضع الحالي، إذ تقدر الحكومة الألمانية عدد هؤلاء الذين يعتمدون على البطاريات في الحصول على الكهرباء المنزلية بأقل من 1% من سكان العالم، يتركز معظمهم في دول أوروبا الغربية ولا سيما الدول الاسكندنافية وألمانيا نفسها.
 

وسائل الإنتاج
 

وتقدر دراسة المنتدى الاقتصادي العالمي أن البطاريات سيكون بوسعها خلال الأعوام الخمسة المقبلة الإسهام في توليد 100 مليون وظيفة بشكل مباشر أو غير مباشر، وستسهم في زيادة الناتج العالمي بـ150 مليار دولار سنويًا، وقد تصل الزيادة إلى نصف تريليون إذا تم تحقيق اختراقات تكنولوجية.
 

وتشير تقديرات "تحالف البطاريات العالمي" (يضم عددا من المنتجين ومنظمات البيئة ومُصنعي وسائل إنتاج الطاقة المتجددة) أنه وعلى الرغم من مرور 50 عامًا على تطوير بطارية "ليثيوم-أيون" إلا أن تضاعف قدراتها لم يبدأ إلا خلال الأعوام العشرة الأخيرة فحسب.
 

وبناء على ذلك فبحلول عام 2030 ستكون البطاريات قادرة على العمل بـ14 ضعفًا لقدراتها الحالية، سواء من حيث فترة التخزين أو السعة، بما سيجعلها -وقبل هذا التاريخ بعدة أعوام- قادرة على الوصول إلى العمل بكفاءة اقتصادية تفوق الوقود الأحفوري مع الاحتفاظ بالمزايا البيئية بطبيعة الحال.

 

 

وعلى الرغم من كل تلك "النواحي الإيجابية" إلا أن المنتدى الاقتصادي الدولي يحذر من أنه إذا لم تتغير وسائل الإنتاج ووسائطه، وتتكيف المصانع ومحطات الكهرباء على عدم حرق الوقود الأحفوري مقابل استخدام الطاقة التي يتم تخزينها في البطاريات، فإن هذه التطورات -الحتمية- ستتعطل ولن تكون ذات جدوى في موعدها الأفضل.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة