مرونة الطلب .. تعريفها وأهم الأمثلة عليها

المرونة هي مفهوم اقتصادي يستخدم لقياس التغير في الكمية الإجمالية المطلوبة من سلعة أو خدمة فيما يتعلق بتحركات الأسعار لتلك السلعة أو الخدمة.
 

يعتبر المنتج مرنًا إذا تغير الطلب على الكمية للمنتج عندما يرتفع سعره أو ينخفض. على العكس من ذلك، يعتبر المنتج غير مرن إذا تغير الطلب على الكمية للمنتج قليلاً جدًا عندما يتقلب سعره.
 

على سبيل المثال، الأنسولين منتج غير مرن للغاية بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري الذين يحتاجون إلى الأنسولين، فإن الطلب كبير جدًا لدرجة أن ارتفاع الأسعار يكون له تأثير ضئيل جدًا على الكمية المطلوبة.
 

كما أن انخفاض الأسعار لا يؤثر على الكمية المطلوبة؛ معظم أولئك الذين يحتاجون إلى الأنسولين لا يتمسكون بسعر أقل ويقومون بالفعل بالشراء.
 

بالمثل، في الأعمال والاقتصاد، يشير مصطلح مرونة السعر إلى الدرجة التي يغير بها الأفراد أو المستهلكون أو المنتجون طلبهم أو الكمية المعروضة استجابةً لتغيرات السعر أو الدخل.
 

أنواع المرونة
 

- مرونة الطلب
 

تعتمد الكمية المطلوبة من سلعة أو خدمة على عدة عوامل، منها السعر والدخل والتفضيلات. عندما يكون هناك تغير في هذه العوامل، فإنه يتسبب في تغيير الكمية المطلوبة من السلعة أو الخدمة.
 

- مرونة الدخل
 

تشير مرونة الدخل إلى حساسية الكمية المطلوبة لسلعة معينة للتغير في الدخل الحقيقي للمستهلكين الذين يشترون هذه السلعة، مع الحفاظ على ثبات جميع العوامل الأخرى.
 

مع مرونة الطلب على الدخل، يمكنك معرفة ما إذا كانت سلعة معينة تمثل ضرورة أو رفاهية.
 

- مرونة الطلب التقاطعية
 

وتُعرف أيضًا باسم مرونة الطلب التبادلية وهي نسبة التغير النسبي في الكمية المطلوبة لسلعة محددة، عندما يتغير سعر سلعة أخرى بديلة أو مكملة لها.
 

ويتم حساب هذا القياس عن طريق أخذ النسبة المئوية للتغير في الكمية المطلوبة من سلعة واحدة وتقسيمها على النسبة المئوية للتغير في سعر السلعة الأخرى.
 

- مرونة السعر
 

تقيس المرونة السعرية للعرض الاستجابة لتوريد سلعة أو خدمة بعد حدوث تغيير في سعر السوق. وفقًا للنظرية الاقتصادية الأساسية، سيزداد عرض السلعة عندما يرتفع سعرها. على العكس من ذلك، سينخفض المعروض من السلعة عندما ينخفض سعرها.
 

العوامل التي تؤثر على مرونة الطلب
 

هناك ثلاثة عوامل رئيسية تؤثر على مرونة الطلب لسعر السلعة.
 

- توافر البدائل
 

بشكل عام، كلما كانت هناك بدائل جيدة، كان الطلب أكثر مرونة. على سبيل المثال، إذا ارتفع سعر فنجان قهوة بمقدار 0.25 دولار، فقد يستبدل المستهلكون مشروب الكافيين الصباحي بواسطة كوب من الشاي القوي.
 

هذا يعني أن القهوة سلعة مرنة لأن الزيادة الطفيفة في السعر ستؤدي إلى انخفاض كبير في الطلب حيث يبدأ المستهلكون في شراء المزيد من الشاي بدلاً من القهوة.
 

ومع ذلك، إذا ارتفع سعر الكافيين نفسه، فربما نشهد تغيرًا طفيفًا في استهلاك القهوة أو الشاي لأنه قد يكون هناك القليل من البدائل الجيدة للكافيين.
 

في هذه الحالة، قد لا يتخلى معظم الناس عن طيب خاطر عن كوب الكافيين الصباحي مهما كان السعر. لذلك نقول إن الكافيين منتج غير مرن.
 

رغم أن منتجًا معينًا داخل صناعة ما يمكن أن يكون مرنًا بسبب توفر البدائل، فإن الصناعة بأكملها تميل إلى أن تكون غير مرنة. عادةً ما تكون السلع الفريدة مثل الماس غير مرنة لأنها تحتوي على بدائل قليلة إن وجدت.
 

- إذا كان المنتج أو السلعة ضرورية
 

كما رأينا أعلاه، إذا كانت هناك سلعة ضرورية للبقاء أو الراحة ولا يمكن الاستغناء عنها، فسيستمر الناس في دفع أسعار أعلى مقابل شرائها.
 

على سبيل المثال، يحتاج الناس إلى العمل أو القيادة لعدة أسباب. لذلك، حتى لو تضاعف سعر الغاز، سيظل الناس بحاجة إلى ملء خزاناتهم.
 

- الوقت
 

العامل الثالث المؤثر هو الوقت. على سبيل المثال، إذا ارتفع سعر السجائر إلى دولارين لكل علبة، فمن المرجح أن يستمر الشخص الذي يعاني من إدمان النيكوتين ولديه عدد قليل جدًا من البدائل المتاحة في شراء سجائره اليومية.
 

هذا يعني أن التبغ غير مرن لأن التغير في السعر لن يكون له تأثير كبير على الكمية المطلوبة. ومع ذلك، إذا وجد هذا الشخص الذي يدخن السجائر أنه لا يستطيع تحمل إنفاق دولارين إضافيين في اليوم وبدأ في التخلص من هذه العادة على مدى فترة من الزمن، فإن سعر السجائر لذلك المستهلك يصبح مرنًا على المدى الطويل.
 

أهمية مرونة السعر في الأعمال
 

يُعد فهم ما إذا كانت سلع أو خدمات الأعمال مرنة أم لا جزءًا لا يتجزأ من نجاح الشركة. ففي نهاية المطاف، تتنافس الشركات ذات المرونة العالية مع الشركات الأخرى على السعر ويطلب منها أن يكون لديها حجم كبير من معاملات البيع لتظل قادرة على الوفاء بها.
 

من ناحية أخرى، تمتلك الشركات غير المرنة سلعًا وخدمات ضرورية وتتمتع برفاهية تحديد أسعار أعلى.
 

بعيدًا عن الأسعار، تؤثر مرونة السلعة أو الخدمة بشكل مباشر على معدلات الاحتفاظ بالعملاء للشركة. غالبًا ما تسعى الشركات إلى بيع السلع أو الخدمات التي تتطلب طلبًا غير مرن؛ يعني القيام بذلك أن العملاء سيظلون مخلصين وسيستمرون في شراء السلعة أو الخدمة حتى في مواجهة ارتفاع الأسعار.
 

أمثلة على المرونة
 

يُعد التسعير المفاجئ لأوبر أحد الأمثلة الحديثة المثيرة للاهتمام على المرونة السعرية للطلب التي يشارك فيها كثير من الناس.
 

حيث تستخدم أوبر خوارزمية "التسعير المفاجئ" خلال الأوقات التي يوجد فيها عدد أعلى من المتوسط من المستخدمين يطلبون المشاوير في نفس المنطقة الجغرافية. حيث تطبق الشركة مُضاعِف السعر الذي يسمح لأوبر بموازنة العرض والطلب في الوقت الفعلي.
 

المصدر: إنفستوبيديا (Investopedia)