"بافت" و"مونجر": الهدف من مسيرتنا الناجحة هو شيء بعيد تمامًا عن المال

رحلة طويلة من الصداقة والنجاح خاضها "وارن بافت" و"تشارلي مونجر" على مدار أكثر من ستين عامًا، وأصبح كلاهما من أصحاب المليارات أثناء قيادتهما لـ"بيركشاير هاثاواي".

ورغم تلك التجربة الاستثمارية الناجحة التي بدأت عام 1978 والتي نتج عنها العملاق الاستثماري بقيمة 630 مليار دولار، فإن كل من "بافت" وذراعه اليمنى أكدا أنهما كسبا المال الكثير ولكن ما أراداه حقًا هو الاستقلال.

وفي مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي" أوضح "بافت" أن الاستقلال الذي سعى إليه هو و"مونجر" يتمثل في الحرية في اختيار من يرتبطون به على أساس يومي سواء في العمل أو حياتهم الشخصية.

وأضاف: "الشيء الرائع حقًا هو القدرة على فعل ما تريد في الحياة وربطه بمن تريد وقد امتلك كلانا تلك الروح طوال الطريق".

واقترن نجاح "بافت" و"مونجر" باستقلاليتهم في اختيار الشركات التي يستثمران بها أو العملاء الذين يتعاملون معهم وتمكنوا من القيام بذلك عبر العمل بشكل وثيق مع بعضهم بعضاً.



وأكد "بافت" على أن امتلاك تلك الحرية أهم من مظاهر الثروة الأخرى كالممتلكات المادية الباهظة، فهو يرى أنها أفضل من المنازل المكونة من 25 غرفة أو امتلاك ست سيارات.

وتابع: "من الأفضل التواصل مع أشخاص أفضل منك"، مشيرًا إلى صداقته مع "مونجر"، ومؤكدًا في الوقت نفسه أن سرعة اكتشافهم أن الشخص الذي يقابلونه هو المناسب للتعاون معه كان أمرًا مدهشًا.

وأضاف صاحب التسعين عامًا: "لا أعرف على وجه التحديد ما الذي نبحث عنه في الأشخاص التي نود الارتباط بها"، وذلك على الرغم من أنه يؤكد أنه أدرك على الفور أن هناك صداقة وشراكة طويلة ستنشأ مع "مونجر" خلال لقائهما الأول عام 1959.

وأوضح أنه تيقن خلال مقابلته الأولى مع "مونجر" أن ذلك الشخص سيكون في حياته إلى الأبد وأنهما سيجنيان الكثير من المال معًا وسيتصرفان بشكل أفضل من خلال تعاونهما معاً.

وأشاد كلا الجانبين ببعض الجوانب في شخصيتهما، فذكر "بافت" أنه يحترم الجهود الخيرية التي يبذلها "مونجر" عبر ضخ ملايين الدولارات لصالح المستشفيات والمدارس ومساكن الطلاب.

كما أكد على أن صدق ونزاهة "مونجر" كانت شيئاً لطالما نال إعجابه به، مضيفًا: "هو لم يفعل أي شيء من أجل خدمة ذاته، ولم يقدم لي أي معلومة في سياق يختلف عن حقيقتها".