كلاوس شواب .. كيف يفكر مستر دافوس الذي يسعى لتغيير العالم من وراء الكواليس؟
اشتهر كلاوس شواب أستاذ الاقتصاد الألماني ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي بطرح نظريات ورؤى استشرافية للمستقبل عادة ما تكون مثار جدل بالغ.
على الرغم من ذلك يعتقد الكثيرون أن الرؤى التي يتبناها شواب ترتبط بالكثير من التغيرات الفعلية التي سيشهدها العالم في المستقبل بسبب علاقات شواب الرفيعة المستوى بكبار المسؤولين التنفيذيين في كبرى الشركات العالمية ودوائر صنع القرار في الغرب والسياسيين الأكثر تأثيراً في العالم والأكاديميين المخضرمين وانعكس ذلك فيما تنتجه مؤسسته من تقارير اقتصادية وأبحاث مهمة.
من هو كلاوس شواب؟
ولد كلاوس شواب في 30 مارس عام 1938 في مدينة رافنسبورغ الألمانية. درس في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ وجامعة فرايبورغ وجامعة هارفارد. ويحمل دكتوراه في الهندسة الميكانيكية ودكتوراه في الاقتصاد (بامتياز مع مرتبة الشرف). ويحمل شواب الجنسية السويسرية.
أسس المنتدى الاقتصادي العالمي عام 1971 كمؤسسة غير ربحية، وعزز دورها لتصبح منظمة دولية للتعاون بين القطاعين الخاص والعام.
وفي عام 1988 شارك مع زوجته هيلدا في تأسيس مؤسسة شواب للريادة الاجتماعية والتي تدعم الابتكار الاجتماعي في أنحاء العالم.
كما أسس في 2004 المنتدى العالمي للقادة الشباب وهو مجتمع متعدد الأطراف لأصحاب المصالح من القادة الشباب (30-40 عاما) الذين يتشاركون في الالتزام بتشكيل المستقبل العالمي.
وفي عام 2011، أسس (جلوبال شيبرز كومينيتي) أو مجتمع المُشكّلين العالمي وهي شبكة عالمية من المراكز المحلية في المدن في أنحاء العالم تجمع بين الشباب المتميزين في إمكانياتهم وإنجازاتهم ودوافعهم للمساهمة في مجتمعاتهم.
عمل في الفترة من 1971 إلى 2003 أستاذا لسياسة الأعمال في جامعة جنيف. تشمل مساهماته الأكاديمية أول منشور يشرح نظرية أصحاب المصالح في عام 1971 ونهجا جديدا للقدرة التنافسية العالمية في 1979.
حول شواب المنتدى الاقتصادي العالمي من مؤسسة يبلغ رأسمالها 6000 دولار في عام 1971 إلى مؤسسة ذائعة الصيت عالميا بنشاط قيمته 390 مليون دولار سنويا يضم 800 موظف لكي تصبح مركزا رئيسيا لصناعة الأفكار العالمية. واليوم يجذب الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي أكبر عدد من المليارديرات والمسؤولين التنفيذيين للشركات أكثر من أي حدث آخر على وجه الأرض كما يجذب القادة السياسيين أكثر من أي تجمع آخر بخلاف الجمعية العامة للأمم المتحدة.
الذكاء الاصطناعي والهيمنة
في القمة العالمية للحكومات في دبي، قال شواب إن من يحكم سيطرته على الذكاء الاصطناعي سيهيمن العالم.
وأضاف أنه يجب على الحكومات في أجزاء مختلفة من العالم أن تلعب دورا رائدا في مواكبة التغييرات، فقبل بضع سنوات كنا نعتبر بعض التقنيات خيالا علميا يصعب تنفيذه، لكن اليوم أصبح حقيقة أننا نعيش خلال الذكاء الاصطناعي القادم وتكنولوجيا الفضاء الجديدة والبيولوجيا الصناعية مما ينذر بتغيير قادم كبير خلال السنوات العشر القادمة.
يتبنى شواب نظرة اجتماعية لاقتصاد الشركات، إذ يرى أنه لا مجال للاختيار بين أصحاب المصلحة والمساهمين في الاقتصاد، ويتبنى رؤية مفادها أن الشركة ليست مجرد وحدة اقتصادية إنها هي كائن اجتماعي يجب أن يلعب دورا داخل المجتمع. ويقول شواب "يتوقع الجيل الحالي من الشركات ألا تخدم المساهمين فحسب، بل أن تراعي الناس والكوكب. الشركة التي ستضع ذلك في الاعتبار سيكون لديها مواهب أفضل بكثير في المستقبل وستتمتع بجاذبية أكبر لدى عملائها".
وحول قرارات الشركات بإلغاء آلاف الوظائف بسبب الانكماش الاقتصادي، قال شواب "حين يتخذ الرئيس التنفيذي لشركة ما قرارا، فإنه يتحتم عليه تقديم تنازلات. في وقت محدد، قد يتحول التوازن أكثر إلى المدى القصير، وهو التأكيد مثلا على ربحية الشركة. وفي أحيان أخرى قد يتحول أكثر إلى المدى الطويل.
لسنا في أزمة
يرى شواب أيضا أن المرحلة الحالية التي يمر بها العالم ليست أزمة بالمعنى المعتاد وإنما هي مرحلة تحول كامل للنظام العالمي. ويقول شواب إن العالم يشهد إعادة هيكلة للاقتصاد العالمي وهي فترة تتسم بتراجع القوة الشرائية للمواطنين في ظل ارتفاع التكاليف، مشددا على أنه لا ينبغي النظر إلى الاقتصاد العالمي بعقلية الأزمة والنهج القصير المدى وإنما يجب أن تتم إدارة فترة التحول هذه بشكل استراتيجي مشيرا إلى أن تلك الفترة قد تستمر ثلاث أو أربع أو خمس سنوات لافتا إلى أنها ستكون مؤلمة على الصعيد الاجتماعي.
ويرى شواب أن القوى التي تقف وراء ذلك التحول تكمن في الحرب في أوكرانيا، وحتى إذا تم التوصل إلى تسوية لتلك الحرب، فسيكون هناك إعادة الإعمار. كما أن لدينا إعادة تشكيل لسلاسل التوريد العالمية، وتأثيرات ما بعد كوفيد، والتي يقول البعض إنها تتمثل في تراجع الإنتاجية وبالطبع الحاجة إلى زيادة الاستثمار في المرونة.
يقول شواب إنه متفائل جدا بشأن تحول الطاقة لتوفير الوصول إلى طاقة وكهرباء أرخص سعرا، لكن على المدى القصير فإن ذلك يعني الحاجة إلى استثمارات. إذا نظرت إلى الحرب فهذا يعني وجود تكاليف أيضا. إذا نظرت إلى نقل سلاسل التوريد فهذا أيضا يعني تحمل تكاليف، لأنك لم تعد تشتري من أكثر المصادر فعالية وأقل سعرا، أنت تشتري من أكثر المصادر موثوقية.
إذا أخذت كل هذه العوامل معا، يقول شواب إن ذلك يعادل على الأرجح 1% إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
عالم متعدد القوى
يرى شواب على الجانب السياسي أننا متجهون صوب عالم متعدد القوى.
يقول شواب بالطبع لديك قوتان عظمتان، لكن بعد ذلك لديك قوة عظمى ناشئة مثل الهند، هناك تكتل مثل أوروبا، والتي في رأيي أصبحت أقوى على الرغم من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في السنوات الثلاث الماضية، كما لا ينبغي أن نقلل من شأن الدول الآسيوية الأخرى.
ويضيف "ثم لديك ما يمكن أن أصفه بالسمكة السريعة، الدول الصغيرة التي تتحرك بسرعة وتكون نموذجا يحتذى لدول أخرى مثل سنغافورة. ثم لديك قوى الشركات التي تلعب دورا جوهريا وأود أن أضيف المجتمعات الاجتماعية، سيكون عالما معقدا للغاية وفوضويا.
من أشد المعجبين بالتقنيات الجديدة
على الرغم من تراجع العملات المشفرة عالميا، وانهيار "إف.تي.إكس" للوساطة في العملات المشفرة، يقول شواب إنه من أشد المعجبين بالتقنيات الجديدة، لكن الحقيقة أن التطور التكنولوجي معقد للغاية وسريع جدا، مما يجعل من الصعب جدا على المؤسسات السياسية أحيانا استيعاب أهمية تطور جديد معين بل ويصعب إنشاء الحدود اللازمة لها.
يقول شواب "لذا فإن ما يحدث لا يدهشني. ستبقى العملات المشفرة. لكن علينا التأكد من أن العملات المشفرة مدمجة في أنظمتنا التقليدية أو على الأقل متوافقة معها".
الثورة الصناعية الرابعة
طرح شواب في عام 2016 كتابه "الثورة الصناعية الرابعة" الذي حوى عددا من أهم آرائه بشأن مستقبل العالم.
وقال شواب إننا على شفا ثورة صناعية رابعة، إذ نقلتنا الثورة الأولى من القوة العضلية إلى القوة الميكانيكية بين 1760 و1840، حيث أسفرت عن طاقة البخار أما الثانية فتمخضت عن خطوط التجميع أو الإنتاج الضخم في أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين. أما الثالثة فتمثلت في التحول الرقمي حيث قدمت لنا أجهزة الكمبيوتر المركزية والإنترنت في التسعينيات، أما الثورة الرابعة فهي وفقا لشواب مبنية على الثورة الثالثة لكنها أوسع بكثير وأكثر أهمية. إذ أصبحت الآلات ذكية ومتصلة مع بعضها وتساهم في اندماج ديناميكي للتقنيات من الناحية المادية والرقمية والبيولوجية وستؤدي إلى تغيير "مختلف عن أي شيء شهدته البشرية".
يقول شواب إن الثورة الصناعية الرابعة قوامها الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والروبوتات والمركبات ذاتية القيادة والطباعة ثلاثية الأبعاد وتعديل الجينوم البشري، والواقع المعزز وتكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية وعلوم المواد وتخزين الطاقة والحوسبة الكمية.
يرى شواب أننا لسنا بصدد تكنولوجيا فردية، بل نحن أمام تغيير شامل يتسم بتقليل دور العمال. فقد حققت أكبر ثلاث شركات في وادي السيليكون بالولايات المتحدة وهي فيسبوك وألفابت وأبل في عام 2014 نفس الإيرادات التي حققتها أكبر ثلاث شركات لصناعة السيارات في ديترويت في عام 1990، وثلاثة أضعاف القيمة السوقية، لكن بعدد عمال يقل بواقع 90 بالمائة. وسيترتب على ذلك نمو اقتصادي هائل. يرد شواب على الانتقادات بأن تلك الرؤية لم تتحقق بأن مردود تلك الثورة لم يأت بعد.
يناقش شواب في كتابه ما إذا كانت تلك الثورة ستطلق العنان للازدهار الجديد وتعطي العمال وظائف جديدة منتجة أم ستنشأ عنها بطالة جماعية. ويرى شواب أن النظرية تظهر أن النتيجة من المرجح أن تكون مكان ما في الوسط والمفتاح سيكون تعزيز النتائج الإيجابية ومساعدة أولئك ممن سيكونون في موقع وسط بين النتيجتين.
على سبيل المثال يطرح شواب تساؤلا بشأن ما إذا كان الاقتصاد حسب الطلب، مثل أوبر، ومرونة الاقتصاد الرقمي العالمي وحركته ستؤدي إلى تمكين الناس أم إطلاق سباق صوب القاع؟ بالنسبة لشواب فإن التحدي الذي نواجهه هو الخروج بأشكال جديدة من العقود الاجتماعية والتوظيفية.. إذ يحد ذلك من الجانب السلبي بينما لا يحد من نمو سوق العمل ولا يمنع الناس من العمل بالطريقة التي يختارونها.
يرى شواب أن الثورة الصناعية الرابعة مثل كل الثورات التي سبقتها قادرة على رفع مستويات الدخل العالمي وتحسين نوعية حياة السكان في جميع أنحاء العالم. حتى الآن، فإن أولئك الذين استفادوا منها هم مستهلكون قادرون على تحمل تكاليف العالم الرقمي والوصول إليه، جعلت التكنولوجيا منتجات وخدمات جديدة ممكنة تزيد من كفاءة ومتعة حياتنا الشخصية كطلب سيارة أجرة أو حجز رحلة أو شراء منتج أو سداد مدفوعات أو الاستماع إلى الموسيقى أو مشاهدة فيلم أو ممارسة لعبة، يمكن الآن القيام بأي من هذه الأشياء عن بعد.
يرى شواب أنه في المستقبل، سيؤدي الابتكار التكنولوجي ما يشبه المعجزة على جانب العرض، مع مكاسب طويلة الأجل في الكفاءة والإنتاجية، ستنخفض تكاليف النقل والاتصالات، وستصبح سلاسل التوريد واللوجيستيات العالمية أكثر كفاءة، وستقل تكلفة التجارة وكل ذلك سيفتح أسواقا جديدة ويدفع النمو الاقتصادي.
إعادة التهيئة الكبرى
في كتابه "إعادة التهيئة الكبرى" الذي صدر في يونيو 2020 حين كان العالم في خضم وباء كورونا قدم شواب دعوة إلى ما أطلق عليه "رأسمالية أصحاب المصلحة" لتحل محل الرأسمالية المالية الحالية.
يرى شواب والمؤلفة المشاركة تييري ماليريت أن الوباء يوفر فرصة لمستقبل جديد وأفضل. وفي حين يقرون أن الوباء يمكن أن يؤدي لانخفاض العوائد المالية لمدة تصل إلى 40 عاما، فقد برهنت الجائحة على أن المقايضة المفترضة بين الحماية الصحية أو البيئية مقابل تحفيز النشاط الاجتماعي خاطئة.
ويقول الكتاب إنه بينما تؤدي زيادة الاعتماد على استبدال العمالة كأداة لحماية الصحة إلى تهديد الوظائف فإنها قد تفرض أيضا إعادة النظر في كيفية توزيع المكاسب من النشاط الاقتصادي، إذ أجبرت معدلات البطالة المرتفعة وتراجع نشاط الشركات الصغيرة بالفعل الدول على تقديم دعم مالي لا علاقة له بالعمل لمواطنيها، وبالتالي قد يقود ذلك إلى مهام جديدة للسياسة المالية والنقدية في توفير الأمن الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين.
على مستوى الشركات حيث يتركز معظم النشاط الاقتصادي، أدى كوفيد إلى تغيير منطق الإنتاج من "الوقت المناسب" إلى منطق تطوير "القدرة على الصمود" في حال الاحتياج. وهذه هي الفرصة التي ستظهر من خلالها رأسمالية أصحاب المصلحة كمبدأ موجه للنشاط.
يقول شواب وماليريت إن إعادة التهيئة الكبرى ستتشكل من خلال ثلاثة جوانب متقاطعة للنظام الحالي وهي الترابط أو الاتصال المنهجي والسرعة والتعقيد.
ويقول شواب إن هذا التعقيد جعل العالم حتى يتجاوز فهمنا له، ومترابطا مما يجعلنا لا نسأل ما إذا كان حدث في جزء ما من العالم سيكون له تداعيات على أجزاء أخرى، ولكن ما مدى قوة ذلك التأثير. بعض الأمثلة على ذلك هي الأزمة المالية العالمية في 2008 أو تسونامي اليابان في 2011 أو حصار قناة بنما. وبالطبع فإن وباء كورونا هو مجرد حدث في نفس السلسلة.
يرى شواب أن هذا الترابط لا يجعل المجتمع أقوى أو أكثر مرونة، ولكنه أضعف. فالتأثيرات ليست معزولة عند وقوع الكوارث، ولكنها تنتشر وتضر بأجزاء أخرى من العالم لم يكن لها دور أساسا في الحدث الأصلي للوهلة الأولى.
يروج الكتاب لاستراتيجية تعاف شاملة تشمل أنظمة رعاية صحية فعالة من حيث التكلفة حول العالم، وشبكات الأمان الاجتماعي، وإعانات البطالة الممتدة، والمجتمعات التي تتمتع بمستويات عالمية من الثقة، والشعور الحقيقي بالتضامن والتغلب على الانقسام بين القيمة السوقية والقيمة المجتمعية للعمل.
يقول الكتاب إن المجتمع في المستقبل "لن يقبل أن يحصل مدير صندوق تحوط شهير متخصص في البيع على المكشوف... على دخل بالملايين سنويا بينما ممرضة.. تحصل على جزء متناهي الصغر من ذلك الراتب".
يقول شواب أيضا في كتابه إن الحكومة الجيدة هي الفيصل بين الحياة والموت، ويشير إلى أن حجم الحكومات آخذ في التراجع منذ الحرب العالمية الثانية وأن الناس باتوا في مسؤولية متزايدة عن المزيد والمزيد من جوانب حياتهم مما أدى إلى مشكلات لا حصر لها من بينها الإقصاء وعدم المساواة الاجتماعية،والاقتصادية،والكوارث البيئية، وغيرها. ونتيجة لذلك، بدأ الناس يفقدون الثقة في المؤسسات الحكومية التي لم تكن تقوم بعمل جيد.
الحل في وجهة نظر شواب هو المزيد من الحكومات. ويقول إنه تحت قيادة الحكومات، فإن حياة المواطنين ستكون أفضل بكثير، وستصبح شبكة الضمان الاجتماعي أقوى، وسيكون المجتمع أكثر شمولا بفضل القوانين التي تجبرك على التعامل مع الأشخاص الذين لا تريد التعامل معهم، وسيكون العالم أكثر صداقة للبيئة من خلال إنشاء حوافز لتشجيعك على استهلاك أكثر صداقة للبيئة، وستكون الشركات خاضعة لسلطة الدولة بحيث يصبح المساهمون "أصحاب مصلحة".
يقول شواب إن الافتقار إلى الدور الحكومي القوي جعل الأغنياء أكثر ثراء والفقراء أكثر فقرا وبالتالي فالطريقة الوحيدة لعكس عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية هي بزيادة الضرائب.
فهو يرى أنه يجب فرض ضرائب أكبر على رواد الأعمال والمديرين التنفيذيين والموظفين ذوي الأداء المرتفع لمساعدة أولئك الذين ليس لديهم فرصة للعمل.
يرى شواب أن وباء كورونا قدم مجموعة من الأدوات التي يمكن استخدامها لمعالجة الأزمات الأخرى مثل الإقصاء وعدم المساواة الاجتماعية وتغير المناخ وأن ذلك ظهر في التطبيق العملي بإجراءات الإغلاق أو تقييد الحريات لصالح التدابير التي تفرضها الحكومات.
يرى الكتاب أن حزم التحفيز العالمية التي قدمتها دول العالم يمكن أن تساهم في دفع التنمية الاقتصادية إما في دفعنا صوب التنمية منخفضة الكربون والمقاومة للتغير المناخي أو أن تحبسنا في مسارات تنمية طويلة الأجل تزيد من مخاطر المناخ وضعف العالم. ويرى الكتاب أن فرص الانتعاش الأخضر جيدة.
شواب إلى الأبد؟
أثار وجود شواب كل تلك المدة الطويلة حتى انتقادات بين موظفي المنتدى الاقتصادي العالمي بشأن شواب الذي يطلقون عليه "السيد دافوس". وأصبح مستقبل شواب الذي يرأس المنتدى الاقتصادي العالمي على مدى ما يزيد عن نصف قرن نقطة نقاش في اجتماع العام الجاري وسط انتقادات شديدة للبروفسير السويسري وعدم وجود استراتيجية لخلافته.
وقالت مجموعة من موظفي المنتدى الاقتصادي العالمي الحاليين والسابقين الذين تواصلوا مع صحيفة الجارديان البريطانية إن شواب البالغ من العمر 82 عاما كان قانونا في حد ذاته ولم يحط نفسه بأس شخص قادر على إدارة المؤسسة.
وقالت المجموعة "كلاوس على رأس المنتدى الاقتصادي العالمي لمدة 52 عاما. عندما ولد عام 1938 لم تكن 122 دولة من أصل 195 دولة في العالم الآن موجودة." وقالت المجموعة إنه غير مسؤول على الإطلاق أمام أي شخص من داخل أو خارج المؤسسة.
وقالت المجموعة "نحن مجموعة من الموظفين الحاليين والسابقين في المنتدى الاقتصادي العالمي. نريد أن نلعب دورا في تعزيز النقاش حول الدور الذي تلعبه المنظمة في العالم".
وقالت المجموعة إنها لا تريد الكشف عن هويتها وأضافت "نحن مترددون في الخروج للعلن لأن كلاوس صاحب نفوذ قوي ومن الممكن أن يجعل الأمور صعبة للغاية بالنسبة لنا حتى بعد مغادرة المنتدى الاقتصادي العالمي".
تكثفت التكهنات بشأن مستقبل شواب بعد مقال نشره موقع "بولوتيكو" قال إن الشركاء الاستراتيجيين للمنتدى، وهي الشركات التي تمول المنتدى بقيمة 390 مليون دولار سنويا، غير راضين عن عدم وجود استراتيجية لخلافة شواب.
والمنتدى الاقتصادي العالمي مسجل كمؤسسة غير ربحية، ولكنه أيضا شركة عائلية متعددة الأجيال. ويتقلد أبناء شواب نيكول وأوليفيه مناصب رفيعة في المنتدى، وترأس زوجته هيلدا مؤسسة وحفل لتوزيع الجوائز في دافوس. كما تمنح القوانين التي يخضع لها المنتدى أفراد العائلة حقوقا في مقاعد مجلس الإدارة.
وقالت مجموعة الموظفين إنهم نشروا انتقاداتهم على منصة التواصل الاجتماعي "لينكد إن" لكن تمت إزالة منشوراتهم بناء على طلب من المنتدى وهو ما تنفيه المؤسسة.
وقالت المنشورات التي شاركها الموظفون مع الجارديان "لا يوجد مستقبل واضح للمنتدى الاقتصادي العالمي بعد كلاوس ليس فقط لأنه لا يوجد خليفة واضح لكن أيضا لأن مجلس إدارته به خلافات مما سيجعل كل قيادة كبيرة تنتفض غضبا تجاه الآخرين لحظة أن يخرج الرجل".
وقال متحدث باسم المنتدى الاقتصادي العالمي "يقرر مجلس الأمناء أي تعيينات مستقبلية للقيادة المؤسسية. يتمتع المنتدى بهيكل حوكمة مؤسسي قوي لضمان استمرار قدرته على دعم مهمته بشكل كامل".
وتقول مصادر إن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير من الشخصيات الدولية البارزة التي ارتبطت بهذا الدور.
لكن مجموعة الموظفين شككت في قدرة المنظمة على العمل بدون شواب على رأسها.
وأضافت المجموعة "في معظم المؤسسات، يُنظر إلى الجيل التالي من القيادة العليا بشكل يتسم بالضعف في مستويات الإدارة العليا لكن في المنتدى الاقتصادي العالمي أحاط كلاوس نفسه بمجموعة من لا أحد في القمة بحيث يصبح من الصعب رؤية كيف يمكن أن يؤخذ أي منهم على مجمل الجد بالتبعية داخل أو خارج المنظمة.
تقول المجموعة إن "كلاوس يختار القيادات في المؤتمر باستخدام نفس المعايير التي يستخدمها بوتين لاختيار النواب في مجلس الدوما: الولاء والمكر والجاذبية. تعكس نوعية الأشخاص في قمة المؤسسة نوع بقية من يعملون لحسابها".
وافق رئيس إحدى الشركات البريطانية على أنه لا يبدو أن هناك خليفة لشواب. وقال المسؤول التنفيذي "انطباعي أنه سيموت وهو يمارس مهامه".
وأبدى مشارك آخر اعتاد أن يحضر دافوس على مدى فترة طويلة دهشته من أن شواب سمح بتكهنات بشأن مستقبله. وقال "أقول بصدق، أجد ذلك الأمر لا يتسم بالاحترام بعض الشيء (بالنظر إلى كل ما فعله شواب)، ولكن كان يجب أن يعلم أن ذلك سيحدث وأن يتخذ خطوات لدرء ذلك".
المصادر: أرقام- المنتدى الاقتصادي العالمي- وول ستريت جورنال- الجارديان- صحيفة "ذا ترامبيت"- مجلة "تايم"- بوليتيكو- موقع "National Library of Medicine"
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}