عملاقة الشحن الفرنسية "سي إم إيه سي جي إم" متخوفة من ضعف الطلب

قالت عملاقة الشحن الفرنسية "سي إم إيه سي جي إم" (CMA CGM SA)، المملوكة للملياردير رودولف سعادة وعائلته، إن ضعف الطلب على نقل البضائع والآفاق الاقتصادية القاتمة، أضرت بأرباح الشركة خلال ربع السنة الحالي.

يزداد تشاؤم ثالث أكبر خط حاويات في العالم مقارنةً بتحذير الشركة قبل نحو 3 أشهر عندما أشارت الشركة العائلية إلى بداية الانكماش. ويتماشى التحذير مع ما كشفت عنه الشركات الأوروبية المنافسة، ومن بينها "إيه.بي. مولر ميرسك" (A.P. Moller-Maersk A / S)، و"هاباغ–لويد" (Hapag-Lloyd AG) خلال الأسابيع الأخيرة.

قالت "سي إم إيه سي جي إم" في بيان الأرباح يوم الجمعة: "تتوقع المجموعة استمرار ارتفاع تكاليف الطاقة، ما يؤثر بشكل مباشر على نفقات التشغيل، وبشكل عام على الإنفاق الاستهلاكي، خصوصاً في أوروبا. وتتزامن تلك البيئة التضخمية مع سياسات تشديد نقدي تزيد من ضبابية آفاق النمو الاقتصادي".

أشارت الشركة إلى توقع انخفاض أسعار الشحن إلى "مستويات طبيعية أكثر"، وبالتالي تراجع هوامش الربح خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام.

نتائج جيدة

يطل الركود برأسه عقب طفرة غير مسبوقة في صناعة الشحن تراكمت نتيجتها سيولة ضخمة لدى أثرياء النقل الأوروبيين، مثل سعادة وغيانلويغي أبونتي وكلاوس مايكل كون، والذين استثمروها في أصول أخرى من بينها شركات الطيران.

استمر تأثير ارتفاع أسعار الشحن المفاجئ عقب تراجع الوباء واختناقات سلسلة التوريد، على أرباح "سي إم إيه سي جي إم" في الربع الثالث. فقد ارتفع صافي ربح الشركة 25% ليصل إلى 7.04 مليار دولار، ما دفع بأرباح الأشهر التسعة الأولى من العام إلى نحو 22 مليار دولار مسجلة مستوى قياسياً يتجاوز 17.9 مليار دولار المسجل عام 2021 بأكمله.

أشار بيان الأرباح إلى انخفاض صافي الدين ليبلغ 78 مليون دولار فقط بنهاية سبتمبر الماضي، مقارنة بنحو 5.3 مليار دولار قبل ثلاثة أشهر.

ضرائب استثنائية

لم تكن "سي إم إيه سي جي إم" وحدها من تبنت نبرة متشائمة بشأن المستقبل، حيث قال رئيس شركة "ميرسك" (Maersk)، ثاني أكبر ناقل للحاويات في العالم في وقت سابق من هذا الشهر، إن أوروبا على وشك الدخول في حالة ركود، وإن الاقتصاد الأميركي قد لا يكون بعيداً عن المسار. وحذر أيضاً من احتمال انخفاض أسعار الشحن بوتيرة أسرع من المتوقع. كذلك أشارت "هاباغ-لويد" إلى قرب الدخول في أوقات عصيبة.

قد يسهم تباطؤ نمو أرباح "سي إم إيه سي جي إم" في تفادي سخونة المشهد السياسي في فرنسا، حيث يطالب بعض النواب بفرض ضريبة استثنائية على أرباح الشركة المرتفعة.

تجنب رودولف سعادة، رئيس "سي إم إيه سي جي إم" من الجيل الثاني للعائلة تلك الخطوة حتى الآن، رغم احتمال فرض رسوم خاصة على موردي الطاقة.

تبلغ ثروة عائلة سعادة 15.8 مليار دولار مع امتلاكها أسطولاً خاصاً يتكون من حوالي 584 سفينة، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.