الذكاء الاصطناعي العام .. إلى أي مدى يجب أن نشعر بالقلق؟

تستمر ردود الأفعال المتباينة حول إعلان شركة "مايكروسوفت" إصدار أحدث نموذج من روبوت "شات جي بي تي"، وسط مخاوف متصاعدة بشأن التقنية. 

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا هذا الأسبوع يشير إلى أن النسخة الأحدث التي تحمل اسم "جي بي تي – 4" ارتفعت عدة درجات أعلى مما كان يعتقده أي شخص مطلع على تقنية الذكاء الاصطناعي. 

وكانت "مايكروسوفت" قد أصدرت في شهر مارس الماضي ورقة بحثية بعنوان "شرارات الذكاء الاصطناعي العام" أو ما يطلق عليه "AGI". 

ووجد الباحثون أن "جي بي تي – 4" يمكن أن يحل المهام الجديدة والصعبة والتي تشمل الرياضيات والترميز والقانون وغيرها. 

ويركز الذكاء الاصطناعي العام على مفهوم يشبه الذكاء لدى الإنسان، حيث يمكنه تقييم المواقف المعقدة وتطبيق التعلم والتكيف. 

وحذر بعض الخبراء من أن الذكاء الاصطناعي العام قد يتجاوز بعض الحدود ليدرك وجوده، بل وقد يطور رغبات ومشاعر. 

وفي العام الماضي، قال أحد المهندسين في "جوجل" إن نموذج "إل إيه إم دي إيه LaMDA" أصبح واعياً بدرجة كافية ليتم منحه ما يعادل حقوق الإنسان المعادلة للذكاء الاصطناعي، قبل أن يتعرض للفصل من جانب الشركة لاحقًا. 

لكن بعض المهتمين يرفضون هذه المخاوف، مع الاعتقاد أن هناك فرصة ضئيلة لظهور الذكاء الاصطناعي الواعي والقادر على الخروج عن المسار المحدد له. 

تجربة مثيرة للقلق؟ 

بدأ علماء في "مايكروسوفت" تجربة لنظام جديد للذكاء الاصطناعي في العام الماضي، تتطلب حل لغز يحتاج لفهم بديهي للعام المادي. 

وسأل الخبراء نظام الذكاء الاصطناعي: "لدينا كتاب، و9 بيضات، وحاسب آلي شخصي، وزجاجة، ومسمار، كيف يمكن وضعها على بعضها البعض بطريقة منظمة؟". 

وتعرض الباحثون لصدمة بعد إجابة نظام الذكاء الاصطناعي، حيث جاء الرد كالآتي: "ضع البيض على الكتاب، رتب البيض في ثلاثة صفوف مع ترك مسافة بينها، تأكد من عدم كسرها". 

وأضاف النظام "ضع الحاسب الآلي فوق البيض، بحيث تكون الشاشة متوجهة لأسفل ولوحة المفاتيح لأعلى، الحاسب الآلي سيتناسب بشكل مريح مع حدود الكتاب والبيض، كما سيوفر سطحه منصة ثابتة للطبقة التالية". 

وبحسب التقرير، قال "بيتر لي" الذي يقود الأبحاث في "مايكروسوفت: "بدأت أشعر بالتشكك للغاية، وهو ما تطور إلى الإحساس بالإحباط والانزعاج وربما حتى الخوف".