11.5 مليون راكب فقدهم المطار... في «سنة الكورونا»

أكد مدير إدارة النقل الجوي في الإدارة العامة للطيران المدني عبدالله الراجحي أن فتح المطار أمام القادمين بيد السلطات الصحية، مبيناً أن ذلك القرار مرهون بانخفاض أعداد الاصابات واستقرارها عند معدل متدن.

وكشف الراجحي في حوار مع «الراي» عن آثار «سنة الكورونا» (2020) السلبية على مطار الكويت الدولي، موثقاً ذلك بالأرقام الرسمية، التي أظهرت تراجع إجمالي عدد الركاب المسافرين عبر مطار الكويت الدولي بنسبة 75 في المئة بما يعادل 11.57 مليون راكب.

وقال «إن مطار الكويت شهد تراجعاً في عدد الرحلات خلال السنة ذاتها بنسبة 64.2 في المئة، بما يعادل 74.178 ألف رحلة، فيما تضاعفت حركة طائرات الشحن خلال 2020 بنسبة 268 في المئة بزيادة 5646 رحلة، إلا أن حجم عمليات الشحن شهد تراجعاً لجهة الكميات بنسبة 20 في المئة».

وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

* ما تأثير تداعيات فيروس كورونا على حركة الركاب في مطارالكويت خلال 2020؟
- نظراً للإجراءات الصحية الاحترازية المطبقة في مطار الكويت طوال العام الماضي (2020)، وما شهدته من تعليق حركة الطيران والقيود المفروضة على القادمين، فقد تراجع إجمالي عدد الركاب المسافرين عبر مطار الكويت الدولي بنسبة 75 في المئة بما يعادل 11.57 مليون راكب.

وبلغ إجمالي عدد الركاب الذين سافروا عبر مطار الكويت الدولي خلال عام 2019 نحو 15.448مليون راكب من بينهم 7.715 مليون قادمون، و7.733 مليون مغادرون، فيما تراجع عدد الركاب الإجمالي في عام 2020 إلى 3.875 مليون راكب، بلغت حصة الركاب القادمين منهم 1.835 مليون، والمغادرين 2.039 مليون راكب.

وكذلك تراجع عدد ركاب الترانزيت الذين عبروا من مطار الكويت بنسبة 82 في المئة، بما عدده 86.791 ألف راكب، حيث بلغ عددهم 19.145 ألف راكب في 2020 مقارنة مع 105.936 ألف في 2019.

* كيف تأثرت حركة الطائرات خلال 2020؟
- بالنسبة للطيران التجاري فقد تراجع عدد الرحلات خلال 2020 بنسبة 64.2 في المئة بما يعادل 74.178 ألف رحلة، حيث بلغ عدد الرحلات 41.242 ألف رحلة مقارنة مع 115.42 ألف رحلة في 2019.

وتضاعفت حركة طائرات الشحن خلال 2020 بنسبة 268 في المئة بزيادة 5646 رحلة، حيث بلغت في 2020 نحو 7752 رحلة شحن جوي مقارنة مع 2106 رحلات خلال عام 2019.

* هل يعني تضاعف عدد رحلات الشحن ارتفاع حجم الواردات عبر الشحن الجوي خلال 2020 بسبب الإغلاق؟
- في الظروف الطبيعية قد نعتبر ذلك قياساً موضوعياً يعبر عن ارتفاع الطلب على الشحن الجوي، لكن مع تداعيات انتشار فيروس كورونا وتقييد حركة الطيران التجاري والسماح برحلات الشحن فقد غيّر العديد من الشركات استراتيجياتها وحولت بعضها طائرات الركاب لتعمل في الشحن، والبعض الآخر في ظل القرارات الخاصة بتقييد معدلات الركاب القادمين يومياً، بدأ يعتمد على رحلات تجارية لنقل الركاب والشحن في آن واحد، لكن لم ينعكس ذلك على ارتفاع حجم الواردات عبر الشحن الجوي.

* كيف ذلك؟
- الأمر يظهر واضحاً مع انخفاض عمليات الشحن بنسبة 20 في المئة خلال العام 2020 رغم ارتفاع عدد الرحلات، حيث تم شحن 193.863 مليون طن جوا، مقارنة مع 243.441 مليون طن في العام 2019.

* هل أثر كورونا على شركات الطيران العاملة في مطار الكويت، أو ألمحت أي شركة إلى توقف عملياتها تأثراً بالجائحة؟
- لا لم تلمح أي شركة إلى إمكانية توقف عملياتها مع الكويت إثر تداعيات كورونا، ولكن هناك نحو 5 شركات تعمل خلال موسم العطلات الصيفية فقط أي أن تشغيلها موسمي وعارض، ولم تطلب هذه الشركات التشغيل نظراً لوجود الجائحة وتداعياتها، وبذلك انخفض عدد الشركات العاملة في مطار الكويت خلال صيف 2020 إلى 47 مقارنة مع 52 شركة في صيف 2019.

* البعض يتحدّث عن أن عمليات تعليق الطيران وتقليص عدد الركاب يتعارض مع اتفاقيات الكويت في مجال النقل الجوي وقوانين الطيران...؟
- وفقاً للمادة المتعلقة بأنظمة الدخول والخروج الموقعة مع كل الدول، تتوافق عمليات الاغلاق وتقليص عدد الركاب مع قوانين الطيران، والاتفاقيات الموقعة بين الكويت والدول الأخرى.

وتطبق القوانين واللوائح والأنظمة سارية المفعول لدى كل من الطرفين المتعاقدين والمتعلقة بالدخول والخروج من إقليمه بالنسبة للركاب والطواقم والبضائع والبريد على الطائرة (مثل الأنظمة الخاصة بالدخول والخروج والهجرة والجوازات والجمارك والحجر الصحي) على ركاب وطواقم وبضائع وبريد على طائرة تابعة لمؤسسة نقل جوي معينة من قبل الطرف المتعاقد الاخر اثناء تواجدها في إقليم الطرف المتعاقد الأول.

كما تطبق القوانين والأنظمة المعمول بها لدى أحد الطرفين المتعاقدين المتعلقة بدخول او تواجد او خروج الطائرات العاملة في الملاحة الجوية الدولية في اقليمه، او بتشغيل وملاحة تلك الطائرات اثناء تواجدها في نطاق اقليمي، على طائرات كلا الطرفين المتعاقدين دون أي تمييز بسبب الجنسية.

* هل يضع تصنيف بعض الدول عالية الخطورة ومنع الطيران منها إلى الكويت البلاد في موقف قانوني حرج؟
- خلال هذه الجائحة أصدرت بعض الدول قوائم لتصنيف وجهات السفر القادم منها المسافر وفق الوضع الصحي، ونظراً لتداعيات الجائحة واختلاف الوضع من دولة إلى أخرى، فإن الكل متفق على أن السماح بالدخول أو الخروج من الدولة هو أمر سيادي، وكل دولة لها أحقيتها في الإجراءات.

ووفقاً لمبدأ سيادة الدولة وتفهم العالم كله للأوضاع التي تصاحب الجائحة، لا يوجد أي موقف محرج، وبالعكس هناك تقدير واحترام لهذه الإجراءات مثلما تفعل الكويت عندما يتم تصنيفها لتوضيح الفرص لبعض الدول، فالكويت تحترم قرارات الدول في شأنها، وتحترم قراراتها من الدول الأخرى حتى تمر الجائحة بسلام وتتعافى حركة النقل الجوي.

* كم يبلغ عدد الشكاوى والمخالفات التي سجلها القطاع في 2020 مقارنة مع 2019؟
- بلغ عدد الشكاوى في عام 2019 نحو 1964 شكوى، فيما ارتفع عدد تلك الشكاوى إلى 2827 في 2020، أما عدد المخالفات الواردة من إدارة الهجرة بوزارة الداخلية والمتعلقة بمشكلات في فيزا الدخول أو أن صلاحية جواز السفر أقل من 6 أشهر فبلغ عددها خلال 2019 نحو 128 مخالفة، تقلصت إلى 66 في 2020.

* في ظل تداعيات «كورونا»، هل أُبلغتم من قبل شركات سياحة وسفر بإيقافها للنشاط؟
- نعم، تم إبلاغنا وذلك أمر طبيعي نتيجة تأثر القطاع بتداعيات فيروس كورونا، إذ تم إبلاغنا من قبل 18 شركة بوقف النشاط وذلك بسبب تعثر حركة الطيران والسفر نتيجة للآثار السلبية لجائحة كورونا واستمرارها لفترة زمنية طويلة، ما أدى الى توقف النشاط التجاري لسوق السفر.

* البعض يرى استعداداتكم اليومية في شأن نظام muna ويرى أن فتح المطار قريب، ما مدى صحة ذلك؟
- فتح المطار أمام القادمين هو قرار تتخذه السلطات الصحية، وتنفذه الإدارة العامة للطيران المدني وفقاً للمعطيات التي تحددها «الصحة»، وفي ظل الوضع الراهن وأعداد الاصابات التي نشهدها يومياً ووفقاً للقرارات السابقة، فإن فتح المطار سيكون رهنا بانخفاض أعداد الاصابات واستقرارها عند معدل متدن.

400 إلى 800 راكب يومياً

بيّن الراجحي أنه «حتى لو رفعت وزارة الصحة عدد الركاب المسموح بدخولهم للبلاد، لن نقوم بذلك بصورة مباشرة، بل يتم الأمر تدريجياً لارتباطه بالسعة السريرية للحجر المؤسسي الفندقي، والتي تعد المتحكم الأكبر بعدد الركاب القادمين إذ يدخل الكويت في ظل الأوضاع الراهنة نحو 400 إلى 800 راكب يومياً، وقرار الحكومة الأخير بالإعفاءات من الحجر المؤسسي لبعض الفئات من المطعمين وفئات أخرى يرفع من قدرتنا على استقبال عدد أكبر من الركاب».

119 مخالفة لاشتراطات الـ «PCR»... و«كويت مسافر»

حول رصد مخالفات الشركات للاشتراطات الصحية على الرحلات، قال الراجحي «في الإدارة العامة للطيران المدني نطبق الاشتراطات الصحية الاحترازية بحذافيرها، وفقاً للشروط الموضوعة من قبل السلطات الصحية، ولذلك في قطاع النقل الجوي، عند تلقينا مراسلات رسمية من قبل إدارة العمليات نقوم الإدارة بشكل فوري بإيقاع الغرامة على الشركات المخالفة».

ولفت إلى أن حصيلة مخالفات السماح بركاب على متن رحلات دون الالتزام بالاشتراطات الصحية كفحص PCR خلال المدة الزمنية المحددة أو الاشتراطات الخاصة في منصة «كويت مسافر» مثل حجز الحجر المؤسسي، بلغت 119 مخالفة بغرامات إجمالية بلغت قيمتها 59.500 ألف دينار.

وقف الطيران... مسموح

قال الراجحي «إن القوانين والاتفاقيات الخاصة بالنقل الجوي لأي دولة تسمح بوقف حركة الطيران، وفي حالة الاتفاقيات التي توقعها الكويت في هذا الشأن تكون وفق المادة 5 المعنية بـالإلغاء والتقييد وفرق الشروط، والتي تنص على أن يحق لسلطات الطيران لدى كل طرف متعاقد وقف التصاريح».

5 أسباب قانونية لوقف حركة الطيران

أكد الراجحي أنه وفق المادة 4 من الاتفاقية الخاصة بمؤسسة النقل الجوي يمكن إلغاء التصاريح أو تعليقها أو فرض شروط عليها بصورة موقتة أو دائمة، في 5 حالات كالتالي:

1 - إن لم تستطع مؤسسة النقل الجوي المعينة أن تبقى على مقر عملها الرئيسي في إقليم الطرف المتعاقد الذي قام بتعيينها.

2 – فشل الطرف المتعاقد المعين لتلك المؤسسة بالمحافظة على الرقابة التنظيمية الفعلية على تلك المؤسسة، أو لم تمتلك المؤسسة شهادة مشغل جوي صالحة وصادرة من قبل ذلك الطرف المتعاقد.

3 - في حالة فشل الطرف المتعاقد المعين لمؤسسة النقل الجوي بتطبيق الأحكام الواردة في المادة (15) التي تخص أمن الطيران من هذه الاتفاقية.

4- في حالة فشل مؤسسة النقل الجوي المعينة الوفاء بالشروط المفروضة بموجب القوانين والنظم التي تطبق عادة على تشغيل خطوط النقل الجوي الدولي من قبل الطرف المتعاقد الذي يتلقى التعيين.

5- في الحالات الاستثنائية الضرورية لأوضاع عالمية تحدث لتحقيق السلام والأمن العام.

3 دراسات عن أثر الجائحة على «النقل الجوي»

أشار الراجحي إلى أن إدارة النقل الجوي مع بدء تداعيات انتشار فيروس كورونا بدأت دراساتها حول تأثير الفيروس على القطاع عبر 3 دراسات رئيسية الأولى تتعلّق بالأثر على شركات الطيران وما يترتب على الجائحة وكيفية التأقلم مع القرارات الصادرة خلال الجائحة، ودراسة أخرى عن إعادة تشغيل الرحلات التجارية في مطار الكويت خلال الجائحة، ودراسة ثالثة عن الآثار الاقتصادية على قطاع مكاتب السياحة والسفر في ظل تداعيات جائحة كورونا، يأتي ذلك بالإضافة إلى المشاركة في جميع المنتديات والاجتماعات العالمية التي تدعو لها المنظمات المختصة بأمور الطيران المدني والنقل الجوي بشكل عام.

132 اتفاقية نقل جوي... سترتفع إلى 186

أوضح الراجحي أن إجمالي اتفاقيات النقل الجوي التي وقعتها الكويت يبلغ نحو 132 اتفاقية، منها 40 موقعة بالأحرف الأولى وبانتظار الترجمة الكاملة لتصبح نهائية وكاملة، بالإضافة إلى 92 موقعة بالكامل.

وأضاف أن إدارة النقل الجوي تبذل جهوداً حثيثة لتوقيع اتفاقيات النقل الجوي مع أكبرعدد من الدول، وذلك بالتواكب مع خطط الكويت الاقتصادية، والتطور الذي يشهده قطاع النقل الجوي في البلاد.

وفي هذا الصدد تم بالفعل التواصل مع 54 دولة في جميع القارات ليس بيننا وبينهم أي اتفاقيات لتبادل النصوص والاتفاق على نص مبدئي للتوقيع عليها في أقرب فرصة ممكنة، ليصبح العدد المستهدف الوصول إليه حالياً من الدول والمنظمات التي وقّعت مع الكويت اتفاقيات نقل جوي نحو 186 دولة ومنظمة.