نبض أرقام
06:40
توقيت مكة المكرمة

2024/07/03
2024/07/02

الذهب في مواجهة البيتكوين .. هل حسم التوتر في الشرق الأوسط مكانة الأصل الآمن؟

2023/10/16 أرقام - خاص

دخلت الاشتباكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة أسبوعها الثاني، مع استمرار تدافع المستثمرين لحيازة الأصول الآمنة خوفاً من تداعيات الأزمة.

 

ومع حفاظ الذهب على مكانته التاريخية كأداة تحوط رئيسية من المخاوف الجيوسياسية، فشلت البيتكوين في استغلال الأزمة الأخيرة مع تعرضها للهبوط خلال الأسبوع الماضي.


 

الذهب يلمع وسط الصراع

 

- حققت أسعار الذهب ارتفاعات قوية في الأسبوع الماضي لتستعيد مستويات 1900 دولار، مع تدافع المستثمرين لحيازة الأصول الآمنة.

 

- صعدت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر بنسبة 5.2% في الأسبوع الماضي، لتسجل أكبر مكاسب أسبوعية منذ مارس.

 

 

- في تعاملات الجمعة الماضية وحدها، ارتفعت أسعار الذهب 3.1% أو ما يعادل 58 دولارًا دفعة واحدة لتسجل 1941.50 دولار للأوقية.

 

- كان الصعود المسجل يوم الجمعة لأسعار الذهب هو الأكبر من حيث النسبة المئوية منذ بداية ديسمبر الماضي، بحسب بيانات "داو جونز ماركت".

 

- شكل الصعود الأخير للذهب تعافياً ملحوظاً للمعدن، حيث انخفض من 1967 دولارا للأوقية في العشرين من سبتمبر إلى 1823 دولارا خلال تعاملات السادس من أكتوبر الجاري.

 

 

- ارتفاع أسعار الذهب جاء في إطار اتجاه المستثمرين حول العالم للاحتفاظ بالأصول الآمنة مثل المعدن الأصفر والفرنك السويسري والسندات الحكومية.

 

- الأمر الأبرز في صعود المعدن يتمثل في أنه تزامن مع عودة الموجة الصاعدة لمؤشر الدولار الأمريكي، رغم أن العلاقة بين المعدن والعملة الأمريكية عادة ما تكون عكسية.

 

- يرى "ستيفن إينيس" المدير الإداري لشركة "إس بي إي أسيت مانجمنت" أن الأحداث في الشرق الأوسط أصبحت في بؤرة الأحداث وتتجاوز المخاوف والمناقشات السابقة في الأسواق.

 

- ذكر "ديفيد ميجر" مدير تداول المعادن في "هاي ريدج فيوتشرز" أنه بصرف النظر عن الصراع، فإن توقعات الأسواق تشير إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يرفع معدلات الفائدة في اجتماع نوفمبر، وهو ما يقدم الدعم أيضًا للذهب.

 

- تشير أداة "فيد واتش" إلى احتمالية تقارب 69% لتثبيت معدلات الفائدة الأمريكية هذا العام.

 

وضع مختلف للعملات المشفرة

 

- قال "إينيس" إن هناك عبارة شهيرة في سوق الذهب وهي ألا تترك أبدًا أزمة جيدة بدون الاستفادة منها، وهو ما ثبت صحته خلال التطورات الأخيرة.

 

- لكن هذه العبارة لا يمكن أن تمثل سوق العملات المشفرة، والذي فشل في الاستفادة من التوترات الأخيرة، رغم اعتبارها من جانب بعض المحللين بمثابة "ذهب رقمي" وأداة للتحوط من في حالات عدم اليقين.

 

- انخفضت البيتكوين – أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية – بنحو 5% خلال الأسبوع الماضي، لتسجل أول هبوط أسبوعي في ستة أسابيع.

 

 

- سوق العملات المشفرة فقد حوالي 50 مليار دولار من قيمته السوقية في الأسبوع الأول من الاشتباكات.

 

- رغم الهبوط، لا تزال البيتكوين مرتفعة بأكثر من 60% منذ بداية العام الجاري.

 

- فشل العملات المشفرة في التصرف باعتبارها أداة تحوط من التوترات الجيوساسية لم يكن حدثا جديدًا، حيث شهدت البيتكوين تراجعًا مماثلاً في أزمات سابقة.

 

- في فبراير 2022، تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في خسارة البيتكوين ما يصل إلى 7% في يوم واحد، قبل أن تتعافى لاحقًا.

 

- رغم أن بعض المهتمين بسوق العملات المشفرة ينظرون إلى هذه الفئة من الأصول على أنها بمثابة أداة تحوط من عدم اليقين، فإن آخرين يعتبرونها بمثابة أصول خطرة.

 

- لكن الواقع يشير إلى أنه حتى الأصول الخطرة لم تتعرض جميعها للخسائر خلال الأسبوع الماضي، حيث حققت بعض أسواق الأسهم ارتفاعات بدعم تراجع عوائد السندات الحكومية.

 

- سجل مؤشر "داو جونز" للأسهم الأمريكية ارتفاعًا 0.8% في الأسبوع الماضي، بينما تراجع "إس آند بي 500" بنحو 0.5% في نفس الفترة، في حين حقق "ستوكس 600" للأسهم الأوروبية صعودًا بنحو 1%.

 

 

لماذا تراجعت البيتكوين؟

 

- لم تنجح العملات المشفرة منذ تدشينها بعد الأزمة المالية العالمية في 2009 في فرض مكانتها كمخزن للقيمة، مع التقلبات الحادة في أسعارها.

 

- وصلت البيتكوين لمستوى قياسي يتجاوز 65 ألف دولار في نوفمبر 2021، قبل أن تتهاوى بشكل حاد في العام الماضي، ثم تشهد حالة من التعافي هذا العام لتتداول قرب 27 ألف دولار حالياً.

 

- قال "أليكس تابسكوت" رئيس وحدة الأصول الرقمية في "ناين بوينت بارتنرز" إن ظروف الاقتصاد الكلي تهمين على سعر البيتكوين في المقام الأول حالياً، مع مخاطر الركود التي تحيط بالاقتصاد العالمي.

 

- يرى "تابسكوت" أن وجود حرب في الشرق الأوسط وأخرى في أوروبا، بالإضافة إلى التوترات حول العالم، كلها تشير إلى وجود مخاطر في سوق العملات المشفرة.

 

- كما اعتبر "نيكولاس كولاس" المؤسس المشارك لشركة "داتا تريك" أن سوق العملات المشفرة تضرر من تقارير أشارت إلى استخدام جماعات في الشرق الأوسط للعملات المشفرة لجمع أموال.

 

- تسببت هذه التقارير في مخاوف بعض المتابعين في سوق العملات المشفرة من احتمالية تشديد السلطات التنظيمية العالمية للقيود المرتبطة بسوق الأصول الرقمية.

 

- على جانب مواز، يعتقد "ماركوس ليفين" المؤسس المشارك لشركة "إكس واي أو نيتورك" أن الاضطرابات الناجمة عن الصراع في أوروبا والشرق الأوسط قد تجبر الاحتياطي الفيدرالي على الحفاظ على معدلات الفائدة المرتفعة لفترة أطول، ما يضر بالأصول المشفرة.

 

 

- بالفعل، أشار الفيدرالي في اجتماعه الأخير إلى سياسة "معدلات فائدة مرتفعة لفترة أطول"، مع توقعات مسؤولي البنك بإقرار زيادة إضافية للفائدة هذا العام وتأجيل عمليات الخفض المتوقعة في 2024.

 

هل يستمر تفوق الذهب؟

 

- يبدو دور المعدن النفيس كأداة تحوط ضد التوترات الجيوسياسية ثابتًا بشكل كبير، بالنظر إلى مكانته التاريخية كمخزن للقيمة.

 

- تاريخياً، حقق الذهب ارتفاعات قوية خلال فترات الحروب، حيث صعدت أسعار المعدن بشكل حاد إبان صراعات مثل حرب الخليج وأحداث الحادي عشر من سبتمبر وحتى الحرب الروسية الأوكرانية.

 

- قال "إدوارد مويا" كبير محللي السوق في "أواندا OANDA" إن المستثمرين يفرون إلى الملاذات الآمنة، مع تزايد التوترات في الشرق الأوسط.

 

- أوضح "مويا" أنه في حال أصبح الوضع الجيوسياسي أكثر قتامة، فهناك احتمالية لصعود الذهب لمستويات 2000 دولار للأوقية هذا العام.

 

- لكن بعض المحللين لا يرون أن الاتجاه لحيازة الذهب خلال عدم اليقين المرتبط بالأزمات الجيوسياسية بمثابة الفكرة الأفضل دائمًا.

 

- يرى "برين لوندرين" محرر "جولد نيوزليتر" أنه ينصح دائمًا بعدم شراء الذهب بناءً على الأزمات الجيوسياسية، معتبرًا أن ذلك بمثابة لعبة خاسرة في معظم الأوقات. 

 

- قال "لوندرين" إن الذهب يعد وسيلة للتحوط ضد القضايا النقدية، خاصة ما يتعلق بالهبوط المستمر في قيمة العملات، لكنه لا يرى سببًا منطقياً لشراء المعدن بسبب حدث جيوسياسي ما، سوى للرهان على أن المشتري سيكون قادرًا على بيع المعدن بسعر أعلى لشخص آخر، وهو ما أمر من النادر أن يتحقق.

 

- يعتقد أنه لكي يستمر الذهب في الارتفاع، فإن الصراع الجيوسياسي الحال يحتاج إلى أن ينجح في فرض تغيير في سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي.

 

- على الجانب الآخر، يرى بعض المحللين أن العملات المشفرة أظهرت إشارات على الاستقرار مؤخرًا، ما قد يشير إلى تعاف محتمل.

 

- تمكنت البيتكوين من التعامل مع صدمات سابقة مثل العقوبات الأمريكية ضد روسيا عقب غزوها لأوكرانيا، بعد هبوط قوي في بداية الأزمة.

 

- يجب الإشارة إلى أن تأثير الأحداث الجيوسياسية على سوق العملات المشفرة يعتبر معقدًا وقد يتباين بناءً على عوامل مثل حجم وطبيعة الصراع ومعنويات السوق بشكل عام ومستوى تبني واستحقاق العملات المشفرة في ذلك الوقت.

 

- بينما اعتبر المستثمر الشهير "بول تيودور جونز" أن الذهب والبيتكوين خياران جذابان في الوقت الحالي، مع المزيد من المخاطر الجيوسياسية وارتفاع مستويات الديون الحكومية الأمريكية.

 

- أوضح مدير صناديق التحوط أن البيئة الجيوسياسية الأكثر تهديدًا في الوقت الحالي مع الوضع المالي الأضعف للولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية يجعلان حيازة الأسهم خيارًا غير جذاب، لكنهما يدعمان الذهب والبيتكوين في الفترة المقبلة.

 

المصادر: أرقام – رويترز – بلومبرج– مجلس الذهب العالمي - ماركت وتش – كوين ماركت كاب – كوين ديسك – ناسداك – سي إن بي سي - بينانس

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة