نبض أرقام
16:13
توقيت مكة المكرمة

2024/05/20

لماذا تتصاعد حالة التقلبات في الأسواق العالمية خلال الفترة الأخيرة؟

2023/10/24 أرقام - خاص

"نحن نمر ربما بأخطر وقت يشهده العالم منذ عقود"، هكذا تحدث "جيمي ديمون" الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورجان تشيس" واصفًا رؤيته للوضع العالمي في الوقت الحالي.

 

وتتزامن التوترات الجيوسياسية الأخيرة في الشرق الأوسط مع المخاوف المرتبطة بمسار السياسة النقدية حول العالم، ما رفع حدة التقلبات في الأسواق المالية خلال الفترة الأخيرة.

 

 

أزمات سياسية وتداعيات اقتصادية

 

- برر "ديمون" مخاوفه بشأن الوضع العالمي الحالي باستمرار الحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى التوترات الجديدة في الشرق الأوسط والتي قد تكون لها آثار كبيرة على أسعار الطاقة والغذاء والتجارة والعلاقات الجيوسياسية.

 

- أضافت التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط خلال الأيام الماضية المزيد من حالة عدم اليقين التي يمر بها العالم.

 

- تثير مخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط القلق بشأن الاقتصاد العالمي، مع تداعيات محتملة على أسواق الطاقة والغذاء.

 

- ذكر صندوق النقد الدولي أن ارتفاع أسعار النفط بنسبة 10% يؤدي إلى تسارع التضخم العالمي بنحو 0.4%.

 

- شهد التضخم العالمي حالة من التباطؤ الملحوظ في الأشهر الماضية، مع تراجع تكاليف الطاقة وظهور آثار السياسة النقدية المتشددة على الطلب.

 

- من شأن عودة التضخم العالمي للتسارع أن يدفع البنوك المركزية لتأجيل خطط التخلي عن سياسة رفع معدلات الفائدة.

 

- بالفعل، أشار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه الأخير إلى أنه قد يؤجل خفض معدلات الفائدة في العام المقبل، مع استمرار التضخم القوي.

 

 

- الفيدرالي الأمريكي ألمح إلى انتهاج سياسة "معدلات فائدة أعلى لفترة أطول"، في إشارة إلى مواصلة الحفاظ على الفائدة المرتفعة خلال معظم عام 2024.

 

- كما تسبب ربط البنوك المركزية لمسار السياسة النقدية بتطور البيانات الاقتصادية في تصاعد حالة التقلبات في الأسواق المالية، مع تباين بعض البيانات والتي تثير توقعات متقلبة حيال معدلات الفائدة.

 

مخاوف الدين والعجز

 

- يعتقد الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورجان" أن المخاوف العالمية حالياً لا تتوقف على الأمور السياسية فحسب، لكنها تشمل الصعود الحالي للدين الوطني الأمريكي والارتفاع القياسي للعجز المالي في أوقات السلم.

 

- تجاوز الدين الوطني الأمريكي حاجز 33 تريليون دولار لأول مرة على الإطلاق، مع استمرار الصعود السريع للعجز المالي.

 

- بلغ العجز المالي الأمريكي 1.7 تريليون دولار في العام المالي المنتهي في سبتمبر الماضي، ما يعتبر ثالث أعلى مستوى للعجز في التاريخ الأمريكي.

 

- ارتفاع العجز والديون لم يقتصر على الولايات المتحدة، مع صعود مماثل للديون في الاقتصادات النامية والمتقدمة وسط ارتفاع معدلات الفائدة والتي تزيد تكلفة الاقتراض.

 

- قالت نائبة مديرة صندوق النقد الدولي "جيتا جوبيناث" إن مستويات الدين العالمي عند مستويات قياسية مرتفعة، بالتزامن مع بيئة معدلات الفائدة المرتفعة لفترة أطول، محذرة من أن هناك الكثير من الأمور التي قد تشهد تحولات خاطئة.

 

- تشير بيانات معهد التمويل الدولي إلى أن الدين العالمي سجل مستوى قياسياً جديدًا عند 307 تريليونات دولار بنهاية الربع الثاني من هذا العام.

 

التداعيات على الأسواق

 

- تسببت المخاوف المتصاعدة على الصعيدين السياسي والاقتصادي في عودة التقلبات إلى الأسواق العالمية من جديد.

 

- تشهد أسواق السندات حول العالم موجة من التقلبات والخسائر الملحوظة، ما رفع العوائد لمستويات غير مسبوقة في عقد على الأقل.

 

- لامس العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات مستوى 5% خلال الأسبوع الحالي، وهو أعلى مستوى منذ عام 2007.

 

 

- شهد الأسبوع الماضي تقلبًا لسندات الخزانة لأجل 10 سنوات في نطاق نحو 40 نقطة، بفعل بيانات اقتصادية متباينة وتصريحات لمسؤولي الفيدرالي، بالإضافة إلى تصاعد الطلب على الملاذات الآمنة.

 

- كما صعد العائد على السندات الحكومية البريطانية لأجل 30 عامًا لأعلى مستوى منذ عام 1998 عند 5.158%.

 

- ظهرت التقلبات جلية من خلال ما يطلق عليه "مؤشر الخوف" في "وول ستريت"، والذي يتجه لتسجيل أحجام تداول قياسية هذا العام، مع سعي المستثمرين لحماية أنفسهم من التذبذب المفاجئ في سوق الأسهم.

 

- صعد مؤشر "في إي إكس VIX" والذي يرصد تقلبات مؤشر "إس آند بي 500" لأعلى مستوى منذ مارس الماضي، إبان أزمة الاضطرابات المصرفية.

 

- شهد سوق الأسهم الأمريكي حالة من الخسائر خلال الأسابيع الأخيرة، حيث هبط مؤشر "إس آند بي 500" بنحو 8% من قمة هذا العام المسجلة نهاية شهر يوليو الماضي، لكنه لا يزال مرتفعًا 10% منذ بداية العام.

 

 

- اتجه المستثمرون إلى حيازة الأصول الآمنة، في إطار المساعي للتحوط من حالة التقلبات في الأسواق المالية.

 

- شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا بنحو 8% خلال الأسبوع الماضيين، ليقترب سعر المعدن مجددًا من حاجز الـ 2000 دولار للأوقية.

 

- لكن المحللين في "يو بي إس جلوبال ويلث مانجمت" يرون أن أصول الملاذ الآمن لم تشهد الأداء المتوقع مع البيانات الاقتصادية المتضاربة وتصاعد التوترات الجيوسياسية.

 

هل تتواصل التقلبات؟

 

- ترتبط حالة التقلبات القوية في الأسواق المالية حالياً بعدم اليقين المتصاعد على الصعيدين السياسي والاقتصادي حول العالم.

 

- ذكر "برنت كوتشوبا" مؤسس خدمة تحليلات الخيارات "سبوت جاما" أنه عند ارتفاع عوائد السندات بالوتيرة التي تحدث حالياً، وعندما يكون الوضع الجيوسياسي مثلما هو الحال الآن، فإنه من المنطقي حدوث حركة التقلبات الحالية.

 

- قال "مايك شوماخر" رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي في "ويلز فارجو سيكيوريتيز" إن المستثمرين يجب أن يستعدوا لتصاعد حالة التقلبات في عوائد السندات.

 

- يعتقد "شوماخر" أن التقلبات في أسواق السندات قد تستمر حتى منتصف العام المقبل على الأقل وربما أبعد من ذلك، لحين انتهاء التوترات في الشرق الأوسط ووضوح الرؤية بشأن اتجاه الاحتياطي الفيدرالي.

 

- ارتفع مؤشر التقلبات المتوقعة لعوائد سندات الخزانة الأمريكية والمسعرة في خيارات لأجل شهر واحد "إي سي إي موف ICE BofA MOVE Index" من "بنك أوف أمريكا" لمدة خمسة أسابيع متتالية.

 

 

- كما تتجاوز التقلبات في عوائد سندات الخزانة طويلة الأجل للتذبذب في الأسهم بأكبر وتيرة منذ 18 عامًا على الأقل.

 

- كما حذر مدير الأبحاث في صندوق النقد الدولي "بيير أولييفه غورينشا" من أن أسعار السلع الأساسية قد تصبح أكثر تقلبًا، مع زيادة الصدمات المناخية والجيوسياسية.

 

- يرى "محمد العريان" كبير المستشارين الاقتصاديين في "أليانز" أن حالة عدم اليقين الكبيرة في الأسواق المالية قد تستمر بسبب عدم وجود رؤية بشأن الاتجاه الذي يتجه إليه الاقتصاد.

 

- قال "العريان" إن هناك حاجة إلى التحول من الاعتماد المفرط على البيانات إلى نهج يركز على المسار المستقبلي بشكل أكبر.

 

المصادر: أرقام – فاينانشيال تايمز – سي إن بي سي – بلومبرج – سويس آر إي – فورتشن - رويترز

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة