نبض أرقام
20:11
توقيت مكة المكرمة

2024/05/20

كيف يمكننا تحسين إدارتنا للمياه؟

2023/04/02 أرقام

في محاضرة ألقاها عالم الْمُنَاخ "جوليو بوكاليتي" على هامش اجتماعات تأثير التنمية المستدامة للمنتدى الاقتصادي العالمي أكّد أن إدارة المياه هي في النهاية مسألة سلطة.
 

وأن تغير الْمُنَاخ يغير علاقتنا بالمياه، ويجلب القوة والسياسة إلى قضايا حقوق الإنسان الأساسية المتعلقة بالحق في الوصول إلى المياه وإدارتها.
 

 ومع تزايد شيوع حالات الجفاف والفيضانات وانتشارها في كوكب يزداد احترارًا، أصبحت الطريقة التي نفكر بها في الماء كمورد أكثر إلحاحًا.

 

في حقيقة الأمر، ووفقًا لتقرير المدن المائية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن واحدة من كل أربع مدن، تمثل 4 تريليونات دولار في النشاط الاقتصادي، تعاني بالفعل من الإجهاد المائي.

 

ومع ذلك، صار الماء بالنسبة لمعظم الناس في البلدان المتقدمة تقريبًا غير مرئي. حيث أصبح الناس معتادين على وجوده عندما يحتاجونه، وصار جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية، لدرجة تعاملهم مع وجوده كأمر مفروغ منه.



 

- هنا يقدم يوم المياه العالمي ومؤتمر الأمم المتحدة للمياه فرصة مهمة لتعزيز الاتفاق السياسي على أفضل إدارة لهذا المورد الحيوي لضمان التنمية العادلة والمستدامة.
 

- وبالحديث عن أكبر التحديات المتعلقة بالمياه اليوم؛ يؤكد جوليو أن التحدي الأكبر هو وهم السيطرة على مقدرات الطبيعة مع وعد العالم الحداثي قبل مائة عام، بتحريرنا من الطبيعة، وأننا سنعيد تصميم الكوكب.
 

- لذلك لا أحد يفكر اليوم في الماء كثيرًا. لكن هذا الوهم تبدّد، وهذا هو التحدي الأكبر اليوم. فالْمُنَاخ يتغير والماء يتغير معه. ونحن بحاجة إلى إعادة تعريف علاقتنا بالمياه.
 

- وبسؤاله عن سبب احتياجنا إلى إعادة تعريف علاقتنا بالمياه من جديد؛ يوضح جوليو أنه مع تغير النظام الْمُنَاخي، عادت مشكلة المياه إلى السطح.
 

- وقد رأينا ذلك في صيف 2022، مع موجات الجفاف المدمرة التي ضربت أوروبا أو الفيضانات الكارثية التي ضربت أماكن مثل باكستان وكوريا الجنوبية.
 

- عندما يحدث هذا، فإن الخطر الأكبر الذي يهدّدنا هو أننا نعتقد أن المشكلة هي مجرد مشكلة هندسية، وأن شخصًا ما في مكان ما سيهتم بالأمر؛ أي إنها مجرد مسألة إنفاق المال.
 

- إلا أن قرونا من التاريخ تبين لنا أن السؤال الأساسي حول إدارة المياه هو أمر سياسي في جوهره ولا يمكن التعامل معه فقط من خلال الهندسة؛ بل يتطلب المشاركة والنقاش والسياسة.

 

- نحتاج أن نتعلم مرة أخرى كيفية الاشتباك سياسياً في مسائل الموارد الطبيعية، مع أسئلة حول من الذي يمكنه ممارسة السلطة عليها؛ لأن هذا باختصار هو ما يعنيه التعامل مع الماء.

 

- وعندما سُئل عن الكيفية التي يمكن أن نجعل بها الوصول إلى المياه أكثر إنصافًا؛ وضح جوليو أن ممارسة إدارة المياه هي في النهاية ممارسة للسلطة.

 

- إذ يلجأ البعض إلى اتخاذ التدابير التي يرى أنها مناسبة له للتحكم في موارد المياه وإدارتها؛ بهذا يستفيد البعض ويخسر البعض.

 

- بطبيعة الحال، سيتحمل أصحاب القوة التكاليف الأقل بشكل غير متناسب. لقد رأينا هذا في موجات الجفاف المدمرة التي ضربت القرن الأفريقي في صيف 2022؛ حيث تضرر ما يربو على 20 مليون شخص ليس لديهم أي وكالة سياسية وكانوا غير قادرين على تعبئة مجتمعاتهم لتغيير المشهد بطرق تحميهم.

 

- لذا يؤكد جوليو على أنها مسألة حقوق إنسان؛ وأن تحقيق الأمن المائي هو أكبر بكثير من مجرد الحصول على الماء للشرب، إنه يتعلق بالمياه التي تخدم أغراض التنمية والتماسك الاجتماعي.

 

- وبهذا المعنى، فإن أقوى أداة لدينا لتحقيق نتيجة عادلة ومنصفة هي التحرر السياسي؛ إنها قدرة الناس على أن يكونوا مواطنين في إدارة الموارد الطبيعية التي يعيشون عليها.

 

- وعند سؤاله عن إمكانية إشراك المواطنين في إدارة المياه؛ شدّد على أهمية إدراك أن قضية الماء جزء لا يتجزأ من مجموعة من القضايا حول الرفاهية والتنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية وما إلى ذلك.

 

- لذا فإن المفتاح هنا هو أن نجعل صنع القرار البيئي وصنع القرار بشأن موارد الدولة وموارد المجتمع جزءًا من الأجندة السياسية الأوسع.

 

- والسبيل لتحقيق ذلك هو إدماج البيئة والموارد المائية في العمليات السياسية وبناء المؤسسات التي تسمح للدولة أو إدارة المناظر الطبيعية بالتعرف على مشاكل المياه على وجه التحديد.

 

- ويختتم بقوله إننا نسعى إلى تحسين إدارة المياه، ليس من خلال إنشاء حوكمة خاصة للمياه، ولكن من خلال دمج المياه في الاستراتيجية الاقتصادية والاجتماعية للبلدان.

 

المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي (World Economic Forum)

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة