مبادئ جديدة لتعزيز الاقتصاد العالمي حددها رؤساء الدول وصندوق النقد الدولي والسياسيون والمديرون التنفيذيون في قمة الرياض

في قمة مبادرة مستقبل الاستثمار (FII)، التي انعقدت في الرياض اليوم، بحثت شخصيات دولية بارزة، من بينها وزراء من أوروبا والشرق الأوسط ورئيس دولة أفريقية، مبادئ جديدة يمكن أن تساعد في تعزيز الاقتصاد الدولي وسط التقلبات المتزايدة والاضطراب الذي شهدناه خلال هذا العقد.

وركز اليوم الثاني من مبادرة مستقبل الاستثمار، الذي كان بعنوان "بيان الرؤية الجديدة"، على التحديات والفرص المتاحة للاقتصادات الناشئة. ومن خلال إفساح المجال أمام "قوى متوسطة" جديدة مثل البرازيل وتركيا وجنوب أفريقيا، بحثت القمة في سبل تحسين الاقتصادات المحلية والتجارة الدولية وسط رياح اقتصادية معاكسة أكثر تحديا، والحاجة المستمرة إلى حلول مناخية حاسمة.

وفي المناقشة الصباحية الرئيسية لهذا اليوم، استكشف وزير المالية في المملكة العربية السعودية، معالي السيد محمد بن عبد الله الجدعان، ومعالي السيد محمد شيمشك، وزير مالية الجمهورية التركية، مع وزراء من مملكة البحرين والمملكة المتحدة، كيفية تحسين التجارة العالمية، التي انخفضت إلى 1.7% في عام 2023 من 2.7% في العام السابق.

وقالت كريستالينا جورجييفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي: "إن أحد التغييرات الكبيرة التي تحدث في عالم يعاني من الصدمات الخارجية المتكررة، مثل كوفيد، والحرب، وأزمة تكلفة المعيشة، هو زيادة قوتنا المالية. وحتى في عالم يشهد المزيد من التوترات الجيوسياسية، فإننا قادرون على اتخاذ قرارات لجعل الشركة أقوى".

وفي جلسة خاصة وقت الغداء، ألقى الرئيس بول كاغامي كلمة أمام المندوبين لتسليط الضوء على كيف أصبحت بلاده قصة نجاح اقتصادي على مستوى القارة، لكنه أطلق تحذيرا بشأن ما هو مطلوب للمستقبل. قال الرئيس كاغامي: "نأمل أن يتمكن المزيد من الأفارقة من العمل معًا والاستثمار كما استثمرنا نحن للآخرين. يتعلق الأمر أيضًا بالتعاون. أريد أن تكون أفريقيا قادرة على العمل مع بقية العالم لتحقيق الفائدة لبعضنا البعض بأفضل طريقة ممكنة، على أساس الخيارات التي نتخذها بشأن كيفية المضي قدما".

كما شهد اليوم الثاني من مبادرة مستقبل الاستثمار 7 قمم حول الذكاء الاصطناعي ومناقشات حاسمة حول كيفية تنظيم الذكاء الاصطناعي وتطبيقه وتطويره وتنفيذه في مجموعة واسعة من التطبيقات لصالح البشر في مجالات مثل الصحة والتمويل والإدارة البيئية.

كما تم تسليط الضوء على موضوع التعاون بين الثقافات في جلسة بعد الظهر شارك فيها لاعب كرة القدم الفرنسي كريم بنزيمة من الاتحاد وريال مدريد السابق، ورئيس الاتحاد الدولي للسيارات السابق والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسلامة على الطرق، جان تود. وناقش المشاركون كيف يمكن للحكومات والمؤسسات تسخير التأثير الذي لا مثيل له للرياضة لإظهار القيادة الحكيمة، وإلهام المواطنين، والتقريب بين العالم في نهاية المطاف.

وقال ريتشارد أتياس، الرئيس التنفيذي لمعهد مبادرة مستقبل الاستثمار:

"تظهر بياناتنا هذا العام، انخفاضًا كبيرًا في الرضا عن الحياة في جميع أنحاء العالم. لقد قمنا باستطلاع آراء 53000 شخص في 23 دولة، وكانت نتائج تقرير بوصلة الأولوية لدينا بمثابة قراءة واقعية. وقد ساهمت هذه البيانات في إثراء العديد من المداولات والمحادثات هنا في مبادرة مستقبل الاستثمار هذا الأسبوع. مع تواجد قادة العالم وأكبر المستثمرين في هذا المجال واستمرار الابتكار على قدم وساق، تقع على عاتقنا مسؤولية تجاه الإنسانية أن نتصرف بقوة وسرعة".